رحل فقيدنا الكبير محمد عوض سعيد القنبلة [رحمه اللٌَه] اشرف واعز الرجال.. ولم ترحل ذكراه الطيبة من قلوب المحبين ... لا يموت من يعيش في قلوب الآخرين. بدات معرفتي به عند التحاقي بسلك الوظيفة العامة مطلع التسعينيات عندما كان مفرقاً للعمل الحزبي، كان يأتي نهاية كل شهر لا ستلام الراتب من مكتب وزارة الثروة السمكية فرع محافظة أبين سابقاً، وتمضى الأيام والسنوات وتندلع حرب صيف 1994 وبعد إن حطت الحرب اوزارها ،حيث مكث في عدد من المناطق فترة من الزمن ثم عاد إلى زنجبار وأُدخل المعتقل حيث عاش مرحلة الاعتقال وهي فترة صعبة جداً من حياتة،بعد تلك الفترة المرة بدأ يداوم في المكتب؛ وهنا اتيحت لي الفرصة بالتعرف على الرجل عن قرب خاصة ونحن نعمل في مكتب واحد وبفضل من الله أستعاد توازنه، حيث إتيحت له فرصة معاودة الكتابة الصحفية في صحيفة 14 أكتوبر وبحسب رأيي المتواضع إذا قدر له الاستمرار كان سيغدو كاتباً مرموقاً في مملكة صاحبة الجلالة السلطة الرابعة لانه حتماً سيكون من اصحاب القضايا الوطنية الذي لا يخاصم إلا في شأن من شؤون الوطن والإنسان! في العام 1996،صدر قرار من مكتب الثروة السمكية بمحافظة أبين بتعيين الفقيد مديراً لتعاونية شقرة السمكية في مسقط راسة شقرة.. حيث ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالعمل التعاوني السمكي الدؤوب مع قطاع الصيادين، أعطى كل ما كان متاح له للصيادين من معدات اصطياد ومحركات بحرية، عمل بجهد عالى جداً وكان أكثر فاعلية على مستوى العمل التعاوني، وشجع وصرف للجميع دون استثناء، وخلال تلك الفترة استطاع بمجهوده وعلاقاته الشخصية المتميزة تم توزيع قوارب اصطياد [فيبر جلاس] مجاناً على المتضررين من التأميم في الجنوب في السبعينيات والناس مخابر ولا يستطيع إن ينكر ذلك الا عديمي التربية والأخلاق ... كانت الأفعال تتحدث بصوت أعلى من الكلمات ، تحمل الكثير من الآلم والمعاناه ... ولكن المرء بالأخلاق يسمو ذكره، عزيزى القارئ اسمح لي إن اتحدث بإيجاز عن بعض من صفاته العملية والإنسانية من واقع معايشتي ومرافقتي له خلال العام المنصرم كمدير عام لفرع الهيئة العامة للمصائد السمكية في خليج عدن بمحافظة أبين إلى يوم رحيلة والناس يقولون في بلادنا الإنسان يخبٌر من حيث أتى :- _ جاء إلى فرع الهيئة العامة للمصائد السمكية بمحافظة أبين باقل مايمكن من الاعداد لكن ترك بجهده واجتهاده وأخلاصة اثارا طيبة ورائعة جداً في نفوس الموظفين ورؤساء الجمعيات التعاونية السمكية والعاملين في قطاع الأسماك، وكذلك الهيئة العامة للمصائد السمكية في خليج عدن، وكذلك وزارة الثروة السمكية في الجمهورية اليمنية على اختلاف مواقعهم في الوظائف. _ رجلُُ يعشق العمل حتى النخاع استطاع خلال عام كامل أن يحيي هذا الفرع والقطاع ويعيد له رونقه رغم عدم توفر كثيراً من الامكانيات ويخرج المكتب من عنق الزجاجة إلى الواجهه برغم انتشار كثير من الدبابيس على القاع ... ولكن قد قيل ارسل حكيماً ولا توصه . _ هو خط الدفاع الأول لأية مشكلة قد تحدث في قطاع الصيادين والعمل التعاوني السمكي وكان يتحمل الصدمات الارتدادية عند حدوث أى طارئ من البحر و اهل البحر وتحمل كثيراً من الضغط النفسي. _ شخصية قيادية وقنبلة إدارية ضخمة من الطراز الرفيع جداً. _ رجلُُ جسور يسير في مقدمة مواكب الخيرين من الرجال المخلصين . _ إنسان ودود كان يمشى بيننا على هون طيب العشرة يشارك الناس افراحهم واتراحهم حتى على حساب صحتة وقلبه العليل ومثله في ذلك كما يقول لي دائماً : [يموت الحمار ولا ينكسر النحو] معنى النحو الجبر. _ القنبلة رجلُُ نظيف اليد يقضى حوائج الناس، تصرفاته الإنسانية لا توصف خيرك كثير علينا... لا يعرف المرء في عصره ياآبا الشهيد الدكتور شريف[ رحمه اللٌه] وارجو من ربنا الكريم ل ابني العزيز النقيب اشرف محمد القنبلة موفور الصحة والعافية والعمر المديد بإذن الله . وداعاً أبي الغالي دعاء اللهم لانزكيه عليك ولكنّا نحسب أنه آمن وعمل صالحاً ،فاجعل له جزاء الضعف بما عمل واجعله في الغرفات من الآمنين. اللهم اجعله من الذين سعدوا يارب العالمين.