نتيجة لانعدام الرؤية في لوحة القيادة للواقع اليمني بشكل عام والوضع الجنوبي بشكل خاص وكمية الشكوك المتزايدة لدى المواطن الجنوبي إزاء كل من يتحدث عن مصلحة الجنوب ارضا" وانسانا" من الجهات التي كان يعول عليها في مساعدته لاستعادة أرضه ، اوصلته إلى البحث عن مخارج أخرى كان ينظر إليها الكثير على أنها مغلقة لأسباب سياسية ودينية .الا أنه لابد من اتخاذ خطوات بإتجاه تلك الأبواب المغلقة وطرقها بقوة ولكن ليس كالمستجير من الرمضاء بالنار بل كالذي يفتح الأبواب ليستفيد الجميع من كمية الهواء الذي سيستنشقه الجميع على كلتا الضفتين خاصة وان من يقف خلف تلك الأبواب يبحث عن مخرج للأزمة الحاصلة في جهته.لقد قيلت آية لكم دينكم ولي دين منذ الف وأربعمائة سنه ونيف وليس من الخطاء ان نقولها الان لمن لا نتفق معه دينيا" خاصة بعد أن تم حشر الدين في السياسة وتصنيف الجماعات الإسلامية والفرق إلى أكثر من سبعين فرقة لانعلم من هي الفرقة الناجية من النار . وعلى هذا الأساس ليس من الخطاء ان نطرق باب الحوثيين في صنعاء للبحث عن الحلول التي تجنبنا مزيدا" من إراقة الدماء والدمار لارضنا خاصة وأن تواجدهم خارج حدود أرضنا المتعارف عليها قبل عام 1990م ان المطلوب هو الاعتراف بكل منهم للآخر بدولته المستقلة وعدم مهاجمة بعضهم البعض عسكريا" او إعلاميا" او مساعدة الغير ، ووضع آلية لتطبيع العلاقات بين الدولتين والطلب من كل مواطنيهم الذين ينتمون للمؤسسة العسكرية بالعودة إلى دولهم سواء في الشمال أو الجنوب . كما ان هناك كثير من البنود التي تحتاج للتوافق عليها من قبل ذوي الاختصاص في كل المجالات بعد ظهور حسن النيه لدى الطرفين . ان القوات الذي تتواجد على ارض الجنوب ليست مهتمه بتحرير صنعاء لكن كل همها ان يبقى الجنوب تحت سيطرت تلك العصابة التي تضم كل الفاسدين من الشمال أو الجنوب ، لذا يجب علينا البحث عن من يحكم شمال اليمن للاعتراف بدولة مستقلة في الجنوب ونعترف بدولته في الشمال بعد أن فشلت الوحدة في تحقيق طموحات اليمنيين شمالا" وجنوبا" . مع العلم بإن الحوثيين يدركون استحالة السيطرة على الجنوب حتى اذا دفعوا الثمن الغالي والذي سيؤدي إلى فقدان ماعملوا لأجله للوصول إلى سدة الحكم في الشمال وأعني بذلك تحالفهم مع حزب الإصلاح الذي سيغدر بهم في أول فرصة تسنح لهم لاختلاف الهدف الذي يسعى له كل طرف .كما ان تواجد التحالف العربي على ارض الجنوب سيكون عقبة أمامهم ناهيك عن القدرات العسكرية التي اكتسبها شعب الجنوب على مدار أكثر من ستين عام وقدرتهم على البحث عن دول أخرى لتقديم المساعدة العسكرية والمادية خاصة ان الجنوب يمتلك ثروات كثيرة تغري كثير من الدول لتقديم المساعدات. هناك مشكلة ستحدث عند اختيار المفاوضين من ساسة الجنوب .لكن يمكن التغلب على تلك المشكلة بأن يتم اختيار المفاوضين من كل محافظة خمسة أشخاص بالإضافة إلى شخصان من جزيرة سقطرى.