يا فخامة الأخ الرئيس من ينقذنا من عبث القائمين على الكهرباء، والمياه في عدن، فالمواطن يعيش أغلب ساعات اليوم بلا كهرباء، ولا ماء، فأرباب الكهرباء كل يوم يخرجون لنا بخبارة، ساعة نفاد الوقود، وتارة خلل فني، ونظرائهم أصحاب المياه، ساعة نفاد الوقود، وأخرى خرج محول عن الخدمة، وتارة أنكسر أنبوب، وعند انكسار الأنبوب يجب على المواطن انتظار الأيام تلو الأيام حتى يعيدوا لنا الماء، الصين بنت مستشفى متكاملاً في عشرة أيام، ونحن في عدن الأنبوب يشتي له أيام لإصلاحه. عدن تحتضر من جد، يا فخامة الأخ الرئيس، فالمياه مقطوعة، والكهرباء كذلك، وكأن عدن قد كُتب عليها الشقاء، فالمواطن لا يؤبه به في عدن، والقائمون على خدماته، لا يبالون بذلك. فخامة الأخ الرئيس: الفصل الدراسي يوشك على الانتهاء، والحكومة لم تستجب لمطالب المعلمين، وضاع أبناؤنا في الشوارع، واستاءت الحالة المعيشية للمعلمين، فمدارس عدن مغلقة، حتى أن بعض الأرياف فيها التعليم مستمر، وعندما تسألهم، تأتي الإجابة الصادمة، وهل نحن في عدن؟ لأن عدن غدت مسرحاً لتصفية الحسابات. فخامة الأخ الرئيس: ما سبب تأخر الحكومة عن تلبية ما يطلبه المعلمون من حقوق؟ هل تتعمد الحكومة تمرير أيام الفصل الدراسي يوماً تلو الآخر؟ ما يطلبه المعلمون حقوق، ولم تلبها الحكومة، بينما إذاعة عدن تلبي ما يطلبه المستمعون، فلو طلب المستمع أغنية لم تتأخر الإذاعة، وكل هذا في ساعة، والحكومة تتلكك سنين عن حقوق المعلمين. فخامة الأخ الرئيس: يبدو أن الحكومة تماطل، لغرض إحراج النقابة أمام معلميها، لهذا وجب تدخلكم، لإنقاذ ما يمكن أنقاذه، فلقد غدت عدن كالقرية، فلا ماء، ولا كهرباء، ولا تعليم، فعدن يا فخامة الأخ الرئيس، من جد تحتضر، عدن في غيبوبة، ونسأل الله أن تفوق منها. فخامة الأخ الرئيس: تصدق أن أبناء عدن ( كريتر) يجلبون الماء على الحمير، ومن يملك حماراً، وكأن معه سيارة آخر موديل، وسكان خورمكسر حفروا الآبار بعد انقطاع المياه، والله إن ما أقول لك حقيقة، فلا كهرباء مستمرة، ولا مياه مستقرة، ولا دراسة، ولا خدمات تحكي لنا عن وجود دولة، عدن تحتضر من صدق، يا فخامة الأخ الرئيس، عدن تموت ببطء، فهل ستنقذها؟ هل ستتدخل لإنقاذ العاصمة؟ عدن اليوم تحتضر، عدن أول عاصمة في شبه الجزيرة عرفت الرياضة، وأول عاصمة عرفت الإذاعة والتلفزيون، وأول عاصمة دخلت إليها الكهرباء، والمياه، والسيارات، وأول عاصمة عرفت المدنية في أوج نضجها، وأبهتها، فأطول شارع حضري كان فيها، وأول مطار كان فيها، وأول مصفاة، وميناء كان فيها، يعني باختصار شديد هي أول عاصمة عرفت التطور، والتقدم، والرقي، فهل تصدقون أنها اليوم بلا كهرباء، ولا ماء، أبسط الخدمات أنعدمت فيها، فعجبي، كيف تأخرت عدن، وتقدم غيرها، فهي اليوم تحتضر.