الترفع وكتم الغيظ والعفو عند المقدرة سمة الأبرار وعظمة الأخيار والصبر على الأبن العاق حتى يعود إلى رشده معناه ان الكبير كبير في الفهم العميق للمتغيرات وتقلبات الزمن وان العقول الطفيلية لابد ان تنضج في يوم ما بعد ان تنصدم بصخرة يضعها امامهم الراعي والداعم لها وبعد ان كان غضا وطريا. لما تقدم اعلاه ومارأيناه ولمسناه من القيادة في المجلس الانتقالي ان الوطن الجنوبي وطن الجميع ومتسع لكل طيف في الجنوب من خلال اصداره لقرار العفو العام وفتح الباب على مصراعيه لكل جنوبي يعود لحضن الوطن وولاؤه لله والجنوب والحق مكفول لا ابالغ ان قلت ان رحابة الصدر في قيادة هدا المجلس لم اجدها في القيادات التي تناوبت على عرش السلطة في الجنوب منذ العام 1967 م والدليل مادار من صراع بعد الاستقلال مباشرة بين الجبهة القومية (N LF ) وجبهة التحرير(FLOSY) وبعدها خطوة 22 التصحيحية وصراع 1967 م بين اليمين واليسار واحداث يناير 1986م كل قيادات هذه المراحل كانت هي من تصنع العدو القادم بسبب الاقصاء وخروج المغلوب ليعود بعد فترة غازيا ومتمترسا بجدار اعداء الامة في حين وجد الدعم وعندما نقول الانتقالي ربى اي انه ترفع عن الصغائر للمصلحة العليا واستفاد كثيرا ولم يكرر الاخطاء السابقة وهذه العبقرية من الدهاء تستحق ان نثني عليها ونبصم بالعشر ونبارك خطوات روادها وبهذه الروح الوطنية من السماحة والصبر تكون الحجة دامغة وقد الزمت بها الآخر ولذا وجب عليه ان يستغل الظروف المواتية ويترفع عن الهواجس الكيدية التي هي في النهاية وبال عليه وعلى مشروعه الفاشل اصلا وكلهم يعلمون ذلك وتجاربهم السابقة في الماضي القريب خير شاهد على انه ما يصح إلا الصحيح في القول والفعل . وهذا التباطؤ في العودة ماهو إلا لغرض في نفس يعقوب وقد قضاها وقرأها عليهم المجلس الانتقالي ولم يبق في جعبتهم إلا هواجس غير مبررة وفحواها عرفناه من خلال حركات تنقلهم (ومن نزلت بساحته المنايا ** فلا ارض تقيه ولاسماء) واليوم وهم يرون جدارهم المتكئين عليه يتهاوى يوما بعد يوم لهشاشة مداميكه وبعيدا عن المكابرة والشطح والاستعلاء الفارغ من المحتوى ما أحوجهم لأيادي تمتد إليهم من ارض الوطن كيد من خلال الموج مدت لغريق وانتشالهم واخراجهم من الوحل قبل ان ينقض عليهم جدارهم المتهالك ويسقط على رؤوسهم ويصبحو في خبر كان فالمبادرة الان في العودة الى جادة الصواب هي الاجدى وتخليهم عن مشاريعهم الفضفاضة والهدامة ونزعتهم الشيطانية هي من تقربهم من اخوانهم القائمين على الحق صوان الارض والعرض وعندها سيجدون العناق الحار والقبلة الصادقة من القلب الى القلب متى ماعادوا واحسنوا الاداء والوفاء والعهد لشعبهم وتراب وطنهم ونقوا انفسهم من درن الماضي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. في الختام نقول لمن لا زالت تراوح عقله لوثة الماضي ان جنوب اليوم بعيد كل البعد عن جنوب الثارات والنزعات الفردية وفيه قيادات عرفت معنى الصبر والجلد في لم الشمل وعرفت ان البناء لايستقيم إلا باستقطاب الكل ليستوفي العقد وحتى لا تتكرر المشاهد التي تقسم الظهر في منتصف المشوار وعلى الجميع ان يستحضر الدروس وناخذ العبر لنبني الدولة الجنوبية على أساس سليم دولة القانون سيد الموقف والنظام المؤسسي الحافظ للحقوق لكافة المستويات وفي جميع المجالات فآذاننا صاغية وأبصارنا شاخصة تترقب البسط والنفوذ الكامل على كل شبر من أرض الجنوب العربي.