اسم لفيروس لا يُرى بالعين المجردة، نشر الرعب في جميع أنحاء المعمورة، وقهر جبابرة الأرض، وزرع الخوف في قلوب الأقوياء والضعفاء، والأغنياء والفقراء، وأقفر بطغيانه أغلب معالم الحياة ..!! جائحة أرغمت الناس- كل الناس - على الإنزواء في مساكنهم استجابة لنداء من لهم علم بخطر هذه الجرثومه وأضرارها القاتله واقتداء بنملة طالما استهان البشر بها ولم يلحظوا حكمتها الاَّ بعد أن أجبروا على الإقتداء بها ..! علماء البشرية وعقلاؤها يتحرون البحث عن وسيلة للنجاة من هذا العدو الصائل المتفلت من عقاله والمتعطش للقضاء على الإنسان ..! والملفت في دوامة هذا الحدث الجلل أن المسلمين ينتظرون من غيرهم من يقدم لهم طوق النجاة من هذه المصيبة التي كشفت عورات القابعين على هامش الحياة ..! ماهذه المكانة التي ارتضاها المسلمون لأنفسهم، وما هذا العقم الذي يندى له الجبين ..! رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لهم بكل وضوح وبلا لبس ولا خفاء أنه ( ما أنزل الله عز وجل داءً إلا وأنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله ) أي دعوة للبحث العلمي أنصع من هذه الدعوة، وأي تحفيز لخدمة البشرية أكثر من هذا .. ماهذا العجز وما هذا الكسل، وما هذا الدور السلبي الذي نؤديه في هذه الدنيا ..! لا تتحدثوا عن الماضي فقد أُرهقت الرقاب لكثرة الالتفات إليه وآن الأوان لأن نمعن النظر إلى حقيقة أوضاعنا وإلى غياب طموحاتنا ..! إننا في حاجة إلى وقفة مع النفس، ننفض عنا غبار الوهم وخيالات الكسالى ..!