يعيش سكان العالم حالة رعب شديد غير مسبوقة بعد ان اعلن فيروس كرونا مواجهته للعالم بأسره. فقد تخطى الوباء حدود الدول بسرعة فائقة متجاهلاً قدراتها العسكرية وتطورها العلمي، ولم يدخل أرض قط إلا ويقتل ويصيب الآلاف من قاطنيها ويجعل بقية سكانها رهن الأسر والأعتقال طوعاً وكرهاً. وفي ظل الحرب الوبائية المستعرة بين البشرية ووباء الكرونا، تسخّر حكومات العالم كل أمكانياتها المالية والعلمية واللوجستية لحماية مواطنيها دون كلل ولا يأس، بالرغم من استمرار تفوق الفيروس في معظم جبهات القتال. وتعجز الحكومة اليمنية المشترى الأعتراف بها دولياً عن تهيئة محجر صحي لاستقبال 150 مواطن يمني عائدين من المملكة السعودية الموبوأة رسمياً بمرض الكرونا. والكارثة المتوقعة ان تكتفي حكومة الارتزاق بما تتخذه المملكة السعودية من إجراءات طبية واهية، فيسمحون لأولئك النفر بدخول اليمن التي لم تُسجَل فيها حالة إصابة بفيروس كرونا الى اليوم. ولمَ لا؟ والقرار بيد عدوٍ بيّن ومرتزق هيّن، لا يجروء ان يشك في ثقة اسياده؟ ولكن ماذا عنا نحن الضحية والهدف؟ كيف لنا أن نثق بمن يقتلوننا ليلاً ونهاراً بطائراتهم؟ كيف لنا ان نأمن من يقتلون النساء والأطفال دون استحياء؟
يجب ان يدرك من لايزال يتخبط في ظلمات الأرتزاق، ان من لم يستطع إيوى 150 مواطن لن يستطيع إدارة 30 مليون نسمة، ومن لم يستطع اثبات وجوده على الأرض التي سفكت بسببه دماء شبابها لن يجد من يحكمه في عالمه الأفتراضي، ومن يرهن عقله وإرادته لغيره لا يرجئ منه الخير لأهله ولوطنة. لقد يأسنا من هادي ومن معه منذ ان رموا أنفسهم في أحضان غيرهم، وتوقعنا فشلهم وهم في مراحل الهجوم والتقدم، فماذا عسانا ان نأمل منهم اليوم وقد تغيرت موازين القوى؟ فهل آن لنا ان نتبين الرشد من الغي؟ لا أقول ان دولة انصار الله وحكومتهم مثالية ولا أجزم أن المجلس الأنتقالي في عدن موثوق فيه ويمتلك قراره، ولكن أدعوهم للتحاور والتفاوض بعيداً عن هادي ومن أليه، وعندئذ ستنادي الأرض من يستحق إدارتها وحكمها.