أعرف وأُدرك حساسية هذا التساؤل في هذا الوقت. وأعرف وأُدرك بأن هناك من سيُهاجم هذا الطرح. اعرف وأُدرك بأن هذا السؤال سيثير عدة علامات أستفاهم كبيرة. أعرف وأُدرك بأن المجلس الانتقالي برئاسة عيدروس الزبيدي وكل أعضاءه الكرام سيستنفرون والمرجح لابل المؤكد بأنهم سيتجاهلون السؤال ولن يُجيبوا عليه لقسوته ولكن لتكن القسوة من حبيب وصديق وليس عدو وخبيث. ولكن هل ستتغير المعادلة؟ نعم والف نعم،حتماً ستتغير المعادلة فيما إذ تجرع الانتقالي جرعة الشجاعة وصارح الشعب الجنوبي في الحقيقة المؤلمة التي يعيش بها والتي منعته من الأعلان عن عودة دولته وعن سبب فشله بعودة دولته، هنا تتجسد الشجاعة بأجمل صورها وهي المصارحة والمكاشفة. الشعب الجنوبي بعد مرور خمس سنوات هاهو الأن يدخل في سنته السادسة قدم في تلك السنوات قوافل من الشهداء من اجل أن تعود دولته، لامن اجل أن يصمت الانتقالي عن كشف الأسباب التي منعته من إنتزاع حق الشعب الجنوبي ويُعلن عن عودة دولته. الحكومات والمجالس الثورية وحركات التحرر جميعها تمر بمنعطفات وسياسات ومعوقات تمنعها من تحقيق هدفها وهذا أمر طبيعي، ولكن غير الطبيعي هو أن لاتكون تلك القيادات في احلك الظروف بين ووسط جماهيرها تُناضل معها على الأرض لاعن بُعد. اليوم وبعد مرور خمس سنوات دخل الشعب الجنوبي بسنته السادسة لابراقة أُمل بعودة دولته، لابل الشعب يستعد بإمكانياته البسيطة والمتواضعة لاجتياح جيوش الغدر والخيانة ماحرره من أراضيه وسط سكوت مُريب يغلفه صمت الأرتجاف من كشف الحقيقة والواقع الذي منع الانتقالي من إنتزاع حق الشعب الجنوبي، لابل من فشله بما كلفهُ الشعب الجنوبي به. الشعب الجنوبي كلفك ياعيدروس الزبيدي بمهمة واحدة فقط وهي مهمة تحرير أرضه وليس بمهمة تجلس في الفنادق والشباب الجنوبي في الخنادق بلا رواتب ولاحتى رغيف خبز يسد به جوعه. المهم طبعاً سيستنكر البعض رأيي هذا وسيعتبره هجوم على الانتقالي، والبعض سيشكك بأن هذا المقال للمستشار أنور الرشيد، كل ذلك في الحقيقة لايهمني مايهمني هو الشعب الجنوبي،فالشعب الجنوبي هو مصدر السلطات وهو الذي يدفع ثمن السياسات الانتقالي، وهو الذي يتحمل الفقر والعوز والقتل، وهو من يدفع دماء أبناءه، ليس لكي ينتظر من كلفه بتحرير أرضه حتى بيان عن اسباب فشله بأستعادة دولته يبخل عليه، ولم يصدر منه حتى بيان مقتضب بالأسباب التي منعته من استرجاع دولته رغم أنه مكلف لهذه المهمة تحديداً. في هذه السنة السادسة يامجلس انتقالي عليكم اليوم قبل الغد أن تخرج ببيان واضح وصريح تُصارح به الشعب الجنوبي عن بسبب فشل عودة دولة الجنوب ومن يقف وراء ذلك؟ وماهي خطتك لاستعادة دولة الجنوب؟ وهل فكرتم بتقديم استقالتكم وتتركوا غيركم يقوم بمهمة استعادة دولة الجنوب؟ أما أنكم تبقون صامتين هكذا وتبرروا ذلك بأنكم تعملون بصمت ودون إعلان ولا أعلام فهذا غير مقبول، أخرج اليوم ياعيدروس وبرر موقفك أمام أمهات الشهداء وآباءهم وأمام الشعب الجنوبي عن أسباب فشل إستعادة دولة الجنوب بعد خمس سنوات تكليف وتفويض شعبي بمليونيتين.