قضايا البسط ونهب الأراضي في عدن طفت على السطح في الأونه الأخيرة، وبرزت اشكال مختلفة من الاعتداءات التي طالت المساحات البيضاء والمتنفسات بشكل لم يسبق له مثيل، وفي زمن قياسي تمكنت عصابات النهب والسلب للعقارات العامة والخاصة في عدن من البسط على مساحات واسعة تفوق ما تم نهبه منذ عام 1994م. لا يستند هذا الكلام على اقاويل وافتراءات وحملات باطله تستهدف مسؤول او كيان سياسي، بل هناك تقارير وحقائق اصبح الكل يقر بها ويناقشها بكل حرية، ويتسائل كثير من ابناء الجنوب كيف سيكون شكل هذا الجنوب القادم وعدن بهذا الوضع؟ وكيف لكل هذا أن يمر ونحن من نسيطر على عدن؟ وفي هذا الصدد يزعم الكثيرون من ابناء عدن بأن هناك مؤامرة تستهدف عدن، وأنه لا يمكن إنصاف أي جنوبي عن ما تعرض له من ظلم وحرمان وتهميش على حساب عدن، فاستيلاء بعض المتنفذين الجدد على عقارات عدن مستغلين سلطتهم وهم جنوبيون بتلك الصورة القبيحة شكل صدمة للغالبية، خصوصا أولئك الذين ناضلوا من اجل الجنوب وكان أملهم الوحيد قيام دولة جنوبية تحفظ للإنسان الجنوبي حقوقه وكرامته على أرضه، وتعيد لعدن مكانتها بين اجمل المدن في المنطقة العربية، وهناك العديد من الامثلة والقضايا المطروحة امام الرأي العام وأمام النيابات والمحاكم يندى لها الجبين. طبعا لسنا بصدد الحديث عن اولئك الذين بسطوا على الممتلكات الخاصة والعامة أو أولئك الذين تحولوا من مناضلين أو مقاومين إلى مقاولين وسماسرة للباسطين ولصوص أراضي، فهؤلاء وجب إيقافهم بأي شكل أو وسيلة، لكن قبل ذلك يجب على المكونات السياسية أولا، والفعاليات الجماهيرية الوقوف أمام هذه القضية ومناقشتها بشفافية واتخاذ الاجراءات المناسبة لوقف تلك الممارسات طالما غابت الدولة ولم تعد هناك ألية للضبط والربط، فالصمت المريب لبعض المكونات حيال تلك الممارسات القبيحة التي شوهت عدن وشوهت الجنوب وابناء الجنوب وقضيتهم العادلة، اصبح أمر محيّر، وقد كان الجنوبيون يتحدثون عن انهم مجتمع حضاري يتميزون عن الشماليين لكن كثيرين شطبوا تلك الكلمات والمعاني من ذاكرتهم، وعيونهم ترصد البسط في المتنفسات وفي حرم المؤسسات والمدارس والجامعات وكذا المواقع الأثرية والمرتفعات بطريقة همجية، ومن لديه القوة والقرار يقف متفرج وكأن الأمر لا يعنيه، لكن ما يجب أن يفهمه الجميع أن من يبسط على عقار عام في عدن أو في غيرها،، هو بالأساس يبسط على ملكية تخص كل مواطن جنوبي. وكان للمجلس الاعلى للحراك الثوري موقف صارم من هذه القضية، وقد اعلن عنه في أخر بيان له مؤكدا فصل كل من يتورط في اعمال البسط على اراضي عدن، وهو على استعداد للقيام بأي دور يحفظ لعدن رونقها الحضاري وكذا المصالح العامة والخاصة فيها، وقد دعا الثوري كل المكونات السياسية إلى أن يكون لهم نفس الموقف والعمل على ايجاد معالجات سياسية للحفاظ على العاصمة خالية من النزاعات. ولم يصدر عن المكونات الاخرى اي صوت سوى مكون الحراك المشارك الذي اصدر بيانا ندد فيه بعمليات البسط في العاصمة عدن ، وهذا موقف يشكر عليه . لقد آن الاوان لان ترتفع الاصوات لرفض هذا الواقع المر وليس الصمت عن مايعتمل تحت اي مبر واي اعذار فعدن تدمر امام اعيننا . *رئيس الدائرة الاعلامية بالمجلس الاعلى للحراك الثوري