المشروع العربي الذي نتحدث عنه هو ذو الطابع الوطني والقومي والاسلامي والانساني على اعتبار أن الثقافة العربية والعقيدة السلامية تعتبر مجسدة لمجموعة العوامل المشار إليها سلفاً بدأ من الوطنية القومية الانسانية .. ذلك المشروع أمتداد وتجسيداً لحقب (موغلة في التاريخ ) وتجسيداً لتراكمات لأجيال متعاقبة بدأ من مشروع الانسان الأول (أدم – حواء ) مروراً بنوح وما تلا ذلك وصولاً الى السامية والى (قحطان وعدنان )تلك الحضارة(المدنية) نترك ذلك للباحثين ذوي التخصصات بذلك. راج ثله من الباحثين في هذا المسار . وهب بن منبه. الهمداني . المقحفي . الأكوع . مطهر الإرياني . حمزة لقمان . أنور محمد خالد . فرج الله ديب . فاضل الربيعي . كمال صليبي . أحمد عيد . وكوكبه كبيرة من الباحثين اليمنيين الذي لم نذكرهم ما قبل الاسلام وما بعد وعرب ومسلمين ومستشرقين وما أحتوته التورات والرسالات السماوية جميعها وعلى رأسها القران الكريم (الإسلام) .. إلخ ذلك لضيق المساحة التي تقبل بها المواضيع في الصحيفة. إعادة تلك المدنية في مشروعها العربي الاسلامي الرفيع الداعي للخلاص من عبودية الانسان وتحرير الانسان من كل المظالم فلا عبودية إلا لله وقدمت نموذجاً للبشرية (بالمعاملة) لقرون من الزمن .كيف ضرب هذا المشروع الرباني القويم وكيف دمر من داخله ولازال ذلك أيضاً نترك ذلك للمتخصصين . وفي مطلع القرن العشرون بدأت حركة نهضويه كانت لها ( كثير من الرموز) نذكر منها : عبدالقادر الجزائر - عزالدين القسام - احمد عرابي وتجسد فيما تلاها مشروع في مطلع خمسينيات القرن الماضي في الثورة المصرية بقيادة / جمال عبدالناصر . دعمت تلك النهضة لبعض الوقت من العسكر الاشتراكي والاتحاد السوفيتي في حدود معينه . ضرب ذلك المشروع مع رحيل عبدالناصر(1970م) ساهم طابور من اليسار واليمين العربي والاسلامي ممن تاهُ عن (الهوية) في ضرب مشروع عبدالناصر ومشاريع وطنية أخرى في ساحة الأمة باحثين في سياق مفاهيم سرابيه منقولة من الأخر محتواها قيادة شعوبهم الى التبعية (المتناقضة) للأخر وبدون (وحدة فكرية) فهل من صحوه للأمة وطلائعها . وظلت بعض المساحات بشكل محدود منها الجزائر والعراق وليبيا ومع ذلك ضربة في مطلع القرن الواحد والعشرون وأضعفت سوريا في حروب قادتها إدارات الرأس مالية الإباحية . توحشت الرأس مالية بعد تفكك المنظومة الاشتراكية – الاتحاد السوفيتي . كما سبق أن ضربت قبلها مشروع عبدالناصر . وفي ما سبق أباحت فلسطين في تكوين موقع عسكري صهيوني متقدم لصالح الرأسمال المالي الدولي الإباحي (للإمبريالية) فالي المثقفين والباحثين والعلماء نوجه موضوعنا هذا . هل من أمكانية للنهوض في ظل ما ( يعتمل بالساحة العربية ) وعلى قاعدة (الفوضة الخلاقة ) وشعار (من لم يكن معنا فهو ضدنا) أم انا ذلك يحتاج الى وقت في استيعاب المتغيرات بكل أبعادها وشعاراتها وألوانها . ذلك لإعادة تقديم التاريخ من مطلع القرن العشرين على الأقل مروراً بالحرب العالمية الأولى وما بعدها وصولاً الى الحرب العالمية الثانية وما تلاها وصولاً الى ما نحن عليه في سياق مشروع الفوضى الخلاقة ذلك التقييم الذي يمكننا من إعادة النهضوي بمشروع نهضوي للأمة على قاعدة (الانقاض القائمة ) وعلى قاعدة معرفة أين الخلل فيما سبق من مراحل التاريخ وأين الأساس (النافع الصالح للبناء عليه) في المسارات المستقبلية بعد هذا الضعف المهين الذين وصلت إليه الأمة من التبعية (العبودية ) في ضرب ذاتها وبإمكانيتها وهذا ما يجسده المشهد القائم في الساحة العربية عموماً وفي ساحتنا كجزء من الساحة العربية. وفي ظل المفاهيم القائمة في ساحتنا العربية أن لا يعلوا صوت فوق صوت التبعية المطلقة ذلك لإعادة البناء على قاعدة (الهوية ) أرض . لغة . تاريخ . عقيدة . بعيداً عن أوهام السراب الغير نافعة المنقولة عن الأخر فلا يؤخذ من الأخر إلا ماهو نافع . احمد الجنيد /