أيام قلائل وسيحل علينا شهر الخير والبركة شهر الرحمة ، والمغفرة ، والعتق من النيران ، شهر رمضان المبارك الذي أُنزل فيه القرآن ، شهر من لم يوفق لقيامه وصيامه ، واستغلال أوقاته بالطاعات ، فقد فاته الخير الكثير وخسر الفضل العظيم . وأفضل الطاعات ونحن نستقبل هذا الشهر الفضيل أن تتفقد الفقراء والمحتاجين والمساكين ، وتتلمس أحوالهم وتقضي حوائجهم وتمد لهم يد العون والمساعدة ، وتوفير احتياجات رمضان من مأكل ومشرب وغيره من متطلبات الحياة اليومية الضرورية ، فكم من محتاج وكم من معسر ؛ بل أن كثيراً من الناس باتوا اليوم لا يملكون قوت يومهم ولا يعلم بأحوالهم وظروفهم المعيشية المتردية إلا الله سبحانه وتعالى ، فتعاهدوا جيرانكم وتلمسوا حاجة فقرائكم ، فهناك الكثير من الأسر الفقيرة المتعففة التي تفضل أن تموت جوعاً في منازلها على أن تسأل الناس وتمد إليهم يدها . وللأسف الشديد يأتي رمضان هذا العام والحرب لا زالت مستعرة والمعارك على أشدها في مختلف الجبهات وللسنة السادسة على التوالي ، وكلنا يعلم بالأساليب القذرة التي تنتهجها المليشيات الحوثية لتخفيف الضغط على مقاتليها عند كل هزيمة يمنون بها ، وأحقر تلك الأساليب على الإطلاق هي استهداف المدنيين العزل وتشريدهم وتهجيرهم من بيوتهم ومناطقهم ، وهو ما ضاعف من أعداد النازحين وخلق أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم بيد أنه لم يحرك ساكناً وينتصر لأولئك الضعفاء المقهورين مما شجع المليشيات على الاستمرار في جرائمها بحق المدنيين العزل . ولا يخفى على أحد الظروف المعيشية الصعبة والأوضاع المأساوية التي يعيشها النازحون - في ظل التقصير الكبير بحقهم من قبل المنظمات الإنسانية التي تتسول في المحافل الدولية باسمهم لكنها في الأخير لا تقدم لهم سوى الفتات - فقد تقطعت بهم الحيل وضاقت عليهم الدنيا بما رحبت ، فلا يعرف بمرارة التهجير ولا قساوة النزوح إلا من عاشها وكابدها ..!!. فالواجب على كل من يتواجد في مناطقه نازحون ، أن يحسن إليهم ويكرمهم ويقدم لهم المساعدة والدعم بما يستطيع وإن قلّ ، لعل وعسى أن يخفف ذلك من آلامهم ومعاناتهم ويصبرهم في محنتهم ويجعلهم يفرحون برمضان كغيرهم .. والله لا يضيع أجر من أحسن عملا .