نعيش كلنا هذه الأيام الفضيلة ونحن نراقب أنفسنا وأعمالنا وتصرفاتنا كوننا في شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران.. ومع ما نعيشه هذه الأيام نجد كثرة ظهور جمعيات خيرية لاتنفك تعمل الخير في هذا الشهر الفضيل كونه يعتبر موسماً لجني الخيرات لنيل درجات في الجنة. ولكن يبقى السؤال لماذا دائماً يكثر في رمضان فقط من قبل هذه الجمعيات؟ مع أن كتاب الله وسنة رسوله لم يفرض عمل الخير في شهر أو وقت معين وإنما أعمال الخير مفتوحة طوال أيام السنة دون تمييز ومع هذا نرى أن هذه الجمعيات قد تستغل إقبال رؤوس الأموال والتجار ورجال الخير على تقديم المعونات في هذا الشهر الفضيل فقط. كما أن هذه الجمعيات الخيرية ينحصر عملها على مشروع إفطار الصائم وتوفير القليل من معونات الحياة للأسر الفقيرة ويهملون من يتواجدون في المستشفيات والسجون والذين ما أن يراهم شخص حتى يرثي لحالهم وما يعانوه من قلة حيلة لا تمكنهم حتى من شراء الأدوية التي هي ضرورية للمريض. لماذا لا يتم توزيع عمل هذه المنظمات والجمعيات الخيرية على أعمال متعددة ومناطق كثيرة وجوانب أوسع مما هي ضيقة عليه الآن؟! سؤال يطرح نفسه لأكثر من مرة وكلما عاد إلينا رمضان وجدناهم يتهللون باسم الصائم والمحتاج الذي نراه يذهب لمقر تلك الجمعيات ويعود بما هو أكثر من حاجته وكأننا نعيش في أزمة جوع لن يستطيع أحد من المحتاجين أن يلقى طعاماً في يوم آخر. إن ما نراه يومياً وبشكل مستمر من عملية التوزيع التي تقوم بها بعض الجمعيات وانحصرت على بعض المناطق والأسر يحتاج أن يراجع كل ذي حاجة حاجته وأن يتيح فرصة لمحتاج آخر أن يسد رمق جوعه بما تجود به هذه الجمعيات. كما أن على الجمعيات أن لا ينحصر عملها في توزيع المعونات العينية التي تأتي من رجال الخير وإنما عليهم أن يتوزعوا في البحث عن المتعففين والمحتاجين في المستشفيات والسجون التي يتواجد فيها أناس هم بحاجة ماسة لأقل القليل من المال الذي يجود به رجال الخير. أخيراً عمل الخير لايحتاج لدعاية أو إعلان أو حتى المن الذي نراه هذه الأيام من قبل بعض الجمعيات وإنما يحتاج للبحث عن المحتاجين فعلاً والمتعففين من الناس وكما قال الرسول عليه أفضل الصلوات “ لاتعلم يسارك ما أنفقت يمينك” واتباع قول الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه”. [email protected]