تحاط قضية النصاب في الزكاة والمدة الزمنية التي يجب أن تنقضي في المال الواجب عليه الزكاة بالكثير من الأسئلة خاصة وأن البعض يعتقد أن لا زكاة في المال والماشية والزروع إذا نقص عن النصاب في نصف الحول وثلثه أو آخرة باعتبار أن من شروط زكاة المال أن يحول عليه الحول, فيما يرى علماء الدين وجوبها. ويؤكد العلامة محمد العزي الأكوع مفتي محافظة ذمار وجوب إيتاء الزكاة في النقود والماشية في حال نقص النصاب في أول الحول أو وسطه أو آخره, ويشير إلى وجوب الزكاة في الزر وع والثمار يوم الحصاد إعمالا لقوله تعالى ( وآتوا حقه يوم حصاده ). ويوضح العلامة الأكوع في الحوار الذي أجرته معه وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الحكم الشرعي في الزكاة عن مال الصبي والمجنون وزكاة مال المساجد وزكاة الدين المرجو و حكم من مات وعليه زكاة .. كما يستعرض فضائل شهر رمضان وما يستحب عمله في ليالي رمضان وقضايا أخرى. والى نص الحوار: * حدثنا بداية عن حكمة الصوم في رمضان ؟ فرض الله صيام شهر رمضان على كل بالغ عاقل صحيح مقيم لقوله تعالى ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) صدق الله العظيم . والمقصود من الصيام حبس النفس عن الشهوات وفطامها عن المألوفات لتعديل قوتها الشهوانية وطلب ما فيه سعادتها ونعيمها ، فيدفع الصائم نفسه إلى البذل والعطاء والعطف والرحمة على الفقراء والمحتاجين. ومن فوائد الصوم أيضاً تضييق مجاري الشيطان فالصوم لجام المتقين وجنة المحاربين ورياضة الأبرار, وجزائه لرب العالمين لقوله تعالى (الصوم لي وأنا اجزي به). وفي رمضان يتزايد الاقبال على أنواع العبادات كما يكثر فيه الصدقة والإحسان والزكاة وتلاوة القرآن والصلاة والاعتكاف . وقد خص شهر رمضان بعبادة لم يخص بها غيره من الشهور وهو الصوم الذي فيه يحفظ الصائم لسانه وجوارحه, وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فان سابه احد فليقل أني صائم ) متفق عليه ، وكذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في إن يدع طعامه وشرابه ) رواه البخاري. وعلى المسلم أن يسارع في إدخال السرور وتفريج الكرب عن إخوانه ففي الحديث المروي عن أبي هريرة في صحيح مسلم ( من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربه من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلم سترة الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه ) صدق رسول الله. * ما يستحب عمله في ليالي رمضان ؟ يستحب في ليالي هذا الشهر الفضيل قراءة القرآن الكريم وتدبر آياته ففي حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده) ، ويستحب تأخير السحور وتعجيل الفطور لقوله صلى الله عليه وسلم (لا يزال الناس بخير ما أخروا السحور وما عجلوا الفطور ). وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات فان لم تكن فثمرات فان لم تكن حسا حسوات من ماء ، ويستحب للصائم الدعاء عند الفطر لأنه ثبت أن للصائم دعوة مستجابة عند فطرة ويستحب إن يقول " اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت يا واسع المغفرة اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات ". * في رمضان تأتي فريضة الزكاة التي فرضها الخالق على عباده فما هي أهمية هذا الفرض ؟ قرنت الزكاة بالصلاة في اثنتي وثمانين آية من كتاب الله عز وجل وهي تزكي النفس لتدفعها إلى الخير وتفيد النماء والطهارة والبركة قال عز وجل ((خذ من أموالهم صدقه تطهرهم وتزكيهم)) صدق الله العظيم . و جاء في رواية بن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى اليمن قاضياً عليها قال له " أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد إلى فقرائهم". * فيما تجب الزكاة ومتى يجب إخراجها ؟ تجب الزكاة في الذهب والفضة والنقود الزروع وأموال التجارة والسوائم الثلاث ، إذا بلغت النصاب وحال عليها الحول. قال مالك واحمد إذا نقص النصاب في وسط الحول ثم كمل استأنف الحول وقال أبو حنيفة والهادي لا يضر نقص النصاب مهما كمل أول الحول وآخره ، وتجب فيه الزكاة وهذا في النقود والماشية. أما الزروع والثمار فإنها تجب يوم الحصاد لقوله تعالى ( وآتوا حقه يوم حصاده) وتجب في مال الصبي والمجنون وعلى ولي أمرهما إخراجها وتجب في مال المسجد والدين المرجو ومن مات وعليه زكاة فإنها تخرج من ماله وتقدم على ديون الخلق والوصية والوريثة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( فدين الله أحق أن يقضى). ويحرم تأخير الزكاة إلا بعذر ويجوز تعجيلها قبل الحول إذا حدث ما يستلزم مصرفاً من مصارفها .. لقول علي بن ابي طالب كرم الله وجهه, أن النبي صلى الله عليه وسلم إستسلف صدقة العباس قبل محلها ، ومن منعها أخذت منه قهراً ، لقوله تعالى (خذ من أموالهم صدقة). وتجب الزكاة في حلي النساء عند الحنفية والهدوية والظاهرية إذا بلغ نصابا وحال عليه الحول لما رواه عمرو ابن شعيب وأسماء بنت يزيد وعائشة بان مصارف الزكاة ثمانية أصناف لقوله تعالى (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) ..إلى أخر الآية . * لمن تدفع الزكاة ؟ ومن له حق تحصيلها ؟ تدفع الزكاة إلى ولي أمر المسلمين وعماله في الأمصار وعليهم وضعها في مصارفها في تحقيق الرعاية الاجتماعية وكفالة الأيتام ودور العجزة وصناديق التنمية التي يستفيد منها من فرضت لهم الزكاة . وإذا صرف المسلم شيئا من زكاة ماله فلا يصرفها في أصوله وفصوله أي الآباء والأمهات والأولاد والبنات ولا في من تجب عليه نفقته وان يتحرى صرفها في أهل الديانة والعفة والصلاة وليعلم أن حول الفرع حول أصله والفرع الزيادة وحول البدل مبدله وان ينوي عند إخراجها وان يجعل نفسه طيبه مطمئنه عند إخراجها حتى يتحقق له الفوز بالنماء والبركة والأجر والثواب وليعلم أنها لا تجزيه الزكاة إذ أخرجها في وجوه القرب كبنا المسجد والسدود وتعبيد الطرق ، وإذا كان للمرأة زكاة وزوجها فقير لا يملك النصاب جاز لها صرفها فيه ، ويجوز صرف الزكاة في القريب الذي لا تجب نفقته .