الإعلامية مايا العبسي تعلن اعتزال تقديم برنامج "طائر السعيدة"    الصحفي والمناضل السياسي الراحل عبدالرحمن سيف إسماعيل    ميسي يتربّع على قمة رياضيي القرن ال21    الحكومة ترحب ببيان الخارجية السعودية وتؤكد أن استقرار حضرموت والمهرة أولوية وطنية قصوى    استثمار سعودي - أوروبي لتطوير حلول طويلة الأمد لتخزين الطاقة    الأميّة المرورية.. خطر صامت يفتك بالطرق وأرواح الناس    باكستان تبرم صفقة أسلحة ب 4.6 مليار دولار مع قوات حفتر في ليبيا    ويتكوف يكشف موعد بدء المرحلة الثانية وحماس تحذر من خروقات إسرائيل    أرسنال يهزم كريستال بالاس بعد 16 ركلة ترجيح ويتأهل إلى نصف نهائي كأس الرابطة    قتلى وجرحى باشتباكات بين فصائل المرتزقة بحضرموت    شرعية "الروم سيرفس": بيع الوطن بنظام التعهيد    تركيا تدق ناقوس الخطر.. 15 مليون مدمن    الجنوب العربي: دولة تتشكل من رحم الواقع    بيان بن دغر وأحزابه يلوّح بالتصعيد ضد الجنوب ويستحضر تاريخ السحل والقتل    ذا كريدل": اليمن ساحة "حرب باردة" بين الرياض وأبو ظبي    حضرموت.. قتلى وجرحى جراء اشتباكات بين قوات عسكرية ومسلحين    نيجيريا.. قتلى وجرحى بانفجار "عبوة ناسفة" استهدفت جامع    سلامة قلبك يا حاشد    الأحزاب والمكوّنات السياسية تدعو المجلس الرئاسي إلى حماية مؤسسات الدولة وتحمل مسؤولياته الوطنية    المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشير سنان يكرم الزملاء المصوّرين الصحفيين الذين شاركوا في تغطية بطولات كبرى أُقيمت في دولة قطر عام 2025    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    ذمار.. مقتل مواطن برصاص راجع إثر اشتباك عائلي مع نجله    النائب العام يأمر بالتحقيق في اكتشاف محطات تكرير مخالفة بالخشعة    الجزائر تفتتح مشوارها بأمم إفريقيا بفوز ساحق على السودان"    تعود لاكثر من 300 عام : اكتشاف قبور اثرية وتحديد هويتها في ذمار    ضبط محطات غير قانونية لتكرير المشتقات النفطية في الخشعة بحضرموت    شباب عبس يتجاوز حسيني لحج في تجمع الحديدة وشباب البيضاء يتجاوز وحدة حضرموت في تجمع لودر    مؤسسة الاتصالات تكرم أصحاب قصص النجاح من المعاقين ذوي الهمم    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في مشروع سد حسان بمحافظة أبين    لملس يتفقد سير أعمال تأهيل مكتب التعليم الفني بالعاصمة عدن    أبناء العمري وأسرة شهيد الواجب عبدالحكيم فاضل أحمد فريد العمري يشكرون رئيس انتقالي لحج على مواساته    الدولار يتجه نحو أسوأ أداء سنوي له منذ أكثر من 20 عاما    الرئيس الزُبيدي: نثمن دور الإمارات التنموي والإنساني    مصلحة الجمارك تؤيد خطوات الرئيس الزُبيدي لإعلان دولة الجنوب    سوريا.. قوة إسرائيلية تتوغل بريف درعا وتعتقل شابين    الحديدة تدشن فعاليات جمعة رجب بلقاء موسع يجمع العلماء والقيادات    هيئة الزكاة تدشن برامج صحية واجتماعية جديدة في صعدة    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    هدوء في البورصات الأوروبية بمناسبة العطلات بعد سلسلة مستويات قياسية    رئيس مجلس الشورى يعزي في وفاة الدكتور "بامشموس"    دور الهيئة النسائية في ترسيخ قيم "جمعة رجب" وحماية المجتمع من طمس الهوية    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    تضامن حضرموت يواجه مساء اليوم النهضة العماني في كأس الخليج للأندية    تونس تضرب أوغندا بثلاثية    اختتام دورة تدريبية لفرسان التنمية في مديريتي الملاجم وردمان في محافظة البيضاء    وفاة رئيس الأركان الليبي ومرافقيه في تحطم طائرة في أنقرة    إغلاق مطار سقطرى وإلغاء رحلة قادمة من أبوظبي    البنك المركزي يوقف تراخيص فروع شركات صرافة بعدن ومأرب    الفواكه المجففة تمنح الطاقة والدفء في الشتاء    هيئة الآثار: نقوش سبأ القديمة تتعرض للاقتلاع والتهريب    تكريم الفائزات ببطولة الرماية المفتوحة في صنعاء    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    مرض الفشل الكلوي (33)    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الزكاة علاج للنفس من امراضها : حسن الشيخ : الزكاة واجبة الأداء لولي الأمر ولم يفتي عالما بغير ذلك
نشر في سبأنت يوم 18 - 10 - 2005

يؤكد الشيخ حسن عبدالله الشيخ الوكيل المساعد لقطاع الإرشاد بوزارة الأوقاف والإرشاد ان أداء الزكاة واجبة لولي الأمر وانه المعني بتحصيلها الا اذا تنازل عنها للفرد , وأنه لم يوجد عالما افتى بغير ذلك على مدى التاريخ الإسلامي, وقال: من الواجب ان تنشأ هيئة شرعية لتحصيل الزكاة وتصريفها في مصارفها وان لا تكون محصورة في اعاشات بل لابد ان يكون لها مشاريع استثمارية تنقل الفقير من حالة الاخذ الى حالة العطاء. وكالة الأنباء اليمنية/سبأ/ استضافت الشيخ حسن عبدالله الشيخ الوكيل المساعد لقطاع الإرشاد بوزارة الأوقاف والإرشاد وناقشت معه العديد من القضايا المتعلقة بالشهر الكريم وروحانيته وآدابه وفوائده بالإضافة الى تحصيل الزكاة وطرق صرفها ومن المعني بتحصيلها, موضحا ان رمضان محطة للتزود بالحسنات ومراجعة للاعمال.. فالى الحوار:
- ماذا يعني لك رمضان ؟
- شهر رمضان محطة تزود بالتقوى, ويقف المسلم فيه مع نفسه مراجعا ومحاسبا, وناظرا لما قدم من عمل طيلة سنته او بقية حياته سائلا نفسه هل عمل ما يقربه من الله, وهل هو اطاع خالقه في كافة أعماله واتبع شرعة ووقف عند حدوده, وقام بالواجبات, واداء الحقوق, واستقام على الحق والعدل, وسار على خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال تعالى : "ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذي انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا". والمراجعه تكون هنا بالرجوع الى الله والاستسلام لأمره, والعزم على الاستقامه, والتزام ما فطره الله به , وايصال الحقوق الى أهلها وبذلك تطهر النفس, وتزكي الروح, وتنقى الأبدان, وتعصم الجوارح من الزلات. قال تعالى " ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها".
ولاشك من ان رمضان محطة توقف للتزود بالحسنات والأجر فيه عظيم " من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفرله ما تقدم من ذنبه" وقال نبينا عليه الصلاة والسلام فنعم العمل الواجب". اي المفروض.
- ما هي االمظاهر السلبية التي يمارسها الناس خلال هذا الشهر؟
- الظواهر السلبية التي تبرز في مجتمعنا خلال شهر رمضان المبارك وتتنافى مع ما يجب ان يلتزم به المسلم عديدة واهمها:-
1- سهر الليل بأكمله ونوم النهار مما يؤدي الى ضياع الأوقات بها, ومعها تضيع مصالح الناس انفسهم والمرتبطين بهم, بل قد يؤدي ذلك الى ضياع كثيرا من العبادات في أوقاتها وعدم الإحساس بحكم الصوم من حاجة الى الطعام والشراب, وقد جعل الله الليل لباسا, والنهار معاشا, ففي الليل تسكن النفوس وتهدأ الأرواح والابدان, ولا يعوض الجسد بنوم النهار على الليل كما بين ذلك الطب الحديث.
وايضا قد يتسبب في ضياع الأبناء الصغار, لحاجتهم الى الرعاية والعناية وحسن التربية, وقد يسبب تركهم دون رعاية الى ضياعهم واذية الجيران واكتساب اخلاق سيئة من رفقاء السوء.
2- قد يضيع الليل في قيل وقال وغيبة ونميمة , ولهو ولعب فينقلب ربح رمضان الى خسارة وتخفيف الذنوب الى الاستزادة منها, فلا يحقق الصوم غاياته واهدافه التي من اجلها شرع." فإذا كان يوم صوم احدكم فلايرفث ولايصخب فإن سابه أحد او قاتله فليقل اني صائم" وكما قال الرسول الكريم " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة من ان يدع طعامه وشرابه".
3- وكثير من الناس تجدهم في حالة نزق وغضب فهو يثور لأتفه الأسباب ويخاصم لأضعف الأشياء, في بيته او في سوقه او في طريقة وفي ظيفته في تعامله كذلك مع الأخرين , وعندما سأل رجل الرسول صلى الله عليه وسلم ان يوصيه قال له : " لا تغضب" فردد مرارا قالا : " لاتغضب ". وإذا كان طلب من المسلم ان يتنازل عن حقه في شهر رمضان حينما يسب او يعتدى عليه فمن باب أولى ان يكون مبادر الى ذلك.
4- بعض الناس يجعل رمضان محطة تمتع بأنواع المآكل والمشارب ويبالغ في ذلك الى حد الإسراف, والمسلم يجب ان يكون وسطا في ذلك " والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما". ومن عنده فضل مال فليجود به على من لا مال له لتحقق بذلك بعض حكم الصوم وهي استشعار حالة الفقراء والمساكين ومن هم بحاجة الى ما يسد حاجتهم ويقيم أودهم, ويحفظ حياتهم.
5- رفع الاسعار في شهر رمضان دون مبررا استغلالا لحاجة الناس الى السلع, دون مراعاة لجوانب الأخوة الإيمانية والقيم الاخلاقية والقناعة بالقليل, وعدم التضييق على الآخرين, وهذا يتنافى مع القاعدة الاسلامية في التعامل" لايؤمن احدكم حتى يحب لأخية ما يحب لنفسه" , " ان رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لايعطي على ماسواه". و "الراحمون يرحمهم الرحمن"كما ادبنا بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم.
- ما هو دور الخطباء ووسائل الإعلام في معالجة هذه السلبيات؟
- دور المساجد ووسائل الاعلام المختلفة مهم في توعية وتوجيه وبيان الجوانب الحسنة للتعامل في شهر رمضان, وابراز حكم الصوم واثره على سلوك وقيم واخلاق المسلم,حتى يحقق ذلك في حياته لينال به الأجر في آخرته .
- في المقابل هناك عادات حسنة تظهر خلال شهر رمضان المبارك وبين افراد
المجتمع؟
- نعم هناك عادات حسنة تبرز في الشهر الكريم عند كثير من افراد المجتمعات الإسلامية وهي :
1- الإقبال على الله والحرص على أداء الصلوات في أوقاتها وفي بيوت الله والسماع للنصائح والتوجيهات, الإكثار من الأذكار وتلاوة القرآن والتقرب الى الله بأنواع من القرب والطاعات.
2- العطف على الفقراء والمساكين والانفاق في اوجه البر المختلفة وجود النفس بما تجود به في غيره.. ولعل هذا الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم " اذ كان اجود الناس واجود ما يكون في رمضان فلهو اجود بالخير من الريح المرسله".
3- التزاور وصلة الرحم وإسداء المعروف من مميزات شهر رمضان, اذ يحرص المسلم على الإكثار من الخير فيه, والتزود من انواع الطاعات.
4- اضافة الى اللين وسماحة النفس عند كثير من الناس, وهذا مصداقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الشياطين تصفد في رمضان وتغلق ابواب النار. ويبرزالخير عند الناس دليل على تغلبهم ومجاهدتهم لأنفسهم, "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا".
- وماهي الأعمال الطيبة التي يجب ان يعملها الناس؟
- الاصل ان المسلم يكثر من الطاعات في شهر رمضان اذ لايدري هل تطول به الحياة حتي يلحق رمضان آخر, وهل يتمكن من فعل الخير واسداء المعروف بغير رمضان, لهذا يجب ان يحرص المسلم على كل خير بذله في رمضان, فيستمر على مزاولته, اذ خير الأعمال ماداوم عليها الإنسان وان قلت. والمطلوب كذلك في الاستمرار فيما يصلح المسلم في دنياه وأخراه, فإن من باب أولى ان تترك العادات السيئة والأفعال القبيحة, اذ الصوم ينمي في المسلم الجوانب الأخلاقية, وروح المبادرة الى كل نفع للنفس ونفع للغير.
- تستحوذ قضية الزكاة على اهتمامات الناس فمن المخول بتحصيلها الدولة ام المؤسسة كالجمعيات اوغير ذلك ام الفرد؟
- الاصل ان لايحصل خلاف وتنازع حول من يحصل الزكاة او من يتصرف فيها فالمبدأ الشرعي الذي ارساه الإسلام في كتاب الله عز وجل وفي سنة نبيه ان تحصيلها هي من حق ولي الأمر كما قال سبحانه وتعالى " خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها " ولهذا أرسل الرسول صلى الله عليه وسم الدعاة والجباة, وقال لمعاذ عندما ارسله الى اليمن اخبرهم ان الله افترض عليهم صدقة تأخذ من اغنيائهم وترد على فقرائهم".
وهذا المبدأ سلكه الخلفاء الراشدين وولات أمور الدولة الإسلامية على مدى تاريخها ولم نجد عالما افتى بعدم تسليمها الى ولي الأمر.. لكن اذا تخلا عنها ولي الامر توجب بعد ذلك على المسلم ان يصرفها وفقا للمصارف الشرعية التي بينت في القرآن الكريم كما هو حاصل في بعض البلدان الاسلامية التي تكتفي بأخذ الضريبة وغيرها من الرسوم واوكلوا الزكاة الى الفرد المسلم يخرجها بنفسه فمتى اوكلت الزكاة للمسلم فواجب عليه إخراجها وتصريفها في مصارفها الشرعية ويجب ان يكون امين عند ذلك.
- هناك من يقول انها لم تعد تصرف في مصارفها الشرعية؟
- عندما يقال ذلك فأن واجب المسلم ان يؤدي ما عليه وان لايكون هو المسئول عنها فليدعها لولي الامر المسئول عنها وهو الذي سيسأل هل صرفها في مصارفها الشرعية اما لا ولهذا علمنا الرسول صلى عليه وسلم كيف نتعامل مع ولات امورنا وقال " ادوا الذي عليكم وسألوا الله الذي لكم". كما ان قانون الزكاة المعمول به في بلادنا اعطا من يقع عليه حق اخراج الزكاة التصرف في 25% من الزكاة بنظرة وهذه منحة تنازل بها ولي الامر ليخرج جزء من زكاته لأيً من الناس قد يخفى امرهم على ولات الأمر. والأصل في تشريع الزكاة انها تصرف في مصارف عدة لايمكن ان يحيط بها الفرد فهناك جوانب عديدة كالعاملين عليها والرقاب وابن السبيل وهذه المصارف لايمكن ان يحصرها الفرد فزكاته ستكون محصورة في الفقراء والمساكين ويحضر من نص الله عليهم اومن لا يقدر ان يحدد أوصافهم هل
تنطبق عليهم اما لا.
- ما هي الرؤية الصحيحة لتصريف الزكاة ؟!
- لابد ان يكون للزكاة رؤية وتصور عن اخذها وكذلك عند صرفها فلابد من مسوحات ميدانية ولا بد من معرفة الاسر الفقيرة والمستحقة ولابد ان يكون هناك طريقة او آلية لتوزيع الزكاة هذه امور لا يمكن ان يحققها الفرد.
كما ان مقتضيات الحياة اصبحت اليوم تستدعي ان يكون للزكاة خطط وبرامج وان لايعتمد على اعطاء لقمة العيش ومبالغ مالية في فترات من الزمن خاصة في شهررمضان والأصل ان تستثمر الزكاة في تشغيل الأيادي العاملة وان يكون لها مشاريع استثمارية خاصة تحرك الايدي العاملة وتنقلهم من حالة الفقر الى حالة اليسر ومن حالة الاخذ الى حالة العطاء اي من الحالة التي يجب لهم فيها الزكاة الى حالة الوجوب عليهم دفع الزكاة, وهذه من اهم المقاصد والحكم التي تخفى على كثيرا من الناس او قد لاتهتم بها الدولة.
والأصل كذلك في الزكاة ان تكون مزيلة لحالة الفقر في المجتمع وليس توزيع اعاشات كما هو حاصل الآن من قبل وزارة الشئون الاجتماعية التي تعطي الفرد مبلغ من المال وكفى, فيجب ان ينظر في حالة هذا او ذاك الفرد قد يكون قادر على العمل ويمنح ذلك بما يتناسب مع قدارته ومع مهارته ومع امكانته .. فالدولة الآن تنفق على الالاف من الناس المليارات من الريالات طيلة العام دون ان اية تغيير في حالهم , وبمكانها عن طريق إنشاء المشاريع الصغيرة بأموال الزكاة ان توفر للفقراء فرصة للعيش بمستوى افضل وهذا سيضيق البطالة المتفاقمة ويتحول الكثير من حالة الإعالة التي هو اسيرها.
كما ان هناك امور قد تتحقق عن طريق الزكاة في صالح المسلمين مثل الجهاد فقد يأخذ جزءً من الزكاة لشراء الأسلحة والاستعداد لأي طارئ يهدد امن البلاد او القضاء على من يخل بالأمن وهذه المقاصد لم يمكن من تحقيقها الا من قبل ولي الأمر الذي يجب عليه ان لا يجحف بالأغنياء ويأخذ أكثر من ما يجب عليهم ولايفاوت عند العطاء للفقراء ويعطي هذا اقل وهذا اكثر فلا بد من التوازن .
- ماهي فضائل الزكاة على المزكي؟
-الاسلام لم يتعامل مع الزكاة على أساس انها اتاوة تأخذ من الناس بل فرضها كعبادة وجعلها ركن من اركانه تطهر النفس من البخل والشح والبدن من الآثام وبأخراجها يتحقق للمسلمين مقاصد عدة اهمها حث النفس على العطاء للخير وعلاج لامراض النفس وشكر للنعم فليعلم المزكي اذا جاء ولي الامر وطالبه باخراج الزكاة ان لها مردودات اجتماعية ايجابية كذلك على المزكي فهو يوصل الفقير بماله ويزداد المجتمع قوة وترابط كما الفقير يشعر بان له حق في مال الغني فيحافظ عليه ويحمية.. كما انها تعمل على تقوية التكافل الاجتماعي بين افراد المجتمع وتحميه من نفاذ المظللين والمغرضين .. فيجب على الناس ان لا يتلكؤا عند اخراجها فهي قرينة الصلاة وقال ابو بكر الصديق رضي الله عنه " لا اترك من فرق بين الصلاة والزكاة " وجند جيوشا لمحاربة من منع الزكاة وكان الصحابة على رأس تلك الجيوش, وان واجب المسلم ان يخرج الزكاة وهو طيب النفس لكي يجد الخير والبركة.
- فيماذا تجب الزكاة ؟
- الاموال متعددة التي تجب عليها الزكاة منها الحيوانات والثمار المزروعه النقدان الذهب والفضة وعروض التجارة وكل ما يدخل على الانسان من مال عن طريق اي من الاسباب .. وهي تجب على كل مال مدخر حال عليه الحول وبلغ النصاب بغض النظر عن مصدر هذا المال .
- هل هناك احكام شرعية يلتزم بها المزكي عند اخراجه الزكاه؟
- يجب على المتزكي ان يراقب الله فيما عنده من مال فلا يخفي شيئ من المال ولايحتال ولا يخدع من يأتي لأخذ الزكاة ولا يحاول ان يوجد مبررات ان ماله قد نقص او انه قل عن المعلوم او انه قد اصيب بحاجه .. فالمسلم عليه ان يراقب الله عز وجل فهو الذي يخلصه وهو الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
كما ان الشريعة تحث المسلم على ان يتحرى في زكاته وان تشمل كافة الاموال التي في البنوك والعقارات او المدخرات من ذهب وفضه او ديون لدى الآخرين وقد فصل العلماء الاحكام المتعلقة بزكاة الدين .. اضافة الى ان تكون النية من اخراج الزكاة هي العبادة فاذا ما اخذت بالقوة فانها قد لا تؤدي الغرض التي من اجله شرعت الزكاة كما يجب ان لا يخرجها المزكي مصاحبة بالفضل والمنه على الآخرين وان لا يتعالى على الناس بأنه اعطي وزكاء واحسن وانفق فهذا قد يذهب اجره فالانسان ليس له الفضل فالمال مال الله والاصل ان يخرج هذا المال ويبرهن على شكره على النعمة وقال سبحانه وتعالى" لائن شكرتم لازيدنكم ولأن كفرتم ان عذابي شديد".
- هل هناك فرق بين الصدقة والزكاة؟
- الصدقة تطلق على الزكاة ويقول عز وجل " انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها" فيطلق على الزكاة صدقة كما هو المراد من هذه الآية .. كما اذا اجتمعت الصدقة والزكاة فالصدقة ما يتبرع بها الإنسان والزكاة ما يجب عليه وااطلقت الزكاة منفردة فهي لاتشمل الصدقة .. ولكن اذا اطلقت الصدقة شملت الزكاة واذا اجتمعا يفترقا في المفهوم فالزكاة هي الفريضة والصدقة هي التطوع.
- هناك من يقول انه مع تقدم الزمن تتغير مصارف الزكاه فهل هذا صحيح ؟
- لايوجد اي تغيير في مصارف الزكاة فالزكاة هي الزكاة ولكن هناك من يجد لغط او شبه عن ابن السبيل فلا يخلوا اي زمن من ابن السبيل مثلا لو تعطل رجلا مسافر ولا يوجد له مال لاصلاح سيارته فالاصل هنا ان يعطى جزءً من المال ليفرج به كربته وهذا الامر يعتمد على صدق الناس ومدى استقامة احوالهم وفي السابق كان الناس يعطوا ابن السبيل من الزكاة فهو محتاج.
- قانون السلطة المحلية جعل الزكاة مناصفة بين الموارد المحلية الموارد المشتركة على مستوى المحافظة .. والعامة لايعرفون كيف يتم تصريفها ؟
-هناك ملاحظات على قانون السلطة المحلية والمفروض ان تكون هناك هيئة مستقلة تحصلها وتوصفها .. وانا اعتقد انه لابد من اعادة النظر فيه ووجود هيئة مستقلة لزكاه قد تحقق الحكمة من فرض الزكاة لا أن تندمج ضمن مصروفات الدولة .
كما ان هناك علماء يقولون ان النصوص الشرعية يجب ان يكون لزكاة صندوق خاص وطريقة خاصة في التعامل سواء عند الأخذ او عند التصرف فيها حتي تتحقق مقاصد الشريعة الاسلامية التي من اجلها فرضت الزكاة وعلى الدولة ان تستعظ بموارداخرى مثل الضرائب .. وغيرها.
- هناك من يتخذ هذا عذرا لعدم دفع الزكاة لولي الامر .. هل يجوز هذا؟-- لايجوز لانسان ان يتمرد في اداء الزكاة لانها اصبحت لا تؤدي الغرض الشرعي فالاصل بان يستجيب لطلب ولي الامر ويدفعها له وهو الذي يتحمل ويسأل عنها سواء حقق مقاصدها الشرعية او لا .. وهنا اقول للعامة حتى لو صرفت في غير مقاصدها فالاصل ان تعطي الزكاة لولي الامر وان يطالبوا في نفس الوقت ان يكون لها هيئة مستقلة وان يكون للعلماء دورا فيها, فالأصل مرة أخرى ان تسلم الزكاه لولي الأمر وهو الذي يتولها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.