من بوابة الملف الأمني.. إخوان اليمن يحاولون إعادة الصراع إلى شبوة    النعي المهيب..    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع    الشيخ الزنداني يروي قصة أول تنظيم إسلامي بعد ثورة 26سبتمبر وجهوده العجيبة، وكيف تم حظره بقرار روسي؟!    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    متهم بجريمة قتل يسلم نفسه للأجهزة الأمنية جنوبي اليمن    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    رسالة تهديد حوثية صريحة للسعودية .. وتلويح بفشل المفاوضات    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    توحيد إدارة البنك المركزي في صنعاء وعدن.. خبير مصرفي يكشف عن حل مناسب لإنهاء الأزمة النقدية في اليمن    الذكرى 51 لجريمة قتل الدبلوماسيين الجنوبيين بتفجير طائرتهم في حضرموت    زيود الهضبة يعملون على التوطين في مأرب وسط ويحابون كوادرها المحلية    برفقة حفيد أسطورة الملاكمة "محمد علي كلاي".. "لورين ماك" يعتنق الإسلام ويؤدي مناسك العمرة ويطلق دوري الرابطة في السعودية    وزير الدفاع يؤكد رفع مستوى التنسيق والتعاون بين مختلف الوحدات والتشكيلات العسكرية لهزيمة الحوثيين    جماعة الحوثي تفاجأ سكان صنعاء بهذا القرار الغير مسبوق والصادم !    التعادل يحسم قمة البايرن ضد الريال فى دورى أبطال أوروبا    حزامٌ ذهبيٌّ يُثيرُ جنونَ لصٍّ: شرطةُ سيئون تُلقي القبضَ عليهِ بتهمةِ السرقةِ!    نجل الزنداني يوجه رسالة شكر لهؤلاء عقب أيام من وفاة والده    روما يسعى لتمديد إعارة لوكاكو    الحوثيون يتلقون ضربة موجعة بعد رسالة قوية من الحكومة اليمنية والقضاء    السفير السعودي يبحث مع بعثة الاتحاد الأوروبي "خارطة الطريق" ومستجدات الأزمة اليمنية    "لا تلبي تطلعات الشعب الجنوبي"...قيادي بالانتقالي يعلق على رفض مخرجات لقاء الأحزاب    شاهد...عمار العزكي يُبهر جمهوره بأغنية "العدني المليح"    انقلاب مفاجئ.. الانتقالي يوجه ضربة قوية للشرعية ويهدد بالحرب بعد يوم تاريخي في عدن.. ماذا يحدث؟    أول تحرك يقوم به أبو زرعة في عدن بعد وصول العليمي مأرب    كأس خادم الحرمين الشريفين ... الهلال المنقوص يتخطى الاتحاد في معركة نارية    دوري ابطال اوروبا: الريال يتجاوز جحيم الاليانز ارينا ويفرض التعادل امام البايرن    توجيهات واحصائية".. اكثر من 40 ألف إصابة بالسرطان في اليمن و7 محافظات الاكثر تضررا    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    الوزير الزعوري يهنئ العمال بعيدهم العالمي الأول من مايو    بالفيديو.. عالم آثار مصري: لم نعثر على أي دليل علمي يشير إلى تواجد الأنبياء موسى وإبراهيم ويوسف في مصر    برشلونة يستعيد التوازن ويتقدم للمركز الثاني بفوزه على فالنسيا برباعية    تراجع أسعار الذهب إلى 2320.54 دولار للأوقية    اختتام برنامج إعداد الخطة التشغيلية للقيادات الادارية في «كاك بنك»    بيان الرياض يدعو الى اتخاذ خطوات ملموسة لحل الدولتين وإيقاف فوري لإطلاق النار في غزة    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    البكري يجتمع ب "اللجنة الوزارية" المكلفة بحل مشكلة أندية عدن واتحاد القدم    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    ماذا لو أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيل؟    يجب طردهم من ألمانيا إلى بلدانهم الإسلامية لإقامة دولة خلافتهم    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    استشهاد وإصابة أكثر من 100 فلسطيني بمجازر جديدة للاحتلال وسط غزة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    بنوك هائل سعيد والكريمي والتجاري يرفضون الانتقال من صنعاء إلى عدن    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الزكاة علاج للنفس من امراضها : حسن الشيخ : الزكاة واجبة الأداء لولي الأمر ولم يفتي عالما بغير ذلك
نشر في سبأنت يوم 18 - 10 - 2005

يؤكد الشيخ حسن عبدالله الشيخ الوكيل المساعد لقطاع الإرشاد بوزارة الأوقاف والإرشاد ان أداء الزكاة واجبة لولي الأمر وانه المعني بتحصيلها الا اذا تنازل عنها للفرد , وأنه لم يوجد عالما افتى بغير ذلك على مدى التاريخ الإسلامي, وقال: من الواجب ان تنشأ هيئة شرعية لتحصيل الزكاة وتصريفها في مصارفها وان لا تكون محصورة في اعاشات بل لابد ان يكون لها مشاريع استثمارية تنقل الفقير من حالة الاخذ الى حالة العطاء. وكالة الأنباء اليمنية/سبأ/ استضافت الشيخ حسن عبدالله الشيخ الوكيل المساعد لقطاع الإرشاد بوزارة الأوقاف والإرشاد وناقشت معه العديد من القضايا المتعلقة بالشهر الكريم وروحانيته وآدابه وفوائده بالإضافة الى تحصيل الزكاة وطرق صرفها ومن المعني بتحصيلها, موضحا ان رمضان محطة للتزود بالحسنات ومراجعة للاعمال.. فالى الحوار:
- ماذا يعني لك رمضان ؟
- شهر رمضان محطة تزود بالتقوى, ويقف المسلم فيه مع نفسه مراجعا ومحاسبا, وناظرا لما قدم من عمل طيلة سنته او بقية حياته سائلا نفسه هل عمل ما يقربه من الله, وهل هو اطاع خالقه في كافة أعماله واتبع شرعة ووقف عند حدوده, وقام بالواجبات, واداء الحقوق, واستقام على الحق والعدل, وسار على خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال تعالى : "ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذي انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا". والمراجعه تكون هنا بالرجوع الى الله والاستسلام لأمره, والعزم على الاستقامه, والتزام ما فطره الله به , وايصال الحقوق الى أهلها وبذلك تطهر النفس, وتزكي الروح, وتنقى الأبدان, وتعصم الجوارح من الزلات. قال تعالى " ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها".
ولاشك من ان رمضان محطة توقف للتزود بالحسنات والأجر فيه عظيم " من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفرله ما تقدم من ذنبه" وقال نبينا عليه الصلاة والسلام فنعم العمل الواجب". اي المفروض.
- ما هي االمظاهر السلبية التي يمارسها الناس خلال هذا الشهر؟
- الظواهر السلبية التي تبرز في مجتمعنا خلال شهر رمضان المبارك وتتنافى مع ما يجب ان يلتزم به المسلم عديدة واهمها:-
1- سهر الليل بأكمله ونوم النهار مما يؤدي الى ضياع الأوقات بها, ومعها تضيع مصالح الناس انفسهم والمرتبطين بهم, بل قد يؤدي ذلك الى ضياع كثيرا من العبادات في أوقاتها وعدم الإحساس بحكم الصوم من حاجة الى الطعام والشراب, وقد جعل الله الليل لباسا, والنهار معاشا, ففي الليل تسكن النفوس وتهدأ الأرواح والابدان, ولا يعوض الجسد بنوم النهار على الليل كما بين ذلك الطب الحديث.
وايضا قد يتسبب في ضياع الأبناء الصغار, لحاجتهم الى الرعاية والعناية وحسن التربية, وقد يسبب تركهم دون رعاية الى ضياعهم واذية الجيران واكتساب اخلاق سيئة من رفقاء السوء.
2- قد يضيع الليل في قيل وقال وغيبة ونميمة , ولهو ولعب فينقلب ربح رمضان الى خسارة وتخفيف الذنوب الى الاستزادة منها, فلا يحقق الصوم غاياته واهدافه التي من اجلها شرع." فإذا كان يوم صوم احدكم فلايرفث ولايصخب فإن سابه أحد او قاتله فليقل اني صائم" وكما قال الرسول الكريم " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة من ان يدع طعامه وشرابه".
3- وكثير من الناس تجدهم في حالة نزق وغضب فهو يثور لأتفه الأسباب ويخاصم لأضعف الأشياء, في بيته او في سوقه او في طريقة وفي ظيفته في تعامله كذلك مع الأخرين , وعندما سأل رجل الرسول صلى الله عليه وسلم ان يوصيه قال له : " لا تغضب" فردد مرارا قالا : " لاتغضب ". وإذا كان طلب من المسلم ان يتنازل عن حقه في شهر رمضان حينما يسب او يعتدى عليه فمن باب أولى ان يكون مبادر الى ذلك.
4- بعض الناس يجعل رمضان محطة تمتع بأنواع المآكل والمشارب ويبالغ في ذلك الى حد الإسراف, والمسلم يجب ان يكون وسطا في ذلك " والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما". ومن عنده فضل مال فليجود به على من لا مال له لتحقق بذلك بعض حكم الصوم وهي استشعار حالة الفقراء والمساكين ومن هم بحاجة الى ما يسد حاجتهم ويقيم أودهم, ويحفظ حياتهم.
5- رفع الاسعار في شهر رمضان دون مبررا استغلالا لحاجة الناس الى السلع, دون مراعاة لجوانب الأخوة الإيمانية والقيم الاخلاقية والقناعة بالقليل, وعدم التضييق على الآخرين, وهذا يتنافى مع القاعدة الاسلامية في التعامل" لايؤمن احدكم حتى يحب لأخية ما يحب لنفسه" , " ان رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لايعطي على ماسواه". و "الراحمون يرحمهم الرحمن"كما ادبنا بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم.
- ما هو دور الخطباء ووسائل الإعلام في معالجة هذه السلبيات؟
- دور المساجد ووسائل الاعلام المختلفة مهم في توعية وتوجيه وبيان الجوانب الحسنة للتعامل في شهر رمضان, وابراز حكم الصوم واثره على سلوك وقيم واخلاق المسلم,حتى يحقق ذلك في حياته لينال به الأجر في آخرته .
- في المقابل هناك عادات حسنة تظهر خلال شهر رمضان المبارك وبين افراد
المجتمع؟
- نعم هناك عادات حسنة تبرز في الشهر الكريم عند كثير من افراد المجتمعات الإسلامية وهي :
1- الإقبال على الله والحرص على أداء الصلوات في أوقاتها وفي بيوت الله والسماع للنصائح والتوجيهات, الإكثار من الأذكار وتلاوة القرآن والتقرب الى الله بأنواع من القرب والطاعات.
2- العطف على الفقراء والمساكين والانفاق في اوجه البر المختلفة وجود النفس بما تجود به في غيره.. ولعل هذا الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم " اذ كان اجود الناس واجود ما يكون في رمضان فلهو اجود بالخير من الريح المرسله".
3- التزاور وصلة الرحم وإسداء المعروف من مميزات شهر رمضان, اذ يحرص المسلم على الإكثار من الخير فيه, والتزود من انواع الطاعات.
4- اضافة الى اللين وسماحة النفس عند كثير من الناس, وهذا مصداقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الشياطين تصفد في رمضان وتغلق ابواب النار. ويبرزالخير عند الناس دليل على تغلبهم ومجاهدتهم لأنفسهم, "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا".
- وماهي الأعمال الطيبة التي يجب ان يعملها الناس؟
- الاصل ان المسلم يكثر من الطاعات في شهر رمضان اذ لايدري هل تطول به الحياة حتي يلحق رمضان آخر, وهل يتمكن من فعل الخير واسداء المعروف بغير رمضان, لهذا يجب ان يحرص المسلم على كل خير بذله في رمضان, فيستمر على مزاولته, اذ خير الأعمال ماداوم عليها الإنسان وان قلت. والمطلوب كذلك في الاستمرار فيما يصلح المسلم في دنياه وأخراه, فإن من باب أولى ان تترك العادات السيئة والأفعال القبيحة, اذ الصوم ينمي في المسلم الجوانب الأخلاقية, وروح المبادرة الى كل نفع للنفس ونفع للغير.
- تستحوذ قضية الزكاة على اهتمامات الناس فمن المخول بتحصيلها الدولة ام المؤسسة كالجمعيات اوغير ذلك ام الفرد؟
- الاصل ان لايحصل خلاف وتنازع حول من يحصل الزكاة او من يتصرف فيها فالمبدأ الشرعي الذي ارساه الإسلام في كتاب الله عز وجل وفي سنة نبيه ان تحصيلها هي من حق ولي الأمر كما قال سبحانه وتعالى " خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها " ولهذا أرسل الرسول صلى الله عليه وسم الدعاة والجباة, وقال لمعاذ عندما ارسله الى اليمن اخبرهم ان الله افترض عليهم صدقة تأخذ من اغنيائهم وترد على فقرائهم".
وهذا المبدأ سلكه الخلفاء الراشدين وولات أمور الدولة الإسلامية على مدى تاريخها ولم نجد عالما افتى بعدم تسليمها الى ولي الأمر.. لكن اذا تخلا عنها ولي الامر توجب بعد ذلك على المسلم ان يصرفها وفقا للمصارف الشرعية التي بينت في القرآن الكريم كما هو حاصل في بعض البلدان الاسلامية التي تكتفي بأخذ الضريبة وغيرها من الرسوم واوكلوا الزكاة الى الفرد المسلم يخرجها بنفسه فمتى اوكلت الزكاة للمسلم فواجب عليه إخراجها وتصريفها في مصارفها الشرعية ويجب ان يكون امين عند ذلك.
- هناك من يقول انها لم تعد تصرف في مصارفها الشرعية؟
- عندما يقال ذلك فأن واجب المسلم ان يؤدي ما عليه وان لايكون هو المسئول عنها فليدعها لولي الامر المسئول عنها وهو الذي سيسأل هل صرفها في مصارفها الشرعية اما لا ولهذا علمنا الرسول صلى عليه وسلم كيف نتعامل مع ولات امورنا وقال " ادوا الذي عليكم وسألوا الله الذي لكم". كما ان قانون الزكاة المعمول به في بلادنا اعطا من يقع عليه حق اخراج الزكاة التصرف في 25% من الزكاة بنظرة وهذه منحة تنازل بها ولي الامر ليخرج جزء من زكاته لأيً من الناس قد يخفى امرهم على ولات الأمر. والأصل في تشريع الزكاة انها تصرف في مصارف عدة لايمكن ان يحيط بها الفرد فهناك جوانب عديدة كالعاملين عليها والرقاب وابن السبيل وهذه المصارف لايمكن ان يحصرها الفرد فزكاته ستكون محصورة في الفقراء والمساكين ويحضر من نص الله عليهم اومن لا يقدر ان يحدد أوصافهم هل
تنطبق عليهم اما لا.
- ما هي الرؤية الصحيحة لتصريف الزكاة ؟!
- لابد ان يكون للزكاة رؤية وتصور عن اخذها وكذلك عند صرفها فلابد من مسوحات ميدانية ولا بد من معرفة الاسر الفقيرة والمستحقة ولابد ان يكون هناك طريقة او آلية لتوزيع الزكاة هذه امور لا يمكن ان يحققها الفرد.
كما ان مقتضيات الحياة اصبحت اليوم تستدعي ان يكون للزكاة خطط وبرامج وان لايعتمد على اعطاء لقمة العيش ومبالغ مالية في فترات من الزمن خاصة في شهررمضان والأصل ان تستثمر الزكاة في تشغيل الأيادي العاملة وان يكون لها مشاريع استثمارية خاصة تحرك الايدي العاملة وتنقلهم من حالة الفقر الى حالة اليسر ومن حالة الاخذ الى حالة العطاء اي من الحالة التي يجب لهم فيها الزكاة الى حالة الوجوب عليهم دفع الزكاة, وهذه من اهم المقاصد والحكم التي تخفى على كثيرا من الناس او قد لاتهتم بها الدولة.
والأصل كذلك في الزكاة ان تكون مزيلة لحالة الفقر في المجتمع وليس توزيع اعاشات كما هو حاصل الآن من قبل وزارة الشئون الاجتماعية التي تعطي الفرد مبلغ من المال وكفى, فيجب ان ينظر في حالة هذا او ذاك الفرد قد يكون قادر على العمل ويمنح ذلك بما يتناسب مع قدارته ومع مهارته ومع امكانته .. فالدولة الآن تنفق على الالاف من الناس المليارات من الريالات طيلة العام دون ان اية تغيير في حالهم , وبمكانها عن طريق إنشاء المشاريع الصغيرة بأموال الزكاة ان توفر للفقراء فرصة للعيش بمستوى افضل وهذا سيضيق البطالة المتفاقمة ويتحول الكثير من حالة الإعالة التي هو اسيرها.
كما ان هناك امور قد تتحقق عن طريق الزكاة في صالح المسلمين مثل الجهاد فقد يأخذ جزءً من الزكاة لشراء الأسلحة والاستعداد لأي طارئ يهدد امن البلاد او القضاء على من يخل بالأمن وهذه المقاصد لم يمكن من تحقيقها الا من قبل ولي الأمر الذي يجب عليه ان لا يجحف بالأغنياء ويأخذ أكثر من ما يجب عليهم ولايفاوت عند العطاء للفقراء ويعطي هذا اقل وهذا اكثر فلا بد من التوازن .
- ماهي فضائل الزكاة على المزكي؟
-الاسلام لم يتعامل مع الزكاة على أساس انها اتاوة تأخذ من الناس بل فرضها كعبادة وجعلها ركن من اركانه تطهر النفس من البخل والشح والبدن من الآثام وبأخراجها يتحقق للمسلمين مقاصد عدة اهمها حث النفس على العطاء للخير وعلاج لامراض النفس وشكر للنعم فليعلم المزكي اذا جاء ولي الامر وطالبه باخراج الزكاة ان لها مردودات اجتماعية ايجابية كذلك على المزكي فهو يوصل الفقير بماله ويزداد المجتمع قوة وترابط كما الفقير يشعر بان له حق في مال الغني فيحافظ عليه ويحمية.. كما انها تعمل على تقوية التكافل الاجتماعي بين افراد المجتمع وتحميه من نفاذ المظللين والمغرضين .. فيجب على الناس ان لا يتلكؤا عند اخراجها فهي قرينة الصلاة وقال ابو بكر الصديق رضي الله عنه " لا اترك من فرق بين الصلاة والزكاة " وجند جيوشا لمحاربة من منع الزكاة وكان الصحابة على رأس تلك الجيوش, وان واجب المسلم ان يخرج الزكاة وهو طيب النفس لكي يجد الخير والبركة.
- فيماذا تجب الزكاة ؟
- الاموال متعددة التي تجب عليها الزكاة منها الحيوانات والثمار المزروعه النقدان الذهب والفضة وعروض التجارة وكل ما يدخل على الانسان من مال عن طريق اي من الاسباب .. وهي تجب على كل مال مدخر حال عليه الحول وبلغ النصاب بغض النظر عن مصدر هذا المال .
- هل هناك احكام شرعية يلتزم بها المزكي عند اخراجه الزكاه؟
- يجب على المتزكي ان يراقب الله فيما عنده من مال فلا يخفي شيئ من المال ولايحتال ولا يخدع من يأتي لأخذ الزكاة ولا يحاول ان يوجد مبررات ان ماله قد نقص او انه قل عن المعلوم او انه قد اصيب بحاجه .. فالمسلم عليه ان يراقب الله عز وجل فهو الذي يخلصه وهو الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
كما ان الشريعة تحث المسلم على ان يتحرى في زكاته وان تشمل كافة الاموال التي في البنوك والعقارات او المدخرات من ذهب وفضه او ديون لدى الآخرين وقد فصل العلماء الاحكام المتعلقة بزكاة الدين .. اضافة الى ان تكون النية من اخراج الزكاة هي العبادة فاذا ما اخذت بالقوة فانها قد لا تؤدي الغرض التي من اجله شرعت الزكاة كما يجب ان لا يخرجها المزكي مصاحبة بالفضل والمنه على الآخرين وان لا يتعالى على الناس بأنه اعطي وزكاء واحسن وانفق فهذا قد يذهب اجره فالانسان ليس له الفضل فالمال مال الله والاصل ان يخرج هذا المال ويبرهن على شكره على النعمة وقال سبحانه وتعالى" لائن شكرتم لازيدنكم ولأن كفرتم ان عذابي شديد".
- هل هناك فرق بين الصدقة والزكاة؟
- الصدقة تطلق على الزكاة ويقول عز وجل " انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها" فيطلق على الزكاة صدقة كما هو المراد من هذه الآية .. كما اذا اجتمعت الصدقة والزكاة فالصدقة ما يتبرع بها الإنسان والزكاة ما يجب عليه وااطلقت الزكاة منفردة فهي لاتشمل الصدقة .. ولكن اذا اطلقت الصدقة شملت الزكاة واذا اجتمعا يفترقا في المفهوم فالزكاة هي الفريضة والصدقة هي التطوع.
- هناك من يقول انه مع تقدم الزمن تتغير مصارف الزكاه فهل هذا صحيح ؟
- لايوجد اي تغيير في مصارف الزكاة فالزكاة هي الزكاة ولكن هناك من يجد لغط او شبه عن ابن السبيل فلا يخلوا اي زمن من ابن السبيل مثلا لو تعطل رجلا مسافر ولا يوجد له مال لاصلاح سيارته فالاصل هنا ان يعطى جزءً من المال ليفرج به كربته وهذا الامر يعتمد على صدق الناس ومدى استقامة احوالهم وفي السابق كان الناس يعطوا ابن السبيل من الزكاة فهو محتاج.
- قانون السلطة المحلية جعل الزكاة مناصفة بين الموارد المحلية الموارد المشتركة على مستوى المحافظة .. والعامة لايعرفون كيف يتم تصريفها ؟
-هناك ملاحظات على قانون السلطة المحلية والمفروض ان تكون هناك هيئة مستقلة تحصلها وتوصفها .. وانا اعتقد انه لابد من اعادة النظر فيه ووجود هيئة مستقلة لزكاه قد تحقق الحكمة من فرض الزكاة لا أن تندمج ضمن مصروفات الدولة .
كما ان هناك علماء يقولون ان النصوص الشرعية يجب ان يكون لزكاة صندوق خاص وطريقة خاصة في التعامل سواء عند الأخذ او عند التصرف فيها حتي تتحقق مقاصد الشريعة الاسلامية التي من اجلها فرضت الزكاة وعلى الدولة ان تستعظ بموارداخرى مثل الضرائب .. وغيرها.
- هناك من يتخذ هذا عذرا لعدم دفع الزكاة لولي الامر .. هل يجوز هذا؟-- لايجوز لانسان ان يتمرد في اداء الزكاة لانها اصبحت لا تؤدي الغرض الشرعي فالاصل بان يستجيب لطلب ولي الامر ويدفعها له وهو الذي يتحمل ويسأل عنها سواء حقق مقاصدها الشرعية او لا .. وهنا اقول للعامة حتى لو صرفت في غير مقاصدها فالاصل ان تعطي الزكاة لولي الامر وان يطالبوا في نفس الوقت ان يكون لها هيئة مستقلة وان يكون للعلماء دورا فيها, فالأصل مرة أخرى ان تسلم الزكاه لولي الأمر وهو الذي يتولها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.