- عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    مغالطات غريبة في تصريحات اللواء الركن فرج البحسني بشأن تحرير ساحل حضرموت! (شاهد المفاجأة)    الإنتقالي يرسل قوة امنية كبيرة الى يافع    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    "صفقة سرية" تُهدّد مستقبل اليمن: هل تُشعل حربًا جديدة في المنطقة؟..صحيفة مصرية تكشف مايجري    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    البحسني يشهد تدريبات لقوات النخبة الحضرمية والأمن    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    الشيخ الزنداني رفيق الثوار وإمام الدعاة (بورتريه)    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    "جودو الإمارات" يحقق 4 ميداليات في بطولة آسيا    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    المجلس الانتقالي بشبوة يرفض قرار الخونجي حيدان بتعيين مسئول أمني    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    اشهر الجامعات الأوربية تستعين بخبرات بروفسيور يمني متخصص في مجال الأمن المعلوماتي    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مؤسسات الزكاة خطوة رائدة لتطوير أوجه الإنفاق لموارد الزكاة
نشر في يمنكم يوم 06 - 08 - 2012

يجمع علماء وفقهاء الإسلام على أن الزكاة تمثل المرتكز الأساسي للتنمية الاقتصادية من خلال ما تقدمه من حلول للكثير من المشاكل أبرزها البطالة والفقر والكوارث والديون والتي عجزت الضرائب وغيرها من الوسائل المالية عن علاجها.
والإسلام يعتبر الزكاة هي الطهارة والنماء والبركة ، قال الله سبحانه وتعالى :" خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " سورة ( التوبة : 103 )، وقال تعالى: [قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا]. أي طهرها من الآثام.
وفي معنى النماء والبركة جاء قوله تعالى: [وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُضْعِفُونَ].. ويقال زكا الزرع يزكو زكاة إذا نما وكل شيء ازداد فقد زكا وزكت النفقة إذا بورك فيها وفلان زاك أي كثير الخير..وبمعنى المدح قوله تعالى: [فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ].
والزكاة في الشرع جزء معلوم من مال معلوم إلى مستحقيه عبادة لله وطاعة وتزكية للنفس والمال والمجتمع، ودليل ذلك قول الله عز وجل : وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [سورة المعارج : 24-25] ، ولذلك فهي ليست هبة أو منّة من الغنِىِّ على الفقير ، ولقد وضع الفقهاء الأحكام والمبادئ التي تضبطها، وأحيانا يطلق عليها صدقة، فالزكاة صدقة، وليس كل صدقة زكاة، والزكاة صدقة فرضية.
كما يؤكد الفقهاء بأن الحكمة من مشروعية الزكاة تربية روحية وأخلاقية، وتحقق الضمان الاجتماعي، وتساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية ، وتحفظ العزة السياسية للمسلمين.
والزكاة فريضة بالكتاب والسنة والإجماع ، ودليل ذلك قوله الله سبحانه وتعالى :  إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ  سورة ( التوبة : 60 )..ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه عندما بعثه إلى اليمن، : فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ) . ( رواه أحمد ) .
ولقد أجمع الفقهاء من السلف والخلف على فرضيتها كما طبقت حتى يومنا هذا بدون نكير من أحد منهم، والزكاة ركن من أركان الإسلام وشرط دخوله، فقد قال الله سبحانه وتعالى :  فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ  (سورة التوبة: 5) وقوله عز وجل (وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ، الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاة)َسورة فصلت67 ، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " بني
الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا "( متفق عليه )، والزكاة حق الفقراء والمساكين ، وفى هذا يقول الله سبحانه وتعالى : (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) سورة المعارج : 24-25.
وجاءت الزكاة مقترنة بالصلاة في أكثر من 83 موضعاً بالقرآن الكريم، وهي عبادة مالية، يتقرب بها المسلم إلى الله عز وجل وشكرٌ على نعمه ورزقه، ويجب استشعار ذلك عند إخراجها من خلال النيّة الخالصة الصادقة.
ويبين ديننا الإسلامي الحنيف أن الزكاة حولية أي تدفع في نهاية السنة باستثناء الزروع والثمار والركاز، وللزكاة مصارف محددة من قِبَلَ الله عز وجل ، كما ورد في قوله سبحانه وتعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ  [التوبة : 60] .
ويؤكد العلماء بأنه لا تقادم في الزكاة فهي دين الله عز وجل ، وإن مات المسلم وعليه دين زكاة فلابد أن يسدد قبل توزيع الميراث ، ويتعهد الورثة بأدائه قبل دفنه، ولا ثنية في الزكاة ، أي لا تدفع الزكاة عن المال مرتين في نفس الحول، ولا تفرض زكاتين على نفس المال فى الحول الواحد، ولا تهرب ولا تحايل من أداء الزكاة لأنها عبادة ومن موجباتها الإخلاص، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أعطاها مؤتجراً فله أجره ، ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله ، عزمة من عزمات ربنا ، لا يحل لمحمد ولا لآل محمد منها شيئا " ( رواه أحمد )
مسؤولية تحصيل الزكاة..
وبحسب العلماء فإن الزكاة من مسئولية الحاكم حيث يتولى تحصيلها وإنفاقها فى مصارفها الشرعية ، ودليل ذلك قول الله تبارك وتعالى : " الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ " ( سورة الحج : 41 ).
ويشير العلماء إلى أن الزكاة تعالج مشكلة البطالة من خلال أن الزكاة تحث على العمل بأنها لا تعطى للقادر على العمل ولا تعطي للغنى ولقد رفض رسول الله صلى الله عليه وسلم إعطاءها لأحد الأنصار حيث وَجَدَه قادراً على العمل وهيأ له فرص العمل، وعلى ولى أمر المسلم مسؤولية توفير فرص العمل وإعداد وتدريب العاملين ، وأساس ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، والإمام راع وهو مسؤول عن رعيته} ، ولا يجوز أن تعطى الزكاة للقادر على العمل حتى لا تحوله إلى متسول.. مؤكدين أن الزكاة تعطى للفقراء لتحولهم إلى طاقة إنتاجية، كما يمكن استخدام جزء من الحصيلة في إنشاء مشروعات استثمارية ليعمل فيها الفقراء العاطلون، وصدق الله العظيم القائل: (فإمّا يأتينكم منى هدى، فمن تبع هداى فلا يضل ولا يشقى ، ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا) ( طه : 123 ) .
مؤسسات الزكاة
ونظرا لأهمية الزكاة في تحقيق تنمية اقتصادية في المجتمع والأحكام الدقيقة التي يتضمنها الركن الثالث من أركان الإسلام فإن العلماء يرون أهمية إنشاء بيت أو مؤسسة خاص بالزكاة ليسهم في خدمة فريضة الزكاة والعمل الخيري بزيادة وتميز من تنمية موارد الزكاة والخيرات وإنفاقها في مصارفها الشرعية بأعلى مستوى من الكفاءة والتميز، وتطوير وتنويع خدمات أوجه الإنفاق لموارد الزكاة والخيرات.
ويعتبر تأسيس بيت الزكاة خطوة رائدة لإحياء ركن من أركان الإسلام وتيسير أدائه، والعمل على جمع وتوزيع الزكاة والخيرات بأفضل وأكفأ الطرق المباحة شرعاً وبما يتناسب والتطورات السريعة في المجتمع واحتياجاته.
ويؤكد عدد من الباحثين والاختصاصيين أن وجود أزمة ثقة بين المكلفين بأداء فريضة الزكاة في اليمن وبين القائمين على تحصيلها الأمر الذي يؤدي إلى تدني تحصيلها .. لافتين إلى وجود العديد من المشاكل التي تواجه الدولة في تحصيل الزكاة ومنها المشكلات التشريعية الموجودة في القانون وكذلك المشكلات الإدارية الناجمة عن أزمة الثقة بين المكلف والجهات المخولة بتحصيلها إلى جانب مشاكل تدني الوعي بها وفي آليات تحصيلها.
وعلى الرغم من النقاشات المستفيضة خلال السنوات الماضية من الجهات المعنية والإعلان عن توجه حكومي لتعديل قانون الزكاة وبما يكفل إنشاء هيئة تعنى بتحصيل الزكاة وصرفها في مصارفها المخصصة التي بينتها الشريعة الإسلامية، وأن هناك توجه لإلحاقها بوزارة الأوقاف والإرشاد باعتبارها جهة مرتبطة بالجانب الديني، إلا أن الهيئة لم ترى النور بعد.
ويؤكد رئيس محكمة بلاد الروس وبني بهلول القاضي العزي علي بعكر، ضرورة العمل على إعادة الثقة بين المزكي والجهة المعنية بتحصيل الزكاة في اليمن،والتي تكاد تكون معدومة لجملة من الأسباب أهمها عدم توزيع الزكاة وفق مصارفها المحددة في الشريعة الإسلامية والتي حددت بثمانية مصارف حسب الآية الكريمة"في قوله سبحانه:﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة:60].".
ولفت القاضي بعكر إلى أنه يجب إعادة النظر في قوانين وآليات الزكاة المتبعة حاليا وبما يضمن تحصيل الزكاة وتوزيعها وفق مصارفها المحددة وذلك من خلال إنشاء مؤسسة مستقلة تضم اختصاصيين وثقة وعدول يتولون هذه المهمة الدينية والإنسانية بكل أمانه وشفافية في تحصيل وتوزيع الزكاة التي فرضها الله تعالى رحمة لعبادة وطهرا لهم قال تعالى"﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾. .. مشيرا إلى إمكانية الاستفادة من تجارب بعض الدول الإسلامية والشقيقة في هذا المجال .
ويستعرض أستاذ المحاسبة بجامعة الأزهر الدكتور عصام أبو النصر الأهمية والمهام لإنشاء صناديق ومؤسسات الزكاة.. مبينا في هذا الصدد أن الزكاة شُرعت في السنة الثانية من الهجرة بغرض تحقيق العديد من المقاصد الروحية والأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية سواء على مستوى الفرد أو على مستوى المجتمع المسلم.
ويقول :" باعتبار أن القرآن الكريم هو الدستور الإسلامي، فقد جاء مشتملاً على القواعد الكلية والمبادئ العامة التي تحكم زكاة المال دون التعرض للجزئيات، فأخضع الأموال التي كانت معروفة في صدر الدولة الإسلامية، وهي الذهب والفضة، والزروع والثمار، والخارج من الأرض، لزكاة المال وحدد مصارفها. وترك أمر تحديد الشروط الواجب توافرها في هذه الأموال، ونصابها، ومقدار الواجب فيها، وغير ذلك مما أجملته السنة القولية والعملية لتتولى بيانه :" وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (النحل: 44)".
ويضيف :" يقع أمر تحصيل وصرف الزكاة على ولي الأمر، حيث يقول الحق تبارك وتعالى: " الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ (الحج: 41)، ولذا فقد قاتل أبو بكر الصديق رضي الله عنه مانعي الزكاة وقال قولته المأثورة : " والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونها إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه".
ويؤكد الدكتور أبو النصر ضرورة إنشاء وتنظيم هيئات ومؤسسات تتولى أمر تحصيل وإنفاق الزكاة في مصارفها الشرعية بكفاءة وفاعلية باعتبارها من المقومات أو الأركان الأساسية لنظام الزكاة.
ويستعرض بعض نماذج من الهيئات والمؤسسات المستقلة التي تتولى ذلك في العالم العربي، مثل صندوق الزكاة بدولة الإمارات العربية المتحدة وبيت الزكاة في دولة الكويت وصندوق الزكاة في قطر. وفي المملكة العربية السعودية تتبع مصلحة الزكاة والدخل وزارة المالية. كما أنشأت بعض البنوك (كبنك فيصل الإسلامي المصري) صناديق للزكاة .
وحول مقومات التطبيق المعاصر لنظام الزكاة يشير إلى أن تطبيق نظام الزكاة في الوقت المعاصر قائم على أركان ثلاثة، وهي وجود مجتمع مسلم يمتثل وينقاد لأوامر الله سبحانه وتعالى ويستشعر بأن الزكاة ركن من أركان الإسلام وأنها عبادة، وأنه لا فرق بين الزكاة والصلاة، وبأن لها مقاصد تعود على المُزكي وعلى الفقير وعلى المجتمع .
ويقول :" من هنا نفهم سر اهتمام الرسول عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين من بعده ببناء المجتمع المسلم، و وجود حكومة إسلامية تُطبق شرع الله، وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى : " الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ (الحج: 41)".. مبينا أن رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يتولى بنفسه إرسال العاملين على الزكاة ومحاسبتهم.
وفي قصة أبو بكر الصديق وقتاله لمانعي الزكاة وقوله : " والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة "، وقوله: " والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه إلي رسول الله r لقاتلتهم عليه " . أكبر دليل على أهمية ودور الحكومية الإسلامية في تطبيق نظام الزكاة، وكذا إنشاء هيئات ومؤسسات تتولى أمر تحصيل وصرف الزكاة، إذ لا يمكن تطبيق نظام الزكاة بدون وجود هيئة أو مؤسسة تتولى أمر تحصيل وإنفاق الزكاة.
"العاملين عليها".
ويؤكد الدكتور أبو النصر أن قيام الحكومة بتولي أمر تحصيل وإنفاق الزكاة من شأنه أن يحفظ لمستحقي الزكاة كرامتهم، كما أن ضعف الوازع الديني لدى بعض المكلفين يتطلب وجود جهة ذات سلطان تتولى إلزامهم بدفع الزكاة .. لافتا إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يهتم اهتماما كثيراً باختيار الجباة ولقد ورد عنه قوله صلى الله عليه وسلم: " العامل على الزكاة كالغازي في سبيل الله حتى يرجع إلي أهله".
وفي ذلك يقول د. يوسف القرضاوي أن العاملين عليها بمثابة القلب الذي إذا صلح ، صلح الجسد كله، وإذا فسد فسد الجسد كله .
وحول أهمية موجبات إنشاء مؤسسات للزكاة يشير الدكتور أبو النصر إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين من بعده حرصوا على إنشاء ودعم مؤسسة تتولى تحصيل الزكاة وإنفاقها في مصارفها الشرعية.
ويقول :" ومما يوجب إنشاء هذه المؤسسة أو البيت أو الجهة في العصر الحاضر أن وجود بيت أو جهة تتولى أمر حساب وتحصيل الزكاة، وإنفاقها في مصارفها الشرعية يُعد أحد المقومات الضرورية لتطبيق نظام الزكاة، ووجود الآلاف من الأفراد والأسر المحتاجة التي لا يستطيع الفرد المزكي التعرف عليها أو الوصول إليها إما لتعففها وإما لبعدهم عنه، ويمكن لمؤسسات الزكاة من خلال أجهزتها المتخصصة الوصول إلي هذه الأسر وتوصيل الدعم المادي والعيني لها، إلى جانب أن هناك بعض مصارف الزكاة لا يستطيع الفرد المزكي تقديرها مثل مصرف : في سبيل الله، كما أن وجود جهة تتولى تحصيل وإنفاق الزكاة من شأنه أن يعمل على تمويل الحاجات الدورية للفئات
المستحقة للزكاة وهو ما لا يتحقق في ظل قيام كل مكلف بإخراج الزكاة بشكل فردي.
ويضيف " هناك الكثير من المكلفين بحاجة إلي معرفة كيفية حساب زكاة أموالهم. وتقوم هيئات ومؤسسات الزكاة بهذا الدور، وأن وجود جهة أو مؤسسة تتولى أمر الضريبة لا يغني عن وجود جهة تتولى أمر الزكاة فكلاهما ليس بديلا للآخر لاختلاف الزكاة عن الضريبة.
من جانبه يؤكد الخبير الاستشاري في المعاملات المالية الشرعية الأستاذ بكلية التجارة – جامعة الأزهر ، وعضو الهيئة الشرعية العالمية للزكاة دكتور حسين حسين شحاتة أن مؤسسات الزكاة يقصد بها بأنها كيانات قانونية تحت إشراف الدولة تتولى جمع الزكاة وإنفاقها في مصارفها المختلفة وفقاً لأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية اقتضتها ظروف التطبيق المعاصر لفريضة الزكاة ، وقد تكون في شكل صندوق أو بيت أو لجنة أو مؤسسة أو جمعية أو نحو ذلك .
وحول مشروعية إنشاء مؤسسات الزكاة يرى أن مؤسسات الزكاة تعتبر من البنيات الأساسية للنظام المالي الإسلامي في ظل الدولة الإسلامية التي تطبق شرع الله تطبيقاً شاملاً ، وتعتبر الزكاة المورد الرئيسي لسد حاجات الأفراد المحتاجين في المجتمع الإسلامي ، كما أنها الوسيلة الأساسية
لتحقيق التكافل الاجتماعي، ولا يتحقق ذلك إلاّ من خلال العمل المؤسسي للزكاة حيث أن هناك كثيراً من المحتاجين لا يعلمهم الكثير من الأفراد ، وهؤلاء لا يسألون الناس إلحافا ، كما أن هناك الكثير من المصارف العامة التي تصرف فيها جزءاً من حصيلة الزكاة لا يستطيع الأفراد تقديرها مثل مصرف في سبيل الله .
ويقول الدكتور حسين شحاته في كتابه " الموجبات الشرعية لإنشاء مؤسسات الزكاة" :" كان تطبيق فريضة الزكاة في عصر الرسول عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين من بعده عملاً مؤسسياً تقوم به الدولة، حيث كانت تجمع حصيلة الزكاة وتوزعها في مصارفها المختلفة، وكان يخصص لبيت الزكاة ميزانية مستقلة عن الميزانية العامة, وذلك لأن للزكاة موارد معينة ومصارف
خاصة بها لا يجوز خلطها بالموارد والمصارف العامة الأخرى للدولة".
ويضيف :" ومما يضفى على أهمية وجود مؤسسات للزكاة أن جزءاً من حصيلة الزكاة يحصل موسمياً مثل زكاة الزروع والثمار ، وجزءاً آخراً يحصل في نهاية الحول، وهذا الحول يختلف من مكلف لأخر فقد يكون هجرياً أو ميلادياً، في حين أن حاجات الأفراد والمجتمع والتي يتم تمويلها من خلال حصيلة الزكاة مستمرة طوال العام وهذا كله يستلزم إنشاء مؤسسات للزكاة تتولى جمعها من الأفراد في مواعيدها ثم يقوم بتوزيعها على مصارفها الشرعية خلال العام".
وبحسب الدكتور شحاته فإن الكثير من المسلمين يحتاجون إلى من يحثهم على دفع الزكاة بكافة السبل والوسائل والطرق ، ويعاقب من يمتنع عن الأداء شرعاً ، ومنهم من يحتاج إلى من يساعده في حساب تلك الزكاة ، وهذا كله يتطلب وجود مؤسسات للزكاة تحت إشراف ولى الأمر والمؤسسات الشعبية التي يدخل في مقاصدها أعمال البر.
ويقول :" من المبررات السابقة يتبين ضرورة وأهمية إنشاء مؤسسات الزكاة لأن في ذلك تطبيقاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولتحقيق التكافل الاجتماعي في المجتمع ،ولإمكانية سد حاجات مستحقي الزكاة طوال العام، ولإمكانية تمويل بعض الحاجات العامة التي غالباً ما يغفل عنها الأفراد" .
ويرى أن مؤسسات الزكاة تتولى مهمة جمع الزكاة من المكلفين بأدائها وتوزيعها على مصارفها المختلفة التي حددها الله عز وجل في كتابه الكريم إعداد سجلات للمكلفين بأداء الزكاة من الأفراد والشركات وغيرهم حتى يتسنى للعاملين على الزكاة الاتصال بهم لحساب وتحصيل الزكاة منهم، وإعداد سجلات لمستحقي الزكاة حتى يمكن توزيع حصيلة الزكاة عليهم، والمعاونة في حساب زكاة الأفراد والشركات في ضوء قواعد وأسس محاسبة الزكاة والنماذج المصممة لذلك من خلال المحاسبين والخبراء في حساب الزكاة، وتحصيل الزكاة من المكلفين بأداء الزكاة حسب أنواع الأموال والأنشطة الخاضعة للزكاة فى ضوء اللوائح التنفيذية لذلك.
كما تتولى تلك المؤسسات توزيع حصيلة الزكاة على مصارفها الشرعية في ضوء فقه الأولويات الإسلامية الضروريات فالحاجيات ، وتستعين مؤسسة الزكاة في هذا الصدد بملفات مستحقي الزكاة وسجل المستحقين، والقيام بالتوعية اللازمة لحث المسلمين على أداء الزكاة في مواعيدها، ومن وسائل ذلك: الكتيبات والنشرات والمحاضرات والندوات والمؤتمرات والإعلام في الوسائل المسموعة والمرئية ونحو ذلك من وسائل الإعلام الإسلامي، وكذا القيام بكافة أعمال الخير والبر العام بما يحقق مقاصد الزكاة حسب مقتضيات العصر، والإجابة على استفسارات المسلمين بخصوص الزكاة وذلك من خلال هيئة الفتوى الشرعية، وتنظيم الدورات التدريبية المختلفة لرفع كفاءة العاملين في مجال التوعية الزكوية وفى حساب الزكاة.
وتتولى مؤسسات الزكاة أيضا نشر الفتاوى الشرعية في المسائل المعاصرة الجديدة في مجال الزكاة وذلك من خلال هيئة كبار العلماء أو الهيئة العليا لفتاوى الزكاة (الهيئة الشرعية العالمية للزكاة) ، ووضع الخطط والبرامج والميزانيات والتقارير المتعلقة بالزكاة على فترات دورية لتقدم إلى مجلس إدارة مؤسسة الزكاة لاتخاذ القرارات اللازمة .
تبعية مؤسسات الزكاة ..
يعتبر تحصيل الزكاة وإنفاقها في مصارفها الشرعية من مسئوليات الحاكم قال تعالى: " خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ ؤتُزَكِّيِهم بِهَا " .. ويشير أستاذ المحاسبة بجامعة الأزهر الدكتور عصام أبو النصر إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بجمع وتوزيع الزكاة كما قام بذلك الخلفاء الراشدون من بعده.
ويقول :" يتعين على الحاكم أو ولي الأمر أن يتولى أمر تحصيل وإنفاق الزكاة من خلال إنشاء هيئة أو مؤسسة تتولى تنظيم ذلك، ولما كانت الكثير من دول العالم تطبق نظام الضرائب، وتنشئ لذلك الجهات المختصة بتحصيلها، وكانت الزكاة تختلف عن الضريبة من حيث مصدر التشريع والمفهوم والمقاصد والوعاء والخاضعين لها، والسعر ووقت الأداء والمصارف وغير ذلك. فإن هناك أهمية من وجود استقلال مالي لبيت الزكاة عن الدولة حتى لا تختلط أموال الزكاة بأموال الضريبة، وأن يكون لبيت الزكاة موازنة مستقلة، على أن يخضع بيت الزكاة لإشراف ورقابة شرعية من جانب هيئات الفتوى والرقابة الشرعية، ومالية من جانب مراقبي الحسابات".
ويضيف:" فيما يتعلق بتنظيم بيت الزكاة، فيمكن أن يتم إنشاء بيت مركزي للزكاة في عاصمة الدولة على أن يتبعه بيوت للزكاة فرعية في كل مدينة، والتي يتبعها أيضاً بيوت للزكاة في كافة المناطق".
ويوافقه الرأي الأستاذ بكلية التجارة بجامعة الأزهر الدكتور حسين حسين شحاتة قائلاً:" الأصل أن تكون تبعية مؤسسة الزكاة للدولة، لأن الله سبحانه وتعالى قد أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بجمع وتوزيع الزكاة ، فقال تعالى مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم :  خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا  (سورة التوبة : 103) ، كما أنه سبحانه وتعالى لم يترك أمر توزيع الزكاة لنبي أو لرسول أو لأمر حاكم بل حددها سبحانه وتعالى في الآية الكريمة : )إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) سورة التوبة 60، وتأسيساً على ذلك يعتبر ولى الأمر (الحاكم) مسئولاً عن أمر تحصيل وتوزيع الزكاة حسب مصارفها الشرعية .
ويضيف:" نظراً لضرورة فصل حصيلة الزكاة عن موارد الدولة الأخرى ، فمن الأفضل أن تكون مؤسسة الزكاة هيئة مستقلة تتبع ولى الأمر إشرافاً فقط ، ونظراً لأن الزكاة محلية حيث يتم توزيعها في البلد التي تم جمعها منها لذلك يجب أن يتم إنشاء فروع لمؤسسة للزكاة في كل وحدة جغرافية داخل المجتمع ، بمعنى أن يتم إنشاء فرع لمؤسسة الزكاة بكل منطقة يختص بجمع وتوزيع الزكاة الخاصة، كذلك يتم إنشاء فرع لمؤسسة الزكاة بكل مدينة يختص بجمع وتوزيع الزكاة بالمدينة ، ويقوم بالإشراف على فروع مؤسسات الزكاة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.