السؤال الساخر الذي يطرح نفسه حاليا، هل هناك من هو مقتنع بأن تبادل اتهامات الفساد هذه تستهدف الصالح العام؟ او ان تسريبات مايعرف بالمعلومات عن الفساد هي معلومات ذات قيمة ونتيجة بحث استقصائي صحفي كما هو معروف بالعادة؟ اقل مواطن يمني او مراقب يتعاطى مع هذه الحملات بمنتهى السخرية، ويعرف ان لاعلاقة لها بمقاومة الفساد من قريب او بعيد، وان اي معلومات تكشف هي نتاج تسريبات من يحتاج لمتعهد لنشرها. اول سؤال سيطرحه المراقب العادي، واين كنتم خلال كل الفترة الفائتة؟ وما سر صحوة الضمير المفاجئة؟! وان سلمنا جدلا بأي إجابة هنا، فلماذا هي موجهة لطرف دون آخر؟! باعتبار الطرف الاخر ملاك مثلا! المفارقة المنسية ان كل الاطراف هم نجوم المرحلة خلال الخمس سنوات ونيف المنصرمة فقط كانت تتبدل المناصب، لكنهم كانوا دائما موجودين راجعوا التشكيلات الحكومية في مخيلتكم للحظة، وتذكروا ان الوصم سيطال الجميع ولن تقنع أحدا. لذا اغلقوا هذا الكارت المحروق وابحثوا عن وسائل اكثر ابتكارا وياحبذا لو كانت وفق الآليات السياسية السوية. اكتب وفي مخيلتي لا السياسيين فقط بل الاصدقاء الصحفيين محل التقدير والاحترام، اذكرهم وفي فمي ماء! كما ونحن نراقب هذا المشهد نتذكر ايضا خطاب السنوات الفائتة كلما حاولنا الانتقاد او التقويم فيقال لنا، " مش وقته" نحن في معركة مصيرية، سنعالج الاختلالات لاحقا بعد التحرير واستعادة الدولة، ولا لاحقا وصل، ولا الاختلالات جرى مراجعتها وتقوميها وهي ما اوصلتنا الى هنا! كثيرا ما قيل لنا في حينه ايضا النقد لايكون عبر الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي هناك قنوات رسمية للتواصل وابداء المقترحات والنقد. وفجأة تبخرت وتلاشت هذه القنوات عند اصحاب القنوات وباتت صفحات التواصل الاجتماعي ساحة المعركة الرئيسية. اما ابرز واخر السقطات فكانت استخدام النواح المأجور الذي فر من احضان الحوثي منذ اشهر فقط الى قلب الشرعية النابض، وفي حينه ضرب عرض الحائط بكل نداءات التحذير انهم سيشقون الصفوف، واليوم الفارين من احضان الحوثي نجوم الدفاع عن احد اطراف الصراع! مقبولا ان يكون هناك صراع سياسي او حتى تناقضات ومصالح شخصية لكن استخدام هذه الابواق يسيء لمستخدمه اكثر بكثير من الاساءة الموجهة لخصومهم، فعلا شعرنا بالأسى والخجل لكم! بل انها اساءة وايما اساءة للزملاء الصحفيين الذين اصطفوا معكم، فوجدوا انفسهم في فيلق واحد مع هذه النماذج التي حسبت عليهم. لاشيء يستدعي السقوط على هذا النحو، مازال في المجال والنضال السياسي متسعا لايستدعي حرق كل الاوراق والسقوط للهاوية. سأختم بنصيحة بعد ان اغلقت كل القنوات، النصيحة التي لطالما ترددت على مسامعنا اسمحوا لي اعيدها عليكم" مش وقته".