نفسيأ .. عندما تتكرر للإنسان صدمات في ثقة وضعها لأشخاص كان يظنهم في محل الثقة ولكن يتفاجأ بواقع مرير بانه كان مخطئ في احساسه وانهم ليسوا جديرين اطلاقاً بهذه الثقة المعطاة لهم تجعل من الشخص لا يثق في اي شخص اخر حتى وان كان فعلا في محل هذه الثقة وهذه طبيعة بشرية قد يتجاهلها البعض ولايحس فيها ولكن مع مرور الزمن يكتشف الشخص التغيرر في داخله تجاه هذا الموضوع . وهذا حالنا في وطننا منذ عدة سنوات اعطينا ثقتنا لكثير من مسؤلين الدولة وقادته ولكن تفاجئنا واحسسنا بكذبهم وخداعهم وزيفهم وأنهم لا يملكون ذرة مسؤولية تجاهنا وحاولنا اقناع انفسنا بعكس ذلك واعطيناهم بدل الفرصة اثنان وثلاث وعشر لكن في الاخير نتاكد ان احساسنا الأخير كان في محله فكم من سنوات مضت ونحن نأمل بان نجد الشخص الذي يروي عطشنا ويرفع شأننا وشان وطننا لكن للاسف نجد الواقع يقمع احلامنا وتطلعاتنا . وها نحن نعيش الان في واقع مرير وصل لدرجة التهاون بارواحنا وارواح شبابنا وابناءنا وإهمال ليس بكبير فحسب بل شديد جدا وخذلونا نعم خذلونا بكل ماتحمله الكلمة من معنى . ولم يُقدروا ابداً حجم الثقة العمياء التي أعطيناها لهم وتمردوا ظناً منهم بأنهم وصلوا لمرحلة ليسوا بحاجة فيها لنا ولا لثقتنا ولا آراءنا فيهم . واليوم نحن نحصد نتائج الجريمة التي ارتكبناها في حق انفسنا . حتى اننا اصبحنا نشعر بأننا نموت بالبطيء . جردونا من انسانيتنا . رمونا في حافة طريق على يمينه منحدر وعلى يساره سيارات مسرعة لاتتوقف لا نستطيع اتخاذ أي السبيلين واستسلمنا في القعود على الحافّة واقناع أنفسنا بأن هذا هو حاضرنا ومستقبلنا . وكل مارادونا أفكار للخروج من هذا المأزق اقنعونا مراراً وتكراراً حتى نظل في هذا الوضع المخيف المرعب حقوقنا مسلوبة ومتطلباتها معدومة وتطلعاتنا مكبوتة . صبرنا حتى مل الصبر منا ونضجت جلودنا اتعبونا وارهقونا لكي لا نستطع رفع رؤسنا خلقوا لنا الازمات والنكبات جوعونا واطهدونا وحرمونا . فهذا ياسادة جزاء ثقتنا العمياء.