الابتسامة التي دائما ما نستخدمها في التعامل مع الآخرين هي مجرد قناع فقط. وكأننا نخجل من إظهار حزننا أو اننا لانتحمل أن يرانا الآخرون في لحظات ضعفنا وعجزنا. رغم ان في داخلنا ملفات مؤلمة لايستطيع أحد أن يفهم محتواها.ومع ذلك نبتسم لنتظاهر اننا بخير. كل شخص فينا يوجد بداخله حكاية لم يتحدث عنها، ويكتمها في أعماقه، وتجعل جميع أجزاءه في حروب نفسية وكسور لا تجبر.رغم اتساع الاماكن، وكثرة من حولنا، ورغم ابتسامتنا تلك، يظل القلب ضيق متعب يرهق داخلنا، بعد ان تسلل الحزن الينا وتمكن بداخلنا وصارت اقامته دائمة لامفر منه، مهما حاولنا أن نجعل من اتساع الأماكن بهجة، ومن ابتسامتنا فرحة، يراها الآخرون ويصدقون من اننا نهدي فرح وسعادة. وكذلك نبتسم لنتظاهر اننا بخير. توجد لدينا قدرة خارقة على التمثيل وسرد السيناريوهات، وفي اختيارنا للمشاهد من زاوية الإخراج حتى يصبح كعمل فني متكامل منسق وجميل يتم تصديقه بمنتهى السهولة ومقابل جهدنا نستلم الجوائز والاشادات والمديح ونصنف في قائمة الأشخاص المبدعين الذين لا يحزنون. لأننا دايما متخفين بقناع الابتسامة لنظهر أننا بخير . فمهما كانت قلوبنا في اعماقها منكسرة، الا اننا نحاول نزرع حديقة تزهر ورد وياسمين وترسل مرح وفرح. نرتدي قناع لا يشبهنا ونخفي اوجاعنا بداخلنا. وهكذا نحن نعيش حياتنا تحت شعار (حزني لا يهم أحد) لهذا دائما نظهر لهم الابتسامة التي تخلق البهجة لهم لنظهر اننا بخير. وهكذا تمضي بنا الحياة.