مواجهة كورونا في تعز تبدو مهمة شاقة للغاية ليس لكثرة المصابين أو غياب الوعي ولكن السلبية المتفشية ..هي الكارثة أكثر من كورونا ..مثلا أعلنت محافظة المهرة حظر التجوال مع ظهور أول حالة وأعلنت محافظة مأرب حالة الطوارئ مع ظهور أول حالة إصابة بفيروس كورونا وكذلك المليشيات استفادت من قبضتها الحديدية في فرض إجراءات مشددة في التحكم بمجريات الوباء الصحية الاعلامية وتطويعها لخدمة سياساتها. المشكلة أن تعز بدأت الاجتماعات قبل الناس للجنة الطوارئ وفي بداية شهر مارس ولم ينتج عن تلك الاجتماعات شيئ سوى تعزيز التساهل وعدم الجدية في عملية المواجهة .. وتناقض الاجراءات جعل المواطن يشعر بضعف أكثر وغياب تناسق الاداء بين السلطات المحلية والعسكرية والامنية ..وكأن ما يجري زفة مؤقتة وممولة للوباء .. فقبل كل شيئ لابد من إقناع قياداتنا بفداحة الكارثة التي سيخلفها الوباء لاقدر الله وخصوصا اننا الامكانيات الصحية الرسمية 2 أجهزة تنفس صناعي لمدينة يسكنها قرابة مليون نسمة منكوبين بحرب مفتوحة وحصار لايقلق حتى الانسانية للحكومة والتحالف فكيف للعالم. تخيلوا أن لجان الفحص العاملة منذ 23/مارس /2020م في نقطة الهنجر واجهت عراقيل كثيرة ومنها الضغط الكبير لابعاد هذه اللجان من نقطة الهنجر وهذا الضغط قادم من التحالف كما سرب لنا أحدهم وكأن التحالف أغدق علينا نعمه في تعز فلا طلقة رصاص من العام 2017م ولا إغاثة ولا دعم صحي للمستشفيات او حتى كمامات لمواجهة كورونا حتى ننحني لتوجيهاته على الرغم من أننا نرفع الأعلام و رايات الشكر ونمجد المكرمات وكذلك لا زلنا رهن أوامرهم ..ع الفاضي! !! نعود للقول أن لجان الفحص الحراري قامت بفحص أكثر من 500 الف قادم الى مدينة تعز ونشر الامان في مواجهة الرعب عند بداية الخوف من الوباء وما يشهده العالم من تفاصيل مرعبة ومقابر جماعية. كما أن اللجان عملت على حجر 150 قادم من مناطق موبؤة وبينهم من خارج الوطن وتم حجزهم في نقطة الهنجر واحالتهم للحجر ولكن تتوالى الاوامر بإخراجهم في ظل عدم تجهيز السلطة المحلية مكان للحجر الصحي .. وعلى الرغم من دعم جميع المنافذ بإجهزة الفحص الحراري لاسناد عمل النقطة وتتكامل الجهود الا أن قرارات إغلاق المنافذ ظلت حبرا على ورق حتى اليوم ونحن نرى نجاحات لدول في محاصرة الوباء عبر إغلاق المنافذ واتخاذ إجراءات حظر وتطويق المناطق الموبؤة ..هنا ليس لدينا شيئ.. المنافذ مفتوحة والوباء تسلل الى داخل المدينة ونحن نقاتل بالامكانيات المتاحة في ظل برووووود رسمي يدمر أي عزيمة أو إرادة حتى لتقديم خدمة مجانية لهذه المدينة المنكوبة ... إن لم تكن مؤامرة! !