الشئ المعروف والمعلوم أنه ومنذو عهد أبنائنا وأجدادنا ومئات وآلاف الأجيال السابقة لهم بأنه كأن يتم إختيار الشيخ بموجب معايير ومواصفات تشمل العديد من الجوانب وخاصة الدينية والأخلاقية والإنسانية ومن أهم تلك الصفات العقل الراجح والإتزان والخبرة والذكاء والفطنة والحكمة والفراسة والشجاعة والصراحة والعدالة والشهامة والكرم والنخوة والغيرة وغيرها الكثير والكثير من الصفات الحميدة و الأخلاقيات الحسنة. وبالفعل فقد كانت عملية الإختيار لشيخ المنطقة أو العشيرة أو القبيلة تتم بهذا الشكل السليم فيتم إيصال أعقل واحكم واعدل شخصاً فيها إلى هذا الموقع...ولذلك كانت أغلب المشاكل والاختلافات والتباينات تُحل عن طريق الشيخ الذي يفوق رأيه ونظرته وحكمه على كل الآراء والحلول والاقتراحات. وبما أن الشيخ الذي يتولى القيادة كأن يتميز بهذه المعايير والمواصفات فإنه كأن بموجبها يحظى بإحترام وقبول عند جميع الأفراد في قومه أو منطقته أو أسرته أو قبيلته الذين يستجيبون له ويطبقون أوامره ويكونوا عوناً له. وخلال العشر السنوات الأخيرة ومن قبلها ببضع سنين تغيرت هذه الانظمة وتوقف العمل بهذه المعايير وفتح المجال أمام القاصرين والمنحرفين والمراهقين والأغبياء للتسابق على الشيخ ونيل لقب ومسمي الشيخ... فأصبح أكبر المنحرفين والاغبياء هم من ينصبون أنفسهم عقال للحارات ومشائخ للعشائر والقبائل والقرى والعزل والمربعات. وفي حساب خاطئ أفتكر هؤلاء المنحرفين أن الشيخ هو من يمتلك سيارة وعدداً من المرافقين المنبوشة شعورهم أو الحافية أقدامهم...ولذلك سعوا بكل جهدهم وبكل ما لديهم من قوة على التسول والنصب والسرقة والنهب من أجل الحصول على قيمة سيارة وعند امتلاكهم للسيارات والمرافقين بدأ مشوار التهاب والتسلط ومحاولة التسديد على الأخرين. وهولاء القاصرين في العقل لا تتوفر فيهم أدنى الصفات المؤهلة لإدارة أسرة أو قيادة فصلاً دراسي أو حل خلاف على أسطوانة غاز. ولهذا فإننا نلاحظ مدى الفرق بين عقال ومشائخ السابق وهلافيت ومشائخ اليوم ففي السابق كأن الشيخ يحسم المشاكل ويفصل النزاعات وينهي الإختلافات ويعمل على تقريب وجهات النظر....بينما يعمل الشيخ حالياً على تأجيج الصراعات وإطالة الإختلافات وزرع العداوة و البغضاء والمشاحنات. وهؤلاء الأشكال المنبوذة من المجتمع هم من أصحاب الصفات السيئة والأخلاقيات الهابطة التى وجدت أرضية خصبة لدى طرفي القتال والصراع الحالي في توسعت وانتشرت وامتلأت بهم الشوارع والحارات والمدن والقرى وانتشارهم انتشرت المصائب والكوارث والفتن. ولذلك فإن المجتمع يعتبرهم فى نظره مضحكة ومسخرة ويعتبر مشيختهم نوعاً من أنواع المهزلة.