أتدري ..؟! مللتُ كل هذا التواطؤ بين الحياة وبين التعب .. مللتُ الوقوف على أعتاب روحي باحثةً بين أطلالها علّي أجد بعض النور وفتات الشعور .. أم يجدر بي القول أنّي تعبت عوضاً عن وصف الملل ..؟! يُرهقني هذا العتب اللامنتهي بين قلبينا الضائعين ..! وتؤرقني حكايات ما قبل النوم التي تجوب خاطري دون كلل ..! أسترجع كل ماضينا بصمتٍ مطبق .. بهدوءٍ ثم بثباتٍ لا نظير له .. في حين أنّي واضعةٌ كفّي على صدري باحثةً عن النبض المُهترئ .. كأنّي أود التأكد ممّا إذا كنت مازلت على قيد الحياة ..! وهذا التشتت لا نهاية له .. مازال قلبك يرفض التراخي وروحي تمزقت من فرط الشدة .. حائران نحن بين ما يجدر بنا وبين ما نريد .. وفي كلاهما نزداد بؤساً ممتزجاً بالضياع .. أتدري ..؟! بتُّ بلا كتفٍ أستند إليه حين الهلاك .. بلا يدٍ تمتدُّ إذا ما سقطت ..! وهذا الدمع ما عاد يهبط بمحض الإرادة .. ذاك لأنّي أنا من في كل مرةٍ أعلن التخلي ضاربة بكل الذكريات عرض الحائط .. متجاهلةً كل الكسور .. متغاضيةً عن كل الألم ..! كنتُ دوماً كما قيل : أحصن نفسي بالتجاهل .. بيد أنّي - هذا المرة - نسيت روحي عارية في عبثية العيش ترجو الخلاص وما من خلاص ..! أريد بعضي كي أواصل سيري في المستحيل .. كأنّي احتجتُني بعد أن ألقيتُ بي في السحيق ..! وأنا التي عاهدتُ نفسي ألّا انكساراً سيحطم هذي الحصون .. وكل الحصون كانت ضلوعي التي كُسِرت .. كل القلاع كانت أحلام طفولتي وبعض قطع الأمنيات .. ثم غمرني الوحل حين قررتُ الصعود ..! وأنت ماذا ..؟! حدثني كيف حالك بعد الرحيل ..؟! أم أنك مازلت واقفاً كما كنت تقول دوماً ..؟! أدرك جيداً أن قلبك اهترأ .. أن جلدك ذاب تحت أشعة شمس الانتظار .. أدرك أنك فقدت الكثير في محاولةٍ بائسة للبقاء .. وكلانا حاول دون جدوى ..! ثم انتهينا ..! أبدأ بتأمل هذه الكلمة حرفاً تلو آخر .. لأدرك كم كان صعباً أن أقولها وكم كان عبثاً ألّا أقول .. أتأملها وأنا حابسة الأنفاس خوفا من أن تزل شهقة تخبرك كم قطعة مني سقطت في طريق العودة بالخيبة .. خوفاً من تنهداتي وآهٍ قد تبعثر كل الثبات .. وهذا الجمود بقلبي .. بحديثي .. وبتعابير وجهي الباهت .. هذا الجمود بات جزءاً لا يُغادر .. أردتُّ فقط أن أخبرك أخيراً كم أنا ثابتة رغم اهتزازي .. أن أريك كم أنّي أقوى من أن يهزمني الغياب .. أعتى من أن تقتلعني الرياح العاصفة .. أردتُّ القول أني بذات الشعور باقية .. وأنّي بذات السكون احترق .. لا تكتب القصيد مجدداً تستميح قلبي البقاء .. باقية أنا بالثبات راحلة بكل الوجع .. وضائع حتى ماقد أفعله أنا لنبقى ولو للحظة سكون ..! ختاماً يا قديمي والجديد .. فقد أكل التعب من روحي ما تأخذه السنين .. أياك والظن أنّي بخير .. ولا تنسى أيضاً أني أقاوم أكثر مما كلانا نظن ..!