هُناك كنتُ واقفاً في ذلك الساحل أرقص مع الأمواج وأغني مع الطيور التي تحلق فوق ذلك البحر لبرهة شدني الإشتياق لفاكهة رُمان صعدة ودعتُ ذلك البحر بقُبلتين وضحكة شديت الرحيل خطوة خطوة ثم وصلت تعز صادفت هُناك إمرأة جميلة تفوح منها رائحة مشاقر صبر ابتسمتُ في وجهها وهي بادلتني الضحكة وواصلتُ الرحلة ! كنتُ لا أكترث للحرب هُناك لأنني مُدججاً بجميع أنواع الأسلحة التي على هيئة حُب وإشتياق قررت احط رحالي هُناك كي أرى ما سبب جمال فاكهة رُمان صعدة لأنني كلما مضغتُ فاكهة منها تزداد شراهتي للأكل أكثر وأكثر ودعتُ مدينة تعز بقصيدة وهمسة ثم شديتُ الرحيل إلى هُناك مشياً على الأقدام. هكذا إحتراماً للحب والعشق وللإشتياق وصلتُ مدينة إب هُناك شعرتُ بقليلاً من التعب ثم أتكأتُ على رصيف جولة العُدين لوهلة تأتي فتاة جميلة في يديها فاكهة رُمان تنتمي إلى صعدة حينها تمنيت لو أنني تلك الفاكهة كي المس شفتيها وأقبلها ثم أعطتني دفعة كبيرة للركض والوصول إلى هُناك عبرتُ نقيل سمارة كالريح لم أشعر بالتعب البتة وصلتُ يريم فذهبت عيناي لثمة إمرأة وجنتيها مخلوطتان باللون الأحمر كإحمراة حبات تلك الفاكهة زادت شراهتي للمشيء أكثر وأكثر طِرت كثيراً فوصلت إلى ذمار هُناك صادفت شاعرة في يديها كتاب للبردوني قرأت لي قليلاً من الشِعر فتسللت أبياته إلى معدتي على هيئة وجبة ثم أكملتُ طريقي أخذتُ فترة راحة قليلة في صنعاء حيثُ جولة آية هُناك لمحت عياني إمرأة نادرة كصنعاء القديمة أستوقفتها لفترة قصيرة ثم قرأت عليها قليلاً من آيات القرأن كي لا تُصاب بالعين ثم أكملت المشوار ! وقلبي ينبض حُباً لفاكهة رُمان صعدة وصلتُ محافظة عمران هناك أستوقفتني إمرأة في الشارع ثم همست إلي بكلمتين هيا تعال يبدو بأنك عاشق ولهان إركض أمامي ها قد عمرت لك منزلاً جميلاً في قلبي لكنني لم أكترث لها البتة ! بدأ الحُب يرقص في أوردتي رقصة رقصة وكأنه يعلم بأنني قد أصبحت قريباً من رُمان صعدة هُناك في تلك الطريق المُحاذية لأشجار فاكهة رُمان صعدة نزعت ملابسي الرثة ثم أرتديت بدلة مُنسقة وربطة عُنق حمراء سكبتُ على جسدي من كل زجاجة عطر رشة كي أبدو وسيماً أمام فتيات صعدة ثم رأيتُ الحقيقة ! أتت أسرابٍ من الفتيات يقبلن الأشجار ثم يقطفن فاكهة الرمان حبة حبة فاتنات نادرات جميلات عذبات وكأنهن حوريات من الجنة وهُنا عرفت الحقيقة كاملة بأن فاكهة رُمان صعدة لا تشرب من ماء الأرض ولا من ماء السماء رأيتُ كل فاتنة تندو برأسها إلى كل جذع شجرة تسكب ماء عينيها ورذاذ شفتيها لشجرة هذه الفاكهة وهُنا تأكدتُ جيدا وعرفت السبب كاملاً ما الذي يجعل فاكهة رمان صعدة نادرة بطعمها وعرفت جيداً ما الذي جعل شراهتي الزائدة لهذه الفاكهة العذبة حينها قررتُ اصطحب شجرة من هُناك فاتنة تشبه فاكهة الرُمان ثم ودعتُ صعدة بقُبلة وعُدت بهدية فاتنة وهأنذا أقطفُ الرُمان من حدائق صدرها وأتلذذ بهما حبة حبة وثيق القاضي.