بعد ليلة كثيفة بالأرق ونوبات الهلع والقلق والإكتئاب أخذت قراري وهجرتُ غُرفتي ثم شديتُ رحالي إلى الشُرفة أسبح الله كثيراً وأقدس جماله الكثيف في هذا الكون هكذا ظليتُ ساهراً كأُغنية تصدح من ثمة مذياع عند نسائم السحر لوهلة يبدأ الفتور الزائد يتسلل إلى جسدي كما يتسلل اللُص إلى ثمة محل ممتليء بالمجوهرات ' كان جسدي ذلك المحل والفتور ذلك اللُص ونبضات قلبي جميع تلك المجوهرات ' لكنه أصطدم بحاجز كبير من العامل النفسي وهذا ما جعل ذلك الفتور يغادر جسدي خائباً ' هكذا بعدما خرجتُ مُنتصراً من هذه المعركة قررتُ أرمي بجسدي على سرير غُرفتي الجميل وهُنا بدأت الرحلة أغمضت عيناي وكل حواسي 'وبدأتُ بالنوم العميق فإذا بأُنثى فاتنة تأتي إلي تمشي خطوة خطوة وجهها أبيض كليلة قمرية ترتدي فُستاناً أخضر كلون الجنة تهرع صوبي وهي بكامل غنجها ودلالها ثم تتمائل كما لو أنها تستمع لعزف العود ورقصة الوتر تبتسم لقربها روحي وترقص لمجئها دقات قلبي وصلت إلي فشعرتُ بمسٍ كهربائي وصحوت من نومي وودعت غفوتي ثم أختفت عدتُ ل أبحث عنها تحت السرير تحت الوسادة وجوار تسريحة المرآيا فلم أجدها زادت حالتي سوءاً عندما تأكدت بأنها إمرأة من الخيال ولن تكون إمرأة حقيقية أبداً ' لم أعود للنوم خوفاً بأن لا تأتي إلي مرة أُخرى وتصيبني بالجنون ظليت أنتظر طلوع شمس الصباح وكأنني عصفوراً شارداً فوق شجرة ينتظر موعد الضوء فيهرع للبحث عن وجبة دمسة وأخيراً ظَهرَ الضوء قررتُ بإرتداء ملابس أنيقة وشديتُ رحالي للبحث عن هذه الأنثى الجميلة التي تشبه جمال سُنبلة أرتديتُ فانيلة برتقالية اللون الذي يعشقنه الفاتنات وذهبت للبحث عنها في الجبال والسهول والوديان وأنا أؤمن كثيراً بأنني سأقبض عليها في ثمة لحظة رافقتني بالرحلة ثمة أُغنية صباحية ل أيوب أرفعُ الأغنية بصوت عال وبدأت في البحث عنها وجسدي يرقص على رنين الوتر يبدأ الفرح يتسلل إلى قلبي ' تسرح عيناي لثمة حقلٍ جميل ' وهُنا كانت الحقيقة هُنا رأيتُ الفاتنة التي أتت إلي في منامي ترتدي فُستاناً أخضر عُنقها طويل كعُنق الغزال ' وجهها أبيض كما لو أنها فاتنة هطلت من الجنة ' تغمز إلي بعينيها وتتمائل كثيراً على رنين وتر أيوب وتبتسم كثيراً للأغنية وقلبها يقول هاهو قد أتى العاشق الولهان كي يقطفني ويتلذذ بي حبة حبة تمائلت لوصولي جميع صديقاتها في ذلك الحقل ' غنت العصافير ورقصة أشعة الشمس وتبدأ الحفلة الممتلئة بالصخب أقتربتُ منها رويداً رويدا ثم وصلت إليها فهمست إلي بكلمتين ' هذا أنا الفاتنة التي جئتك في المنام يا أيها العاشق الولهان ' أبتسمتُ كثيراً لصراحتها وبدأتُ بقطف تلك السُنبلة الجميلة من حقلها ' قطفتُ وجهها وتركتُ فُستانها الأخضر هدية لمالك ذلك الحقل ثم غادرتُ من هُناك ويدي تحمل سُنبلة على هيئة فاتنة ' أخمدتها على حرارة جسدي الزائدة وتلذذتُ ب حباتها حبة حبة كما لو أنني عاشق التقى بحبيبتهُ الغائبة وعندما التقيا أمطر وجنتيها بالقُبلات قُبلة قُبلة .