ربما هُناك الكثير سيتفاجأؤون من هذا المنطق كوني قلت صديق والصداقة لا تباع الصداقة كنز والكنوز لا تُعرض للبيع في السوق السوداء الصداقة تُراث والتُراث لا يتلاشى لا يتهدم ولا يتبعثر يا أصدقاء هكذا صادفت رجل عجوز وكهل ذات مرةً على قارعة الطريق يروي مثلاً على هيئة حوار جميل ينطق ذلك الرجل بمنطق غريب ثم يقول بكم بعت صاحبك يا فتى ؟ يرد الآخر لقد عرضته للبيع بتسعون زلة ! يرد الآول ثم يقول أوووه لقد أرخصته يا شيخنا ثم وقفتُ أنا متاملاً لهذا لحديثهما كثيراً شارداً ومجنوناً أذهلني ذلك الصديق ورأيت ما لم أكن أتوقعه البتة لقد غفر له تسعة وثمانون زلة هكذا دفعة واحدة لكنه تخلى عنه بعد زلته التسعون! وتعجبتُ أكثر من الشخص الأخر الذي وجه له اللوم والشتائم والسبب أنه عرض صديقة للبيع بتسعون زلة وكأنه يقول هذا جزاؤك فثمن تسعون زلة ليس مُناسباً ولا يليق بصديقك إنه رخيص جداً فيا ترى كم يساوي صديقي وصديقك من الزلات؟ بل كم يساوي إذا كان قريباً من عائلتك الكريمة الذي تقاسمت معه كسرة خبز وكوب ماء وكثيراً من الإبتسامات يا ترى كم يكون ثمن زلة بيع أمهاتنا وأباؤنا إن من يتأمل لواقعنا التعيس الذي نعيشه حالياً بسبب الوضع المتردي في هذا الزمن الموجوع بسبب الأوضاع المتردئة سيرا من باع صاحبة أو والده ووالدته أو قريب له ب زلة واحدة يا ترى هل سنراجع أخطاؤنا كثيراً يجب علينا مراجعة كل شيء أقترفناها في وجوه أقربائنا أصدقائنا أهلنا وكل شخص غالي علينا ثم سنعلم جيداً بأننا بعناهم بثمن بخس دراهم معدودة يجب علينا أن نرفع أسعار من يزالون قريبون منا إن القيمة الحقيقية تشعر بها عندما تفقد واحداً من أهلك في لحظة وفاته وبعد الوفاة حينها لم يعد ينفع الندم والدموع وضرب جسدك بالسياط كي تنتقم لجريمتك التي أفترفتها في لحظة غفلة فلا تبيع صداقتك بكثيراً من الزلات إمحِ الخطأ مهما كان السبب كن إنسانا ذو إنسانية دع قلبك رقيقاً دع فؤادك أبيضاً نظفه من الصدأ والحقد كي تستمر الصداقة والأخوة معاً.