يتساءل العديد من الشباب الجنوبي عن مخرجات مكوِّنات الحراك الجنوبي السلمي، التي نصَّت على وضع شعار (القرار في الميدان وليس في عواصم البلدان) يوم ال (27 من أبريل الجاري)، وهي الذكرى ال (19) لإعلان الحرب على الجنوب في 27 أبريل 1994م، من قبل قوات احتلال الجمهورية العربية اليمنية تحت مسمى الدفاع عن الشرعية الدستورية، التي من خلالها أعلن زعيمهم السابق علي عبدالله صالح غزو الجنوب، منهيًا بذلك الفصل الأخير لمشروع الوحدة الاندماجية بين الجنوب والشمال. عودة .. هذا التاريخ لحاضر الجنوبيين بهذا الوقت تحديدًا من خلال نضال الجنوبيين في ساحات النضال السلمي يشكلُ دافعًا لوجستيًا، لاسيما وأن القضية الجنوبية بدأت تأخذ منحنىً دوليًا يخدم الجنوب أرضًا وإنسانًا، فالشارع الجنوبي يتساءل عن سبب حمل هذه الذكرى شعار: (القرار في الميدان وليس في عواصم البلدان)، فعلى شبكة التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) كانت هناك جملةً من الآراء المؤيدة والمخالفة، فبعض الشباب يرون أنَّ هذا الشعار ليس في محله، كون هذه التسمية لا تتفق البتة مع ذكرى إعلان الحرب على الجنوب، ومنهم أيضًا يعتبرونها ضربةً لمساعي التصالح الحاصل الآن بين القيادات الجنوبية في الخارج، وسياسة الاتفاق ووضع الرؤى بين الرئيس علي سالم البيض وعلي ناصر محمد، وكشف المؤامرة التي تُحاك ضد الجنوبيين أرضًا وإنسانًا. وهذا ما حمله مؤتمر صنعاء للمشاركين فيه، الذي انسحب بعضهم حين أدركوا أنَّ مشروع اليمن الاتحادي عبارةً عن ورقة لن تقنع صغار شعبنا فما بالك بدماء الشهداء والأرامل والشعب الذي خرج بمليونيات متعددة حاملاً على رأسه التحرير والاستقلال.
آراء الشباب الجنوبي تختلف، فمن وضع سلبيات شعار (27 أبريل القادم القرار في الميدان وليس في عواصم البلدان)، هناك من رحَّب بالشعار، معللاً بذلك بجملة من الأسباب، أهمها أنَّ الشارع الجنوبي هو من أطلق الرصاصة الأولى في وجه نظام صنعاء عام 2006م، وخرج إلى شوارع مدن الجنوب في لحج، أبين، شبوة، حضرموت، المهرة وعدن والضالع، بخروجهم عن صمتهم مطالبين بإعادة دولتهم المنهوبة تاركين بذلك قيادات الخارج مهمة تعليل أسباب ثورة الجنوبيين للمجتمع الدولي مع اختلاف الآراء، حول مفهوم الدولة الجنوبية القادمة، فرغم الاختلافات التي عاشها القادة الجنوبيين؛ إلا أنَّ الشارع الجنوبي ما زال مستمرًا بمناداته السلمية التي عجز نظام صنعاء عن إجهاضها، فشعب الجنوب قدَّم ولا يزال يُقدِّم جملةً من التضحيات فزحفه إلى عدن في عدة مناسبات ورسم لوحة جعل المجتمع الدولي يراه من أوسع الشاشات بواسطة الأقمار الصناعية، على أنه مستعد أن ينزف مرات تلو المرات حتى ينال استقلاله. فالشباب الجنوبي من وجهة نظر بعضهم يريد من ذكرى إعلان الحرب على الجنوب توجيه رسالة إلى القادة الجنوبيين في الداخل والخارج، فحواها أنَّ مستقبل الجنوب يحدده الشارع واتفاق القادة يجب أن يكون من روح الشارع الذي أجمع على التحرير والاستقلال. هذا الكم من المناقشات والأطروحات التي فصلها الشباب في الجنوب حول شعار المليونية القادمة يؤكد أنَّ الوعي أصبح سمةً يتحدَّث بها كل جنوبي، وكذا حرصه الشديد على القضية نابع من وطنيته الشديدة وليس محسوبًا على تصفية حسابات تصالح وتسامح عليها الجميع. فإلى مربع القيادة الجنوبية في الخارج توحيد الصف ووضع الحراك الجنوبي في إطار مؤسسات تحتوي كل الجنوبيين وتوحد أفكارهم وهي غاية لطالما تمناها شعب الجنوب، فالميدان تحدث عن نفسه حين جمع الجنوبيين صفًا واحدًا في آخر فعالية 18 مارس 2013م... فهل تضع النقاط على حروف سلم القيادة الجنوبية في بيروت والقاهرة ويترجم ذلك على الصعيد الدولي؟؟.