زمن نفاق وتزلف ، زمن لا مكان للشريف والعفيف فيه، تفسخ المجتمع وإنحط وأصبح الناس وراء صاحب المال وهم يعلموا علم اليقين إن فلان وعلان من الناس ماهو الا لص وسارق أو مرتشي أو من أصحاب المباخر من المطبلين لأسيادهم في السلطه. وصل البعض الى مليارات في غضون فترة وجيزة بطريقة النهب والسلب والغش والخداع وبكل الطرق الملتوية ومع ذلك ترى إن الناس أصبحوا يزينوا له سؤ صنيعه وعمله ويسردوا بطولاته ومكارمه الوهميه. مقابل مايجود به عليهم من فتات ذلك المال المدنس. أنزلق الناس في أكل السحت . والحرام، تبلدت النفوس وقست القلوب وتحجرت وماتت الضمائر وغابت المبادئ والتقوى ، إلا مارحم ربي.. إنحطاط خلقي أجتماعيا" ودينيا" صار هذا السلوك السائد وأصبح القاعدة التي يسير على أسسها المجتمع، ومادون ذلك من نزاهة وعفة وكل القيم الشريفة أصبح إستثناء، كل هذا ماكان له يحدث لو كان لنا دولة ومؤسسات نزيهة ورجال دولة شرفاء وعافين يدهم من مال ودم الشعب، يقول سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه يأخذ بسيف السلطان مالايؤخذ بالقرآن.. كلام في غاية الصراحه والواقع. ولو كان لنا سلطان يحكم بأحكام وشرائع الله لما وصل حال وسلوك المجتمع الى هذا الحال المشين. من خلال ملاحظتي لما يدور في واقعنا اليوم ومايؤلمك ألما" نفسيا" ويسبب لك أذى أشد من الأذى الجسدي. مواقف أنجرحت مما شاهدته بأم عيني وهو إن ترى رجل في السبعينيات والستينيات من العمر .. شيخ كبير وهو يتودد ويتذلل لغلام لم يتجاوز الثلاثين أو الأربعين من العمر وتراه يناديه ياعم وياعماه وياسيدي وووا غيرها كثير. أنقلبت المفاهيم فأصبح الكبير يبجل الصغير والصغير يتلذذ في إذلال وهوان الكبير. هنا الخلل بعينه مال حرام نهب من دم وعرق الشعب ظلما" وعدوانا. مرة من المرات سألت شخص من أصحاب الأعمال الخاصة وهو يقدم رشوة وقلت له ياأخي إن الراشي والمرتشي ملعون والرشوة محرمة شرعا"?فرد علي بكل إستهتار أنا مضطر أدفع لتمشي مصالحي . مصالح بعشرات ومئات الملايين يرشي ليسهل له التحايل والغش وأكل حقوق الناس بالباطل، أوتقديم خدمات رديئة من طرق ومدارس ومستشفيات وغيرها. الوضع لايحتمل ونسأل الله العلي القدير إن يمحو من على وجه الأرض كل من أؤتمن أمانة وخانها وكل لص وسارق ومرتشي في يمننا الحبيب، اللهم أخذهم أخذ عزيز مقتدر يارب العالمين!