قد تساعد الظروف الفوضوية وظروف الحرب الإستثنائية اللصوص والمجرمين والقتلة وكل حثالة المجتمع الذين كانوا ممقوتين في مجتمعاتهم ومحتقرين في مناطقهم بالوصول إلى مراكز التَحكم والإدارة وإلى مواقع السيطرة والقيادة الأمر الذي أتاح لهم فرصة في تغير شخصياتهم الملوثة وسلوكياتهم المنحطة. لكن الطبع يغلب التطبع دئماً فمن وصل إلى مركز القيادة من مستنقع وبيئة قذرة فإنه لا يمكن له أن يتخلى عن وساخته وقذارته. ومن جاء إلى الإدارة بشكلاً وأسلوباً عفن ومملوء بالبذائه والحقارة لا يمكن له الإرتقاء إلى مستوى التوازن والإحترام والكفاءة. هؤلاء الحثالة مهما أرتفع شأنهم أو علت مناصبهم أو ارتفعت أرصدتهم فأنهم يضلون حثالة منحطين. وهؤلاء اللصوص والعلوج والمنحرفين مهما تملكوا للمال الزائد والعمائر والفلل الضخمة للأطقم الأمنية والعسكرية فإنهم يضلون في نظر الجميع منحرفين وسفلة ومشبوهين. وهؤلاء الشواذ والسفلة مهما تشدقوا بالوطن والوطنية أو بالدفاع عن المذاهب السنية والشيعية أو بالدفاع عن القضية الشمالية أو الجنوبية فإنهم يظلون كاذبين وحقراء وعملاء وخونة. إن أغلب هؤلاء القطيع من المتسكعين الذين صاروا اليوم متنفذين هم من فئة الأميين الذين لا يجيدون القراءة والكتابة ولا حتى الرد اللائق على كلام المتحدثين. هؤلاء القادة والمشرفين والأولياء والقصعين هم أنفسهم السكارى والعرابيد والمحببين وسرق مزارع القات وما تهبش الأراضي المشهورين وممن تمتلئ صفحاتهم بالغدر والمكر والتآمر والخيانة وأعمال المتصعلكين. هؤلاء الحثالة الذين لم تتغير سلوكياتهم وأخلاقياتهم أثبتوا بأنهم متخلفون وبأنه لا يمكن أن تتغير سلوكياتهم بمرور الأيام والسنين وبأنهم مّدمتين على الشر ولا يستطيعون الخروج من مستنقع الانحطاط والتدني ومن عالم السقوط والساقطين.