لقد طال الأنتظار للقاء تاريخي هام سيجمع الفرقاء من قادة ومعارضة تاريخية جنوبية ، بعد يأس كبير وقنوط شعبي مريب ، من تلك القيادات التي أصبحت معيقة أمام أي حل عادل للقضية الجنوبية ، طالما وهم يحملون مشاريع مختلفة تكرس إلى إنقسام الشارع الجنوبي وإضعاف موقفه وإطالت معاناته بسبب تلك المواقف المتعنتة من جانب والملتوية من جانب آخر!! كون معظم هذه القيادات تبحث عن نفسها أولاً ولايهمها مستقبل الوطن والأجيال القادمة ومع كل ذلك مازال أبناء الجنوب يطمحون ويأملون إلى كسر حاجز القطيعة وتجاوز الأختلافات المصطنعة فيما بينهم بفعل فاعلون. لا يريدون الخير لشعب الجنوب.. بقدرما يبحثون عن مصالحهم الشخصية والحزبية وينفذون أجندة سياسية محددة تستهدف إضعاف القيادات التاريخية للجنوب وتمزيق قيادات الحراك الجنوبي الميدانية الفاعلة، لتتمكن من أمساك زمام الأمور بنفسها في المرحلة القادمة بدون منافس قوي في الساحة الجنوبية كما يعتقدون!! وهم على أستعداد تام للبيع والشراء في الجنوب إذا ماحققوا منافع خاصة بهم لأن شعب الجنوب لايهمهم كثيرا حتى وأن رفعوا سقف شعاراتهم الثورية التكتيكية لتحقيق بعض النجاحات الوهمية!! شعارهم المريض علينا وعلى أعدائنا .
لذلك فهم يتآمرون على الجنوب وشعبه العظيم!! .. طابور خامس يصطاد في المياة العكرة ويقف حجر عثرة أمام أي تقدم حقيقي لتفاهم وتقارب وتواصل القيادات الجنوبية المهمة والمؤثرة!!؟ وهم لايحملون مشروع وطني جنوبي بقدرما يصفون حساباتهم اليوم مع شعب الجنوب بلؤم وحقد دثين بسبب معانات الماضي المرير، إلى درجة أن بعضهم صار يرفع نفس شعارات الحراك الجنوبي السلمي ويتحدث بأسمه وبأسم شعب الجنوب مطبقين المقولة التي مفادها ( إذا أردت أن تقضي على أي مشروع عليك أختراقة من خلال العمل من داخله( وفي الوقت الذي شعب الجنوب قد تسامح وتصالح كخطوة مهمة لإستعادة بناء الثقة بين فرقاء الأمس ليبدا مرحلة جديدة تهدف إلى وحدة الصف الجنوبي ويتمكن من تحقيق مطالبه المشروعة والعادلة بالطرق السلمية والديمقراطية، من خلال توحيد الموقف والهدف .. إلا أن البعض مازال ينبش الماضي ويزور التاريخ أحياناً ليس لغرض الاستفادة من الأخطاء السابقة بقدر ما يهدف هذا الطرح إلى تشتيت وتمزيق الموقف الجنوبي وتشويه القضية الجنوبية في هذه المرحلة الحساسة!!.. وللأسف الشديد أن البعض مازال يشكك بالأخر ويفكر بعقلية السبعينيات من القرن الماضي ، معتقداً بأن الرفاق مازالوا يحملون نفس المشروع السياسي السابق ولن يقبلوا بالأخر!! وفي أعتقادي بأن هذا الطرح غير صحيح حتي وأن وجدت بعض التصرفات الفردية بجهالة لمن لازال يفكر بعقلية الماضي لن يكون لها مكان في المستقبل، كون شعب الجنوب قد أنتفض عن بكرة أبيه ليس فقط بسبب المعاناة والظلم التي لحقت به بعد عام 94م ولكنه مصمم على تصحيح كل الأخطاء السابقة منذو 67م إلى يومنا هذا.. وقد أستفاد شعبنا من التجارب والعبر السابقة، ولن يسمح تكرارها مرة ثانية، والدليل على ذلك أنخراط معظم كوادر وقيادات الحزب الأشتراكي اليمني في الحراك الجنوبي وتخليهم عن الحزبية معلنين أنتمائهم للجنوب فقط فاتحين قلوبهم وعقولهم لكل من يؤمن بمبدا التصاح والتسامح قولا وعملاً ويعترف بحق الأخرين كشركاء في العملية السياسية القادمة دون أقصاء أوتهميش، من خلال توزيع السلطة والثروة على كافة مناطق الجنوب بالعدل والتساوي..
ومن جل أنجاح أي لقاء أو مؤتمر جنوبي قادم يجب الالتزام بمايلي: -1الأعداد والتحضير الجيد من خلال إشراك كل القوى السياسية الفاعلة والمؤمنة بعدالة القضية الجنوبية. -2الحرص على ضرورة مشاركة كل القيادات الجنوبية بقيادة الرئيس علي سالم البيض والزعيم حسن باعوم. -3الأجابة الوضحة والصريحة على سؤالين مهمين: ماذا يريد شعب الجنوب؟ وكيف يمكن تحقيق مطالبه؟ 4- إبدا حسن النية والصدق والوضوح والتعاون المشترك لانجاح اللقاء 5- البدء بصفحة جديدة ناصعة البياض تضع مصلحة الشعب الجنوبي فوق المصلحة الشخصية والحزبية والمناطقية الضيقة. ورمي صراعات الماضي خلف ظهور المتحاورون. -6ضرورة إشراك قطاع واسع من الأكاديميين والقانونين والشباب والمرأة إلى جانب رجال السياسة والفكر لما لذلك من أهمية. دون ذلك سيكون مصير هذه اللقاءات فاشل كغيرها من اللقاءات السابقة ولامعنى لعقدها سوى مزيداً من التمزق والخلاف الذي لايخدم القضية الجنوبية..