لنفترض تم التوافق على تنفيذ بنود اتفاق الرياض.. وتم تقاسم الحصص.. وماذا بعد ذلك.. ما الذي سيعود به هذا التنفيذ من منافع على القضية الرئيسية التي قال التحالف إنه جاء من أجلها؟ وما الذي سيعود به على حلحلة معاناة الناس..؟. بالتأكيد لا شيء، لسبب بسيط، لأن المشكلة التي جاء اتفاق الرياض على أنه حل لها، التحالف نفسه.. هو الذي صنعها، بعد أن وضع تصورا للحل، ذهب لصنع المشكلة، لكي يخلق مبررا لتنفيذ أهداف له من خلال ادعى حل هذه المشكلة. نحن نعرف أن الانتقالي مجرد وسيلة، فلا داعي للبحث في دهاليزه عن أي أجندات له.. وإنما يجب البحث عن ماذا يريد التحالف، وما هي الخطوات التي يمكن أن يقوم بها بعد تنفيذ هذا الاتفاق. في اعتقادي أن دول التحالف تنبهت إلى أنها بحاجة إلى شرعنة أدواتها، وتبحث عن صيغة قانونية لمخططاتها.. فالقرار الأممي، قد حدد أهداف تدخل التحالف، في اليمن.. وكل ما قامت به دول التحالف في اليمن منذ تدخلها كان بعيد عما جاء في هذا القرار.. التقاسم القادم في الحكومة لن يكون سوى استعداد لمحطة أخرى من الصراع.. وبدلا من أن يكون صراعا بين الدولة ِوقوى خارج إطار الدولة، سيصبح صراعا في إطار الشرعية نفسها. هذا الصراع سيمول من التحالف، وتصبح الأزمة أعمق.. هل وضع اتفاق الرياض ضمانات، يضمن من خلالها منع أي صراع قادم..؟. وهل تنفيذ بنود اتفاق الرياض كفيل بأن يمنع أي صراع مستقبلا..؟ وما هي التنازلات التي قدمها المجلس الانتقالي في هذا الاتفاق؟ عند الشروع في مشاورات اتفاق الرياض، كان المطروح يومها ان يتحول المجلس الانتقالي الى حزب سياسي.. فدفعت دول التحالف الانتقالي الى اعلان الادارة الذاتية، ليتم التراجع عن قرار الإدارة الذاتية، بدلا عن التنازل السابق (ان يتحول الى حزب سياسي) هذا اذا ما اخذنا ما يحصل.. بالظاهر من الصراع.. لكن الحقيقة ان الصراع بين التحالف والشرعية، وما الانتقالي الا واجهة يستخدمها التحالف في هذا الصراع. لم ينتبه التحالف ان السير في هذا الطريق سيخلف فراغا في الجنوب، بعد ان يصبح الانتقالي جزءا من الدولة، هذا الفراغ سيأتي من يملأه.. واكثر الاطراف الجنوبية المرشحة لاستغلال هذا الفراغ، هو مجلس باعوم، فمعظم قواعد الحراك التي يتكئ عليها الانتقالي اليوم لن تجد امامها مكونات مازالت سقوفها مرتفعة غير مكون باعوم.. وهناك اطراف اقليمية. المشكلة هنا ان التحالف لا يسعى لما فيه مصلحة الجنوب ولا الشمال. ولا مصلحة الشرعية ولا الانتقالي لديه اهدافه التي يسعى لتحقيقها من خلال اغراق البلد في الفوضى والاحتراب الدائم.