راجع كهربائي كان كفيل بتغييب روح الفني أشرف محمد شهاب وهو يؤدي دوره الوظيفي في إحدى أعمدة الكهرباء بحوطة لحج. مات أشرف ليحيا عشرات الآلاف من سكان المدينة.. مات أشرف ليرفع المعاناة عن أهله من مرضى الضغط والفشل وضيق التنفس.. أتدرون ماذا يعني أن يشتعل جسدك على متن عمود كهربائي وأنت تريد أن تشعل مدينة يقتل أهلها الظلام..؟ أيام مر على وفاة شهيد الكهرباء الذي لم يعرف بوفاته أحد بإستثناء البسطاء الذين يقتلهم الظلام من أهالي المدينة كنت أتوقع بمجرد أن سمعت ذلك الخبر أن تشتعل الدنيا لوفاة رجل مخلص لعمله.. وأن يُشيّع بموكب جنائزي يتقدمه المحافظ والوكلاء الذين لا يحصون عددا! وأن تتقدم قيادة المجلس الانتقالي صفوف المشيعين وأن يقف الجميع أمام جنازته بإجلال وإكبار.. وأن تحظر الصحافة لتجسد الموقف وتحكي قصة بطل عاش لمجتمعه وقدس مهنته وفقد روحه في سبيل ذلك.. وأن يتوارد مسؤولي المحافظة لتقديم واجب العزاء إلى منزله في عيد الأضحى المبارك.. أو على الأقل يضع أبناء المدينة نصب تذكاري في المكان الذي فقد فيه هذا الفتى لروحه.. لكني استدركت أن أشرف ليس مسؤولًا بارزًا في سلطة لحج المحلية.. ولا قائد في مجلسها الإنتقالي ولا حتى قائد في مقاومتها أو أحد ألويتها العسكرية حتى أضع في عقلي كل هذه التوقعات هو مجرد عامل بسيط في قطاع كهرباء المدينة.. ونحن في مجتمع يتجاهل تضحيات البسطاء وان كانت عظيمة..!