أمست لبنان على فاجعة التفجير الأليم الذي استهدف ميناء العاصمة بشكل مفاجئ , والذي لم يكن في الحسبان ولم يخطر على بال لبناني , حدث جلل سقط ضحيته العشرات بين قتيل و جريح , ومهما كانت الدوافع من ورائه فقد عمقت هذه المصيبة الجراح الغائرة التي يعاني منها لبنان اليوم , فمن تردي الخدمات إلى تفشي الفساد وانتهاء بالانقسامات الطائفية المذهبية يعيش السكان حالة مأساوية من الفقر وارتفاع الأسعار في بلد يعتبر درة بلدان الشام. يسقط بلح الشام اليوم في لبنان ليلتحق بقرينه عنب اليمن الذي أريد له أن يفسد وبالمصادفة التي يبدو أنها مقصودة لنفس الأسباب الطائفية والجماعات التخريبية والأحزاب السياسة الفاسدة شمالا وجنوبيا شرقا وغربا مع أمور مشتركة أخرى أن دولا عربية غنية مجاورة للبلدين أما مساهمة في التدمير سرا أو علانية , والأغرب من ذلك مسارعتهم لإرسال أحر التعازي , يقتلون القتيل ثم يبادرون لعمل مأدبة له وينامون في سريره. لن يشعر بآلام أهل الشام أكثر من أهل اليمن , وكيف لا؟ ونحن نعيش نفس المعاناة وتحت وطئه ذات الأيادي , وليس لنا ذنب إلا أننا وجدنا إلى جانب شعوب غنية أبت إلا أن تبات شبعانة وجيرانها في جوع وعوز بل ربما تقفز إلى أبعد من ذلك لتحرص على بقاء الفقر والجوع وسط جيرانها بحجة أن غناها وعزها وقوتها بذل جيرانها. عزاؤنا الوحيد الذي نستطيع أن نقدمه هو أنه قد أصبح الحال واحدا يا أهل لبنان , فقد ضاقت اليمن والشام ولا ندري علينا بمن ! ومن هنا أوجه رسالة للشعب اللبناني الشقيق أن اهربوا من بلادكم إلى دول تحب المهاجرين وتضمن للبشر العيش بسلام أن استطعتم إلى ذلك سبيلا , اخرجوا من بلادكم قبل أن تعصف بجواز سفركم المحن وتتكالب عليه الأمم لإن الفقر والحرب والبطالة والفساد وتردي الخدمات كلها عوامل تضعف جواز السفر وقد تستفيقون وأنتم محاصرون بالفقر والجوع من الداخل وبعدم مقدرتكم على السفر إلى أي دولة من الخارج في حصار خانق سيستمر لسنوات ولربما لعقود. إن حزب الله الذي زرعته مخابرات دول في وطنكم وجد ليبقى ولن يغادر تيقنوا من هذا الأمر ولكم في اليمن مثل أعلى في ذلك فقد دمرتنا الحروب المفتعلة بسبق الإصرار والترصد عبر استخدام للجماعات المتطرفة والأحزاب الفاسدة وتكالب علينا القريب والصديق والبعيد وبكى لحالنا العدو والغريب وأطبق علينا الحصار فكيه فلا أننا استطعنا الهجرة كأجدادنا الأوس والخزرج الذين تمكنوا من النجاة بحياتهم و الهرب من براثن قريش إلى عدل النجاشي وشعبه ولا أنهم تركونا نعيش وشأننا , إذا فالتاريخ يعيد نفسه اليوم في مواطن كثيرة ولكن بأدوات ودمى وشعارات مختلفة.