ورد بتصريح الرئيس هادي فور وصوله موسكو أنه يجدد التزامه بنشر السلام بصنعاء قبل باقي الأقاليم، وورد أيضاً على لسان رئيس فريق صياغة الدستور -فرنسي الجنسية- تكرار مصطلح الفدرالية، بمتابعة دقيقة للمشهد السياسي اليمني وربط التصريحين أعلاه وتصريحات أخرى، نجد أن المخرج المأمول من الحوار عبارة عن صياغة شكل الدولة وحل القضية الجنوبية وبقية القضايا الشائكة يكاد يكون مرئي للرئيس والخبير الفرنسي، وهذا تحليل طبيعي ناتج عن تصريحات مسئولة فمنذ متى أصبحت صنعاء إقليم؟ هذا ما استغربه ويستغربه الكثيرين... إن التصريحات الأخيرة لسفير واشنطن وتحديداً عن قولة أن الفدرالية ليست الصيغة التي يمكن تطبيقه باليمن، لا أخفيكم أن تلك التصريحات عمقت لدي إمكانية تطبيق الفدرلة كنظام جديد يقطع طريق التطرف والاقتتال الداخلي، لكن ما يثير الاستغراب لماذا لا يفصح عن ذلك التوجه ويوضع للشعب كاستفتاء بدلاً من الحوار الشكلي الغير مفعل بشكل يريح بال الكادحين وخاصة المطالب الداعية لفك الإرتباط، فإن الاختلاف والتباين المخيف في وجهات نظر المتحاورون يثير الشك في عدم الوصول -المؤتمرون- لمخرجات حقيقة تعيد كرامة الواطن المسلوبة...
مثلاً على ذلك لم يلمس الجنوب وأبناءه أي خطوات لحسن النواية، وما سمعناه جميعاً عن النقاط ال20 كثيراً ولأشهر والتي للأسف لم تطبق والعجب أن هنالك نقاط حلول لا تستدعي تشكيل لجان بل تحتاج لقرار رئاسي صريح ينفذ من تاريخه، فأين إذاً الإجراءات التي تعيد الثقة بين حاملي القضية الجنوبية وأطراف العمل السياسي، فكل ما نراه ونشاهده عبارة عن قمع واعتقالات وفساد إداري ومالي متعمد وإقلاق سكنية أبناء عدن دون أدنى مسؤولية لأطراف الصراع بلا استثناء، فمن حق الجنوب وأهله العيش بأمان وسكينه وحرية مطلقة للتعبير عن آرائهم وإن كانت لا تعجب الكثير من الأطراف المهيمنة على المشاهد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الثقافية بل امتدت هيمنتها لتصل للنرجسية المفرطة...
إن الجنوب لا يكن عداء للبسطاء من أبناء الشمال بل إن عداءه الحقيقي مع المتنفذين من الشمال مدنيين و عسكريين والذين ساندوهم من نافذي الجنوب، لأنه من المستحيل أن يبسط نافذ شمالي على أرض جنوبي بدون مساعدة نافذين جنوييين تصل لحد التحريض أحياناً، فإذا أردنا المقارنة نجد أن ليس هناك نافذ جنوبي واحد بسط على أرض بالمناطق الشمالية سنجد أنه لا يوجد وإن وجد لن يكون بالكم الهائل كما هو بالمناطق الجنوبية...
أتمنى أن لا يعتقد قارئي العزيز أني بصدد التحريض ونشر الفتنه بين الجنوب والشمال فهذا بعيد كل البعد عن رأيي ككاتب، بل هدفي استعراض ما يعلمه الكثيرون ولكنهم يصرون على عدم رؤيته ويفضلون بقاء الظلم وانتشاره، فباعتقادي لابد أن نتفق جميعنا شمالاً و جنوباً على رفع الظلم واستبداله بإقامة العدل والمساواة بأي صيغة يختارها الشعب لا يختارها فريستاين وبن عمر، فمهما كانت صيغة رفع الظلم لابد تطبيقها ويكفي أنها تفصيل شعبي محلي خالص يرتضيه الكادحين من أبناء عمومتنا بعيداً عن الوصايا الخارجية اللئيمة التي لا يسعى منفذوها إلا لخراب البلاد وبقاء مصالحهم الخاصة فوق السحاب، فالشعب بات متعوب من ذي يلعبوا فوق حبلين، كل واحد على وجهه مصلح قناعين، وجه طيب على الشاشة وفي طلعته زين، واكتسى وجهه الآخر بعدة تلاوين. والسلام تحية،