مازن رفعت قصة قصيرة أين الكبش ؟! الله أكبر . . الله أكبر . . لا إله إلا الله . . الله أكبر ولله الحمد . هاهو عيد الأضحى قد حلّ ، وهاهو من حاله قد ملّ ، هبّ الناس لذبح الكباش ، وهو لم يملك إلا أن يذبح دجاجة كانت في الإنعاش . يعود إلى زوجته وأولاده السبعة ، تسأله زوجته : _ أين الكبش ؟ _ هل جننتِ يا امرأة ؟! لو بِعتُ أحدَ أولادك فلن يوفي ثمن هذا الكبش الذي تتحدثين عنه ! أعدت هي الغداء ، التف الأولاد حول الوليمة ، ليُفاجأوا أن الكبش غير موجود ، هتفوا : _ أين الكبش ؟! أجابتهم : الكبش مشغول هذا العيد فقد سافر إلى أوروبا للعلاج ، لكنه سيأتي في العيد القادم إن شاء الله ! * * * الله أكبر . . الله أكبر . . لا إله إلا الله . . الله أكبر ولله الحمد . عاد العيد بعد غياب ، وهو عاد للانتحاب ، الناس يقطّعون اللحمة ، وهو يشكر الله لأنه حصل سمكة . يعود إلى زوجته وأولاده السبعة . _ أين الدجاجة ؟! _ تلك الخائنة ! إياك أن تذكري اسمها أمامي مجدداً . . مفهوم ؟! _ ولكن هذه السمكة لا تكفي إلا لشخص واحد ! _ أبدعي ! أبدعت هي ، التف الأولاد حول الوليمة ، ليُفاجأوا مجدداً أن الكبش غير موجود ، هتفوا : _ أين الكبش ؟! _ للأسف قرر الكبش أن يؤجل عودته لأن زوجته مريضة ويجب أن يكون معها ! _ إذن أين الدجاجة ؟ _ إنها زوجة الكبش المريضة ! _ وهل سنأكل أرزاً يابساً ؟! _ من قال هذا ؟ هناك سمك بينه ! _ أين ؟ _ دفنته في الأرز ! والنبيه منكم من سيجده أولاً ! * * * الله أكبر . . الله أكبر . . لا إله إلا الله . . الله أكبر ولله الحمد . هلّ العيد مجدداً ، وهو من جرعة الأسعار مازال متأثراً، دماء الأضاحي تنزف ، ولحاله الهموم تأسف . يعود إلى زوجته وأولاده السبعة . _ أين السمك ؟ _ أمازلتِ تذكرين هذا الاسم ؟! _ ماذا أعِدّ ُإذن ؟! _ ما استطعتِ . أعدت هي ما استطاعت ، التف الأولاد حول الوليمة ، وقد توقعوا عدم وجود الكبش . _ ماذا حلّ بالكبش هذه المرة ؟! هل فاتته الطائرة ؟! _ أجل هذا صحيح ! كيف عرفتم ذلك ؟! _ أخبرتنا أخته ، فقد لحقت به هناك ! _ أخته من ؟! _ السمكة ! _ لا تحزنوا يا أحبائي فقد أعددتُ لكم مفاجأة سارة ! رددوا بلهفة : حقاً ؟! ماهي ؟! _ لقد دفنتها في الأرز ! هبّوا يأكلون الأرز اليابس بشراهة بغية الحصول على المفاجأة ، فهتف أحدهم : لا يوجد شيء ! وهتف الثاني : ها قد مسحت الصحن مسحاً دون جدوى! وقال آخر : أين المفاجأة ؟! فجأة صاح أصغرهم بفرح : وجدتها ! . . وجدتها !
التموا حوله ، ليجدوا ورقة صغيرة كُتِبَ عليها : مبروك لقد فزت بمسابقة عيد الأضحى المبارك ، ستحصل على قطعة سمك في العيد القادم .