لكل إنسان من حولنا شخصيته الخاصة المميزة له عن غيره كأنها علامته وبصمته الخاصة التي تجعله فريدا من نوعه مختلفا عن غيره بغض النظر عن الجوانب الإيجابية أم السلبية في الشخصية الإنسانية؛ ومن تلك الشخصيات المميزة *الشخصية الكاريزمية* فعندما نقول شخصية كاريزمية فنحن نقصد تلك الشخصية التي تتمتع بالجاذبية والتألق، ومؤثرة بمن حولها فهي شخصية تتثير الإعجاب وتستطيع التاثير بمن حولها ثقافيا واجتماعيا وعاطفيا ونفسيا. كاريزما هي كلمة إغريقية الأصل وتعني الهبة أو المنحة أو العطية التي يعطيها الرب وينعم بها على بعض مخلوقاته من الجاذبية الهائلة. تتمتع الشخصيات الكاريزمية بالقدرة على القيادة والسيطرة التامة على من تقوده وترشده برضا منه وتسليم كونه يعتبر صاحب هذه الشخصية ذات قدرات فائقة لا متناهية وله الحق كل الحق في ذلك، فصاحب الشخصية الكاريزمية متعدد المواهب وله سحر خاص على الشعوب البسيطة والمثقفة ويستطيع توجيهها بعبارات لآفتة وألفاظ رنانة، كما أنه يتصف بسرعة البديهة والقدرة العالية على الاقناع ويميل للتجديد المستمر وقد ترافقه سنوات ثم تظهر لك مواهبه المتعددة شيئا فشيئا، يميل للتحدي والمثابرة، وله ثقة عالية بالنفس وفي النهاية يسعى بشتى الوسائل لتحقيق هدفه وهذا قد يجعله مدمرا وماكرا جدا في بعض الأحيان إلا أنه (هو الشخصية المؤثرة بمن حوله وهو القائد سواء كان ذلك إيجابيا يعود بفوائده على المجتمع أم سلبيا يسبب الخراب للمجتمع من حوله). مثال على الشخصية الكاريزمية المدمرة: ولنأخد مثلا (هتلر) فهو شخصية كايزمية بإمتياز، هو شخص مؤثر بمن حوله ذو جاذبية هائلة في تصرفاته ومقنع جدا في عباراته وخارق في ذكائه، متعدد المواهب إلا أنه قاد العالم لحرب عالمية ثانية سببت الكثير من الكوراث والمآسي والتشنجات النفسية المستعصية والنزعات القومية، نعم؛ قد تكون الشخصية الكاريزمية شريرة للغاية وماكرة وغاية في الخبث المعجون بالذكاء والتخطيط وتكون مخيفة ومرعبة حال تملكها للسلطة وقد تقودها أحلامها لما هو مذهل ومخيف حتى بمجرد التفكير به ناهيك عن تطبيقه على أرض الواقع،وهناك شخصيات كاريزمية خيرة تفيد المجتمع وتساعد في بناءه وتطويره ويمكنها تكوين سلوكيات جديدة خيرة ونيرة، (إلا أن كاريزما الأفكار دائما ما تكون طاغية وتتفوق على كاريزما الشخصية) فلا يمكن لشخص أيا كان أن يجعل ولاء الجماهير له على حساب الفكرة التي يدعوا لها. عندما نتحدث عن الشخصية الكاريزمية يذهب الكثير في تفكيره إلى ذلك الجمال الذي يكون في الوجه وشكل الجسد المتناسق من غير مؤثرات خارجية مرتبطة بأدوات وعمليات التجميل ونحوه فقد نرى فتاة سمراء اللون إلا أن مظهرها يبعث على العشق والوله فيتعلق بها القلب وتسيطر عليه وهذا شيء يسير مما تفعله الشخصية الكاريزمية بمن حولها إلا أن الأمر أعمق بكثير وفق قواعد التفكير من هذه النظرة السطحية فالجمال نسبي وتختلف مواصفاته من شخص لآخر وينتهي مع الوقت وتخيل شخص ذو كاريزما عقلية وفكرية عسكرية ماذا يمكنه أن يفعل؟ ولهذا يتوجب علينا أن نبحث بشكل أكثر دقة عن الكاريزما الحقيقية وعن ذلك الجمال والقوة الفكرية التي لا تنضب مع مرور الوقت والعمر، الكاريزما التي أتحدث عنها ليست الجمال بالشكل وإنما هي القدرة على التفكير والسيطرة الفطرية وتحريك جموع كبيرة غير مؤمنة بالحق الذي تحمله لتصبح مؤمنة به في مرحلة لآحقة، نعم. إنها القوة الخارقة نحو السيطرة والتي تجعل من حولك يصابون بالذهول من مواهبك المتعددة والفطرية أو المكتسبة وهناك شخصيات بشرية هكذا. *كيف يمكن لنا أن نحقق كاريزما خاصة بنا؟* يمكن لنا تحقيق الكاريزما الخاصة بنا وإن لم تكن موجودة أصلا أو تحقيق جزء منها على الأقل والسبب أن أنماط وسلوكيات الشخصية الإنسانية متغيرة بإستمرار وفق عوامل البيئة المحيطة فنحن البشر نمر بتجارب وضغوط عديدة في حياتنا تجعل صاحب الشخصية الإنطوائية يتغير ليتحول لشخصية عدوانية على سبيل المثال؛ إلا أن هناك عوامل ثابتة في الشخصية لا يمكن تغيرها وتسمى بالعوامل الوراثية، نعم؛ يمكن لنا تحقيق بعض الصفات الكاريزمية من خلال هذه الخطوات: 1-التغدية السليمة لبناء جسم قوي وعقل سليم فللجسد وشكله الخاص إنعكاس على شخصية الإنسان وقد أجرى عدد من العلماء والباحثين ملاحظات واختبارات عدة حول شكل الجسد وارتباطه بالمزاج العام للشخص فصاحب البطن المنتفخة في الغالب يميل للضحك والمزاح بينما النحيل ميال للانعزال والسكوت أكثر من الكلام، بينما صاحب الجسد الرياضي في سن مبكرة يميل لحل نزاعاته الخاصة بالعدوانية. 2-ممارسة الرياضة بشكل منتظم، فالرياضة تحافظ على البدن والعقل وتلعب دورا مهما في البناء والنشاط العقلي، وهذه من أهم صفات الشخصية الكاريزمية. 3-تحديد هدف والسير نحو تحقيقه فمن الصعب أن نعيش حياتنا بلا أهداف نسعى لها ونحاول تحقيقها ولا بد أن يكون هناك هدف تلو آخر في سلسلة غير منقطعة قدر الإمكان واجعلها كالروتين. 4- حافظ على روحك الإيجابية وتسلح بروح التفوق في العمل. 5-اهتم بجوانبك الروحية وحاول تطهير روحك الداخلية كما تهتم بمظهرك الخارجي. ولنتعلم جيدا فالشخصية الكاريزمية عطية ربانية وموهبة إلهية من صناعة الخالق سبحانه وتعالى إلا أن توجيه تلك المواهب بيد المخلوق ولا يجب تناسي تاثيرات البيئة المحيطة وعامل الوراثة والتدريب في تكوين أي شخصية.
