لا أتفق مع من يلومون المعلمين لعدم عودتهم الى المدارس، فالمعلم أصبح لا يستطيع دفع رسوم المواصلات وتوفير لقمة العيش لأطفاله، ولهذا فعودته لن يكون لها الأثر التربوي والتعليمي المناط به، ولا أعتقد أيضاً بأنه قادراً على الوصول الى المدرسة بشكل يومي لأداء عمله بالشكل الجيد وهذا يمثل خطر على العملية التعليمية لا يقل أثراً عن الأضراب. ولهذا ينبغي أن تسخر جميع الأقلام للضغط على التحالف والحكومة بتحسين وضع المعلم لتعود القيمة الشرائية لراتبه الى ماقبل 2014م رغم مظلوميته في ذلك الوقت.
ينبغي أن نعي جميعاً أن هناك مخطط قذر يستهدف المعلم والطالب في الجنوب ويريد تركيعهم وأجبارهم أن يكونوا وقود لحروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. يريدوا أن يوصلوا المعلم والطالب وأولياء الأمور أيضاً الى قناعة بأنه لا سبيل لتجنب الجوع إلا أن تكون جندياً تتقدم معارك التحالف لتحرير الشمال كي يعود الفشلة والفاسدين لحكمه! هذا المخطط لم يكن حصراً على المعلمين بل أستهدف كل فئات الشعب ولكن ينبغي أن يكون المعلم سباقاً في مواجهة هكذا تحديات كونه من يعلق عليه المجتمع الدور التنويري ومواجهة المؤمرات التي تحاك ضد الشعب. فبدلاً عن جلد الضحية اليوم من قبل بعض المثقفين والكتاب والساسة ينبغي أن توجه السهام الى التحالف والحكومة فهم المسؤولين عن الحال الذي وصل له المعلم والعسكري المتقاعد والطبيب والممرض والفلاح وكل من لم يذهب لمعسكراتهم!
ينبغي أن نصارح أنفسنا بأن التحالف والحكومة يريدوا ذلك وأن تسرب المعلمين والطلاب من المدارس للتجنيد في صفوف معسكرات التحالف والحكومة قد بدأ منذ سنوات ولم نرى هذه الأقلام تنتقد ما يحاك ضد الشعب من مؤامرة، وأن قرار الأضراب كان خطوة نحو أظهار المشكلة الى السطح لأيجاد حلول لها قبل أن تصبح واقع يقبل به الجميع. فاليوم وضع المعلمون الكرة في مرمى الشعب وقواة السياسية والدينية والأجتماعية وعلى الشعب والقوى الحية الأنتصار لأبناءهم سواءً كانوا معلمين أو غيرها من الوظائف التي نالها الأستهداف، كما أنه من واجب المعلمين أن يتقدموا الصفوف في المظاهرات والوقفات الاحتجاجية لألزام التحالف والحكومة بتحسين وضعهم وعودة العملية التعليمية فهم جزء من الشعب والفئة الأكثر أستهدافاً، وينبغي أن يكون لهم الدور الفاعل في هكذا أحتجاجات شعبية كون الأضراب عن العمل غير كافِ لأنتزاع حقوقهم. كما يجب على المجلس الأنتقالي وجميع القوى السياسية والنخب المجتمعية الحية الدفاع عن حقوق الشعب وأن تكون قضية حقوق المعلمين وعودة العملية التعليمية في مقدمة ما يطرحوه من قضايا على طاول الحوار في الرياض. فأغلاق المدارس وتجهيل الأجيال قضية مجتمعية كبري نواجهها اليوم ومسببها معروف وأهدافه واضحة وكل من يصمت أزاءها لا نستطيع الا أن نقول بأنه يقبل ذلك رضوخاً لسبب ما وهذا غير مقبول أو مشارك في هذه السياسة وهذا ما لا نتمناه.