قبل ما رقى على الفين واربعمئة عام، ، خاض الشعر اول مواجهة له في التاريخ ضد افلاطون وبمعيته النخبة الاغريقية، حينما اوصى افلاطون وقبل زمن بعيد، باقصاء الشعر (التمثيلي) والشعراء من الدولة او اي اجتماع سياسي خليق، ولئن نمت هذه الوصية عن الكراهية للشعر والشعراء فانها لتنطوي على تقدير استثنائي لدوره فالشعر، ونقصد بذلك الشعر التمثيلي، خصم خطير، سيما انه اثار جدلا حول علاقة الفن بالسياسة والاخلاق، ومعلوم ان افلاطون وجه نقدا لاذعا للشاعر والكاتب المسرحي هوميروس، قائلا: ان النص المسرحي لا يتوافق مع مبادئ الدولة الصالحة (فلسفة الدولة) بل ذهب بالقول:"ان هوميروس لا يصلح ان يكون مربي اليونان" لست هنا بصدد استرسال في محاجة افلاطون وموقفة المعارض للنص المسرحي، لا لانني اقر سلفا بانها غير مقنعة بل ليست بمنأى عن المساءلة والشك، كونها فرضيات، انما اود الاشارة الى موقف النخبة قديما من المبدعين، وموقف النخبة مع تعدد النخب ومسمياتها، في العصر الحديث، من المبدعين في الاعلام والثقافة الجماهيريين، ولعل ماحدث مع الفائز بجائزة افضل نص مسرحي بمهرجان المكلا المسرحي الوطني 15 مارس - 21 مارس 2020، هوميروس(مختار المقطري) عدن ، من تاخير فى تسليمه الجائزة المالية، مؤشر على معاناة المبدعين قديما وحديثا وان اختلفت الوسائل(تسويف الحقوق-التجاهل-التناسي-الاحباط النفسي.. الخ) وليس من المبالغة في شي، اذا قلنا :ان الكاتب المسرحي والاعلامي المتميز الاستاذ/مختار المقطري كاتب متمكن، بل مبدع بمعزل عن الشك، ليس في كتابة النص المسرحي فحسب ،وانما يمتلك قدرات خلاقة في الفن عموما، هو الكاتب المسرحي، والشاعر والقاص والناقد الادبي والفني، ،وماقصة "كوكب الشرق" الغزيرة بالتشويق والاثارة، الا جزء يسير من اعماله الفنية والادبية ،والتي نسوق منها هذا الاستشهاد،وفيها يقول:( نظرت الى (الحافة)فاذا كل من فيهامن الناس،يمشون الى الوراء، منهكين،وفي اضطراب وخوف،شديد )كتابات تلامس الواقع المؤلم، هذه التجربة المرة،من تاريخ الوطن، دفعت بالاستاذ/المقطري ، للبوح عن تفاصيلها القاسية ، راكبا امواج المخاطر، مؤمنت بان ظروف التحدي ضمن حدود المنبه المناسب، تدفع وتنشط لبناء الحضارة الانسانية.التي هي اي الحضارة الانسانية ، لا يمكن ان تتاتى الا من خلال الفكر التنويري، فكر يواجه عبر العصور المتلاحقة ، جهل مركب وماادراك ما الجهل المركب ،هذا ماتؤكده لنا شواهدالتاريخ، في هذه اللمحة التاريخية من اليونان وحتى هوميروس عدن.