نهشت الوحوش من جسد الضحية لثلاث ساعات كاملة، ثم اغفلت عنه لصنف ساعة؛ تأكل من طعام آخر. تركته في زاويته يتمزق ألماً، منحته برهة من العذاب، لتعاود تفتك بجسده حتى ترديه قتيلاً. تذهب بي الصورة قسيراً، إلى فترات الصيف في القرى. يدلف المزارعون من بيوتهم فجراً إلى الحقول، يعملون هناك حتى الساعة التاسعة صباحاً، فيؤتى لهم بطعام الافطار، ينتهون من طعامهم، يأخذون ساعة قيلولة ثم يعودون استئناف العمل حتى ساعات الظهر. على الطريقة نفسها فعل الوحوش المجرمون، فقط تبدلت هنا الآلة. فعوضاً من اصطحاب الثيران، استبدلوه ب #عبدالله_الأغبري. حرثوا عليه عذاباً حتى الممات! الحقيقة أنني لم أستطع مشاهدة أكثر من دقيقة واحدة من المقطع، أبت إنسانيتي وفطرتي وكل جوارحي إكمال أكثر من هكذا مدة. شعرت خلال ذلك بخوف وجزع رهيبين، قشعر كل بدني، اختنقت بالدموع والرعب، علقت في حلقي أشياء آخرى كثيرة، استوطنتني قصة مؤلمة جداً تحتاج لسنين طويلة حتى تزول. من خلال هذا المشهد، استدعيت الآف الضحايا في سجون_الحوثي، والتحالف_ لمدى خمس سنوات ويزيد. والذين كانت لهم نهايات مشابهة للنهاية الساحقة التي مني بها عبدالله. يا لحقارة الحرب، حولتنا وحوشاً!