عندما كنت ممتطي الحصان الابيض ( فوكسي ) في رحلة داخلية وكانت الى جانبي فتاة شقراء تحمل بعض الكتب الى جانب حقيبتها البرتقالية اللون ، وعندما اقتربنا من نقطة وصولها كنت مشغول حقيقة ومنهمك في قراءة منشور الأستاذ مدين عبدالله ابوبيان وكنت شارد الذهن مشتت الفكر متغير الملامح جرى ماحصل للاستاذ مدين ومماطلة الاخوة في الانتقالي تأكيد طلب مقابلته للاخ الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي ، ولانشغالي بهذا الأمر لم اسمع الفتاة حين طلبت من سائق الباص التوقف للنزول ، حاولت الفتاة ان تشعرني بانها تهم بالنزول دون كلام او طلب مني ازاحة جسمي المنهك عن طريقها ، ولكن ولانني لم انتبه طلبت مني ذلك رسمي حين قالت اني اريد انزل ياحاج ، ولان كلمة حاج وقعت علي كالصاعقة وزاد الأمر تعقيدا وتشتت فكري اكثر وكانني اعاني من تبلد خاصة وان كلمة حاج تعني شايب ولكن بطريقة فنية يقال ياحاج ، لثواني واجزاء من الثانية كان الموقف يسودة الصمت مع شرود ذهني كامل ، كررت الطلب ياخال اني اريد انزل !! ياخال الله يخلخل عظامك يامدين فانت المسئول عن هذا الموقف والصدمة التي اصابتني ، وانا اتدحرج بين الكراسي أثناء محاولتي افساح الطريق للفتاة قلت لها لاباس اعذريني أن كنت قد تسببت في تأخيرك واخذي من وقتك الثمين فأنا حقيقة مشغول بالتحضير لاجتماع مع مجموعة شباب بسني ، حاولت أن اوصل لها رسالة بتلك الجملة انني لازلت صغير ولكن الوقت لم يسعفني حيث كانت الفتاة على عجلة من امرها ولم ترد الا بابتسامة تخفي خلفها كلمتين ( على غيري ) ولعمري حين تذكرت بيت شعري لشيخ المحبين وشهيد الحب قيس ابن الملوح حين قال صغيرين نرعى البهم ياليت اننا الى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم.