في يوم 21 من سبتمبر يُحتفل بيوم السلام العالمي منذ عام 1981م ، و هو اليوم الذي يتضامن فيه العالم بقوة لبناء عالم يملؤه السلام ، و في هذا اليوم يحتاج العالم إلى أن يتذكر أهمية السلام ، إلا نحن في اليمن ، نحتاج إلى تذكير حكامنا ، قادتنا ، مسؤولينا وأولياء أمورنا في سدة الحكم وحكوماتنا جنوباً وشمالاً في يوم السلام ، بأن لديهم شعب يحتاج إلى أن تكونوا في سلام معه بعيداً عن آلة الدمار و النار. يحتاج إلى الماء والغذاء والدواء و العلم و جدران أربعة وسقف يأويه ، وقليل من الحرية ، لن نتعبكم معنا في طلبات كبيرة كالشعوب الاخرى ، فقد نسينا بفضلكم الكثير الكثير من الحقوق ، أما الكرامة فقد أهدرتموها أنتم قبل غيركم وقبل العدوان شمالا والتحالف جنوبا ، وعلى الرغم من أن شعار هذا العام (لتشكيل السلام معاً ) ، فنحن نُبرأكم من ذلك لآنه يقلق مضاجعكم بالتأكيد و كل طرف منكم سيعاني الحرمان من نومه وراحته ، فشكلوه أنتم مثلما تريدون لكن ليس من جثتنا وبقايا أجسادنا ، رتبوه كما تشأون لكن ليس من أعمارنا وأعمار أبناءنا وبناتنا ، لونوه مثلما يحلو اي لون في أعينكم لكن ليس من دماؤنا ، قسموه بينكم لكن ليس من أرزاقنا و رواتبنا. أجعلوه سلام يليق بكم و بما يحفظ لكم ماء الوجه - حاشا وكلا - ليس أمامنا فنحن لانعنيكم على الإطلاق ، بل أمام موكليكم في هذه الحرب التي لم يظهر لها هدف وطني ولا قضية وطنية ، وإلا لما أردتم البقاء كل هذا الوقت تحت البند السابع ، وكل طرف يعاير طرف أخر و يكيل له التهم و ،،، إلى آخره ، كضرتين على رجل ميت ، و جعلتم رقعتها - أي الحرب - تتسع ، فتعدد أطرافها و تعدد الخصوم لكم ، و لم تكن تلك الاطراف بأحسن منكم على الاطلاق ، جاءت تقلد المقلد وتأخذ توكيل موكل أخر لوحده ، موكل أنتهز فرصة التشرذم و العبث والجهل فخرج عن طاقية التحالف ليس رسمياً ، بل متحدياً و مجاهراً بحقه في الجزر والأرض والسماء "الامارات".
و موكل أخر يضرب من تحت الحزام في أحياناً كثيرة "قطر" ، جميعكم ياهؤلاء شكلوا سلامكم مع بعضكم البعض أولاً ، وتذكرونا جيداً ، أجعلوا ذاكرتكم في حركة دائمة ، بأنكم سلطة لملايين من الناس يطلق عليهم/هن شعبكم ، و أنكم بلا هؤلاء لا سلطة ولا سلطان لكم ، فقد آن الاوان أن تتذكروا هؤلاء المنسيون و المنسيات اللذين واللواتي مهما فعلوا وتصرفوا وغضبوا ، فهم وهن لن يستطيعوا /ن الوصول إلى ثرواتكم المخفية عنهم/هن و المعروفة لغيرهم/هن ، تلك الثروة التي تراكمت من حبات عرق هؤلاء المساكين/ ات من قطرات دموعهم/هن ، من آنات القهر ، وصرخات الوجع ، بل حتى أنهم/ هن لايجرؤن على المساس بها ، و لايدركون/ن قرأت أعدادها ، تذكروهم/هن لن أقول : ( لانهم/هن في ذمتكم و مسؤوليتكم ورعايتكم ..وأنتم عنهم/هن مُسألون ). فحتى هذا اليوم وهو في يد الله لا ولم ولن يخيفكم ، لأنه أن كان يخيفكم ، فستذكرون أن السلام اسم من أسماء الله الحسنى ، وتتجهون إليه وستذكرونا به ، مازلنا نطلب أقل من المستحيل بأن تتذكرونا في هذا اليوم فقط ، أن لم تستطيعوا أن تتذكرونا فهلموا للتطبيع معنا ، بلى كم أنتم بحاجة للتطبيع مع شعبكم المنسي هذا ، لعل حينها تتعلم تلك الدول التي طبعت مع إسرائيل أن تطبع مع شعوبها ؟ نعم نحن بحاجة إلى جعل العلاقات بيننا وبينكم طبيعية بعد ست سنوات من القطيعة ، ليس عبر شاشة التلفاز و المواقع الاخبارية ، و تنابلة تدعى حكومة ، تعالوا تطبعوا مع هذا الشعب المكلوم بكم أبدأوا معه في مشاريع تنموية ، غير مشاريع مص الدماء و بتر الاطراف و حرق الجسد ، بمبادرات مشتركة هو يدعوا لكم عوضاً من أن يدعوي بكم طيلة الوقت ، وأنتم أمنحوه مساحة شاسعة من الأمن والامان لن تخسركم شيء تلك المساحات غير أن تتوقف معارض استعراض قوة السلاح عليها. أبرزوا جهودكم الثقافية و الفنية والعلمية والانسانية لشعبكم تبادلوها معه ، كشكل من أشكال التطبيع ، نعم أبرزوا تلك الجهود التي تتبادلونها فيما بينكم البين و بينكم وبين أبناءكم وبناتكم و أحفادكم وحفيداتكم وبضع أناس من القبيلة والمنطقة والعائلة ، فهؤلاء ليسوا ذلك الجزء المهمل المهان في دولتكم والمسمى شعب ، تبادلوا معه تلك الجهود فأنه مبدع/ة ، مخلص/ة ، معطاء/ة ، مكتشف/ة ، مفكر/ة ، شجاع/ة ، جسور/ة ،،، لديه/هن من الصفات ماعجز عن تذكرها القلم ، تطبعوا معه وأتركوا الشعارات الزائفة ، التي لاتقتل سوى هذا الشعب ، بتواطؤكم مع الدول المصنعة للسلاح أو خامة السلاح ، فقد فضحتكم أعداد الضحايا و دمع الثكالى وصرير اللحود ، نعم في يوم السلام العالمي تذكرونا جيداً ، فعسى أن نصبح كابوس يؤرقكم طيلة أعماركم ، وفي يوم السلام العالمي لاتعقدوا النوايا خشية إملاق منا في التطبيع مع إسرائيل ، لا فنحن بحاجة للتطبيع معكم خاصة أولئك اللذين في الرياض . فسلام على هذا الشعب في يوم السلام ، لانه شعب بدونكم يستحق السلام .