في المليونيات الست السابقة عاش الجنوبيين بكل عواطفهم وأحاسيسهم ومشاعرهم واختلطت فيها مشاعر الحب والود والولاء والتناصر بين شتات الجنوبيين, مليونيات جسدت ورسمت عظمة شعب الجنوب وضربت اروع الامثله في النضال السلمي لشعب الجنوب, مليونيات هزت العالم واذهلت المحتل واسمعت كل من به صمم ان شعب الجنوب هو رائد وملهم ثورات الربيع العربي.. لهذا لم تكن هذه المليونيات مجرد ازمه او نزعه تزول مع مرور الايام, بل كان مصدرها هو الايمان الكامل الذي لا يساوره شك او ريب في عدالة قضيتهم إيمان لا يزول امام اي قوه من قوى الظلم والعدوان, إيمان اذا هبت ريحه جاءت بالعجائب في العقيدة والعمل.. وبهذا الايمان استطاع الجنوبيين بمليونياتهم ان يسجلوا على اوراق الدهر اعمالا ويتركوا عليها اثارا خلا عن نظائرها الغابر والحاضر وسوف يخلوا المستقبل.
وها هو شعب الجنوب اليوم يعيش على اعتاب مليونية سابعه, مليونيه لن تختلف عن سابق خواتها, مليونيه اعتقد انها المسمار الاخير الذي يدق نعش المحتل, مليونية تحمل في طياتها اجمل الذكريات ,انها ذكرى فك الارتباط عن وحدة الظلم التي حولتهم الى عبيد. ان يوم الحادي والعشرين من مايو هو اليوم الذي اعلن فيه كل شعب الجنوب ممثلا بقائده الشرعي علي سالم البيض فك الارتباط واعادة تشكيلة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد ان اقتحمت قوات الغزو والاحتلال ارض الجنوب الطاهرة باقبح صوره وابشع منكر يرتكب بحق شعب ودوله دخلت طواعية في وحده غير متكافئة ,مقدمين كل ما يملكون من ارض ومكانه وثروه ليتم مكافأتهم بحرب غاشمه قضت على الاخضر واليابس عبر فتاوى تكفيريه إستباحت ارضهم وعرضهم ودمائهم واموالهم.
فيا شعب الجنوب الاحرار.. ان لهذا اليوم ذكرى أمل لن تزول من ذاكرتكم, وبيان طموح لن يمحى من افكاركم, ولهجة ثوره لن تنتهي من افواهكم,, فلتكونوا ايها الاحرار في مستوى هذه الذكرى, ولتكونوا مع وطنكم الجنوب وارضكم الطاهرة التي استباحها الناهبون والطامعون.
نعم ايها الشعب العظيم...ان الوحدة التي يتغنون بأسمها اليوم قد وأدت في مهدها, وذبحت يوم أن وطأ اول جندي شمالي بقدمه على ارض الجنوب ماتت وانتهت يوم أعلن الطاغية المخلوع صالح تحالفه الظالم مع قوى الإرهاب والتشدد ومشائخ القطاعات الشمالية وتجار النهب والفيد في الشمال, ولم يعد ما يحدث في الجنوب الا احتلال غاشم وبغيض, ونهب لغنيمة حرب كما افتى بها علمائهم عن وجدة الجغرافيا التي يؤمنون بها ويفرضونها بالقوة, ولكنها ستنتهي قريبا, وستنتهي كل فصول الخداع والبلطجة السياسية التي يجاول المحتل تنفيذها في الجنوب عبر الوان وخدع سياسيه مفضوحة يأتي على رأسها ما يسمى بالحوار اليمني, وهو الفصل الجديد الذي يتبناه المحتل ومعه بعض شركائه من بعض الفتات الجنوبية المتمصلحة التي تختفي بمجرد ما ان تنال غرضها ومرادها.
فيا ابناء الجنوب الاحرار.. كونوا على قلب رجل جنوبي واحد تجاه هدفكم الرئيسي ولا تتنازلوا عنه وهو فك الارتباط واستعادة الدولة كاملة الحرية والسيادة, وعليكم ايها الاحرار ان تجعلوا من هذا اليوم يوما وطنيا وثوريا مقدسا, فهو اليوم الذي اعلنتم فيه رفضكم لوحدة الضم والالحاق وعودة الفرع الى الاصل.. فكونوا على يقين ان النصر قادم ما دمتم تنشدونه ,,وان حرية الجنوب قريبة منكم ما دمتم تؤمنون بها, وانه اذا امتد الليل فلا بد ان يشرق الفجر, وسوف يشرق فجر الجنوب قريبا بإذن الله ...