يوماً بعد يوم وعامٌ بعد عام والوضع من السيء إلى الأسوأ،والأحوال تتدهور، والهموم تتراكم،والغموم تتعاظم،وحال الشعب في تفاقم، ولاحراك في ماء الحكومة وتحالفها (الآسن)، بل صمتٌ مريب،ولا مبالاة (مخيفة)،وكأن حال هذا الوطن لايعنيهم البتة.. توسمنا خيراً في التحالف العربي، وكان يحذونا الأمل في إنفراجةٍ حقيقية لواقع البلد بعد هذه الحرب الضروس التي دارت رحاها هناك وهناك وأستطاع الجنوبيون بفضل الله ثم التحالف أن يكسروا شوكة الحوثي ويقتلون طموحه في مهده.. إلا أننا لم نلمس من التحالف والحكومة (المفندقة) سوى الوعود العرقوبية التي لاتسمن ولاتغني من جوع،والمناكفات السياسية والمماحكات والتراشق بالتغريدات والبوستات التي ملئت عالم التواصل الإجتماعي وصحفه الصفراء.. وظل حال المحافظات المحررة في ظنك وضيق وجوع وفقر وغلاء فاحش وتهاوٍ مخيف للعملة المحلية وتدهور معيشي لم يشهد البلد مثيلاً له قط منذ عقود من الزمن دون أن تسارع حكومتنا الموقرة وتحالفها العربي لتقديم أي حلول أو معالجات لهذا الواقع المزري والمخيف،وكأنها تنتظر أن يأكل الشعب بعضه بعضاً،أو أن يقتل الجوع أبناء المحافظات المحررة..
حقيقة بات الوضع مخيف ومؤلم في ذات الوقت،وباتت مجاراة هذا الواقع صعبة للغاية ولايمكن للمواطن البسيط أو المقتدر مسايرته،فكيف بالمعدم الذي لايجد (قوت) يومه ويقتات على بعض الفتات ممن يجود به الكرام أو المنظمات (اللإنسانية).. لا أدري وغيري كثيرون ماذا تنتظر حكومتنا وتحالفها،ولماذا تقف موقف(المتفرج)دون أن تسعى لإيقاف تدهور العملة والإرتفاع الجنوني للإسعار وإنعدام الخدمات والإستغلال (الجائر) من قِبل تجار الحروب لحاجة المواطن وقلة حيلته.. لا أدري لماذا لم يتحرك ذلك (الضمير) في أجساد المسئولين إن كان بداخلهم ضمير حيال مايحدث للشعب من تجويع وظلم وضيم وقسوة المعيشة ويبادروا لإيجاد الحلول(الناجعة) المفيدة التي ربما (تحلحل) شيء من واقعنا المزري وتعيد للسعب شيء من ماء (الوجه) المسكوب..
إلى متى كل هذا البرود واللأمبالاة بحال الشعب ووضعه وحياته ومعيشته..؟ إلى متى وأنتم تتلذذون بكل مايحدث من تجويع وحرمان وإنهاك للذين منحوكم الحرية وأعادوا لكم الشرعية المنهوبة وحفظوا ماء وجوهكم بعد أن أنتهكها الحوثي وأزلامه..؟