كان الحوثي بمثابة درس قاسي لكل اليمنيين بشتى توجهاتهم وجميع احزابهم ، ولكن متى تعرف انهم فهموا الدرس ؟ عندما يتوحدون ضد الحوثي ويكون همهم الأول هو تحرير كامل اليمن منه ، هنا نعرف انهم فهموا ذلك الدرس القاسي ، اما عندما تجد اختلافهم يسود داخلياً ، وتجد الاطراف المناهضة للحوثي كلٍ مختلف مع الآخر ، فاعلم انهم لم يعو الدرس بعد ولا زالوا محتاجين لتأديب . ثلاث قواعد يجب على الجميع ان يدركها . الأولى: ليس هناك اي طرف نجح بتحالفه مع الحوثي . الثانية : ليس هناك احد لم يكتوي بنار الحوثي . الثالثة : ليس هناك طرف قادر على ان يواجه الحوثي بمفرده . الكل تحالفوا مع الحوثي . حزب الاصلاح تحالف معه في عام 2011 لا سقاط صالح . جناح صالح تحالف مع الحوثي بعد انقلاب 2014. اخواننا في الجنوب تحالفوا مع الحوثي لدعم انفصالهم عن الشمال . وفشلت كل هذه التحالفات ولم تدوم وانقلب الحوثي ضد الجميع . لم يسلم احد من نارالحوثي. حزب الاصلاح تشرد واغلقت مقراته وقياداته . جناح صالح كذلك حصل لهم ما حصل لحزب الاصلاح وأسوأ ، فلقد قتل الحوثي صالح في عقر داره. الاخوة في الجنوب هجم الحوثي على بلادهم وشن ضدهم حرب هوجاء تعرضت فيه عدن للخراب والدمار واراق الحوثي دماء الكثير من ابناء الجنوب . ليس هناك أحد قادر على مواجهة الحوثي بمفرده . حزب الاصلاح فشل في مواجهة الحوثي بعمران ولم يصمد سوى ايام محدودة ، ولم يتجرأ ان يواجه في صنعاء ، وآل الاحمر لم يصمدوا في حاشد ، فالاصلاح وقوته القبلية والعسكرية فشلت في مواجهة الحوثي وانهارت خلال بضع أيام والكل فر هارباً . جناح صالح فشلوا في مواجهة الحوثي في صنعاء في عام 2017 بانتفاضة ديسمبر ، ولم تزيد مواجهة معركتهم عن ثلاث أيام ، وبعض القيادات لقت حتفها والبعض الآخر فرت هاربة . الاخوة في الجنوب لم يكن بمقدورهم لوحدهم مواجهة الحوثي عند هجومه على عدن ، ولولا تدخل التحالف العربي لكان الحوثي مسيطراً على عدن والجنوب كله حتى يومنا هذا . إذا كانت الاطراف المناهضة للحوثي فهمت الدرس جيداً ، ستتوحد بصفها لمواجهة الحوثي وسيكون همها الأول التخلص من الحوثي وتخليص اليمن منه . بقاء مشروع الحوثي في اليمن لن يجعل الجميع بمأمن ، لن يأمن الجنوب ولا الشمال . اذا لم تتوحد الاطراف المناهضة للحوثي والكل يعترف بخطأه ويعالج سلبياته ، فأعلم ان الحوثي سيطول عمره ، وان اولئك الذين لم يتحدوا ضده هم مجرد حمقى ، ولكل داءٍ دواء يستطب به .. إلا الحماقة أعيت من يداويها.