صالحة ابنة الاربعة عشر عاما تجمع بين العمل والدراسة معا، فهي عاشت المعاناة والظروف القاسية مع اخواتها اللاتي لم يستطعن الالتحاق بالمدرسة بطفولتهم كباقي الفتيات، لكن هذا الحال لم يكن عائق لهن امام التحاقهن بمدرسة محو الأمية فالمعاناة والحياة القاسية تجعل معظم فتيات مدينة الحديدة في مواجهة لتحدي أنفسهن للقضاء على أميتهن ويعلن حريتهم في وجه الأمية التي عاشوها بطفولتهم . كانت صالحه هي الدافع لأخواتها، وحاولت ان تكون هي وخواتها متعلمات لأن التعليم سند الفتاة بعد ابيها، لذلك التحقت بالمدرسة الابتدائية وهي بسن 14 عاما ودرست ثلاثة سنين وتحدت صعوباتها فهي كانت تعمل وتدرس بنفس الوقت لتصبح متعلمة وترفع ذاتها واهلها ويعطيها مكانة في المجتمع. بعد ان اكملت تعليمها بمحو الامية انتقلت إلى مدرسة الاعدادية وواجهتها صعوبات في التعليم وكيفية الفهم كونها جاءت من مدرسة محو الامية التي تجعلهم يتغلبون على أميتهم بالقراء.والكتابة فقط وقليلا من اساسيات الرياضيات والنحو . ولكن لم تيأس وحاولت حتى تغلبت على الصعوبات التي اعاقتها بالبداية وانتقلت للمرحلة الثانوية وتعلمت اكثر واكثر واصبحت أوعى وأقوى، فقد تغلبت على أميتها وقساوة الحياة بالتعليم وتنوير الفكر وتخرجت من الثانوية في سنه 2017_2018 بنسبة 89٪ . قضت اجازتها الثانوية بين العمل والدراسة بين المعاهد درست دورات انجليزي حتى تنمي لغتها الانجليزية ظلت عامين كاملين ولم تلتحق بالجامعة لعدم قدرتها لأكمال تعليمها الجامعي بسبب الظروف، ولكن تحدت تلك الظروف وعاودت العمل من جديد حتى تستطيع توفر كل ما يتعلق بالجامعة والآن تدرس القبالة متفوقة على كثير من زميلاتها تغلبت على الفقر والصعوبات وكل شي كان عائقا امامها لذلك نجحت وتوفقت بدراستها لتثبت للجميع انها تستطيع ان تكون متعلمة وناجحة بحياتها. تختم صالحة قصتها قائلة "لا الفقر ولا الظروف يعيق الانسان للوصول لما يريد ان يحققه لذلك من يريد شئ سيصل اليه برغم كل العوائق، اندفعت للحياة بكامل قوتي التعليمية حتى لا احتاج احدا بحياتي لاني اعتمدت علئ الله ثم ذاتي اجهدتها كثيرا ولكن ثمرة جهدي ظهرت بحياتي وبفخر اهلي". قصة صالحه تشبه كثير من القصص التي نقابلها بمجتمعنا اليمني عامة ومدينة الحديدة خاصة ولكن منهن من يتحدى تلك الصعوبات ويتجاوزها مثل صالحه ومنهن من يقفن مكتوفة الايدي عاجزات عن فعل اي شئ ليمشي قطار الحياه من امامهن. التعليم للفتاه اليمنية هو الاكسجين الذي لا حياة بدونه لها فمن لم يتعلم ويتحدى عوائقه فهو ميت بمجتمعه ولن يقف معه احد اذا لم تكن على وعي وعلم وتعليم.