بكل أسف وندم وحسرة وحزن نشاهد مدينة تعز اليوم وقد أنهكها الحرب والحصار وارهقها العبث والخراب والدمار وأتعبتها الالم والجراح والأحزان . نشاهدها مكسورة الجناحين ومبتورة الساق وغير قادرة على التخطى والحركة والهروب من الغرق والهلاك والخسران. هذه المدينة التى اعتادت أن تحلق في فضاء المحبة والسلم والسلام وفي رحاب التميز بالتعاون وسمو الأخلاق وفي فن التعامل والتخاطب والحوار وفي شدة الأمن والأمان تكاد أن تضيع وتغرق في بحر من الفوضى والخذلان وفي محيط من الغدر والنسيان. هذه المدينة تغرق اليوم بقيادات الفساد و مخلفات الإمامة والعمالة وبأشكالاً لا تشبه مخلوقات البشر ولا تنتمي للآدمية ولا تنهج بنهج الإنسان. تغرق هذه المحافظة بالشهداء والمعاقين والجرحى وبالارامل والأيتام والأمهات الثكالى و بالمقابر وصور المفقودين والأسرى والشهداء. مدينة تعز تغرق برصاص القناصة ورصاص المفصخين وبضحايا المدينة من الشيوخ والأطفال والنساء وتغرق بالمقاتلين والمجندين والأطقم والعربات العسكرية وبمختلف أنواع وأشكال السلاح الفتاك. وتغرق بالكرفتات الحمراء والصفراء والزرقاء وبالكروش المنفوخة والمختمة من الأموال الحرام ومن تجارة الموت والاسترزاق بالدماء وتغرق بالمسؤولين الأمنيين والغير مؤهلين وغير أكفاء. مدينة تعز تغرق بالمحبطين واليائسين والعاطلين والنازحين والمخفين والمهجرين والمشردين. وتغرق بالضعفاء والجبناء المؤيدين لسلطات الأمر الواقع وقيادة التسلط والظلم والتجبر والاستعباد.