كانت عملية الاصلاح جارية على قدم وساق في البيت. بنت غرفتين اضافيتين فوق سطحه، سورت عليه، بدلت اثاثه القديمة...اشترت كمبيوتر للأولاد....تتذكر ام احمد السنوات الماضية ..كانت وابنائها السته محشورين داخل بيت صغير يتكون من غرفتين.....تنقصه الكثير من الاشياء. لم يحلم اولادها ابدا بامتلاك كمبيوتر.
اصبحت ام احمد حديث الحي كله منذ وفاة زوجها في حادث مروري مفاجئ قبل خمس سنوات. -نكدت عليه حياته وتحتفل بمماته. -من يوم موته ماعد وسعتها الدنيا. تبني، تأثث، تدلع الجهال.. -الله يعلم من وين نزلت عليها هذه الثروة
طالتها إشاعات كثيره وكثرت حولها النميمة وهي هادئة صبوره لا تكترث لكل ما يقال عنها اعتمدت على الهكبات لتوفير المال اللازم لإصلاح بيتها وتحسين وضع ابنائها.
كان زوجها يحدثها دائما عن المستقبل.....سيبني فله كبيره تتسع لأولاده واحفاده سيبني محال تجاريه او مصانع لتأمين مستقبلهم يحدثها ويده تعبث بشعره وعيناه تحملقان في السقف وخده يوشك على الإنفجار ومناثرة المخزون السام الذي بداخله
مرت اكثر من خمسة عشر سنه على زواجهما رزقا خلالها بسته اطفال لم يتغير شيء...اكثر من ثلث الراتب يذهب لشراء القات....نبته ملعونه يدمن عليها الناس في هذه البلاد.. تلتهم اموالهم واوقاتهم دون ان تسمن او تغني من جوع.. الان لم تعد مجبره ام احمد على تحمل هذا الوضع. السنة الناس لا ترحم لكنها لن تتراجع.. لقد استطاعت نقل اسرتها الى مستوى معيشي افضل مما كانوا عليه في عهد الاب
يتبادل الجيران النكت الجارحة عليها....... ام احمد اصيبت بالجنان ..لماذا؟ لأنها حلمت ان زوجها عاد للحياة.... ام احمد سهرت طول الليل تدعو الله بماذا كانت تدعو؟ ان يضل زوجها ميتا الى الابد....
التف رجال الحي حول الغداء في عرس احد شبابهم وبعد الغداء فرشوا امامهم القات الذي تصل قيمته الى ربع مليون ريال. وبدء المقيل على انغام فيصل علوي و اسطوانة أم احمد المرأة التي لم تنتهي افراحها منذ موت زوجها... وقبل المغرب اندس انتحاري بينهم لتنفيذ عمليه انتحاريه ضد احد القادة العسكريين المشاركين في الحرب على القاعدة في ابين والذي كان حاضرا في المقيل...
لحظات واصبح الكثير من رجال حي ام احمد قتلى... غرق الحي في حزن شديد وكأبه استمرت شهور ثم انطلقت الارامل في اعمال بناء و إصلاح وتأثيث لبيوتهن.....