لم يعد لمنجزات الثورة الاكتوبرية اي وجود ، بل العكس اصبح الجميع يحن لما قبل الثورة ويتندم على تلك الحقبة والنهضة التي كانت تعيشها البلاد أثناء وجود الاستعمار وبعد رحيله لزمن قصير.
فالوطن الجنوبي الان اصبح مشظى ومتناحر ونقاط التماس بين مناطقة تراقبها لجان دولية ، اضافة الى التيارات الموالية للخارج والباحثة عن هوية اخرى منفصله على الوطن الام ، فالمهرة وحضرموت وسقطرى وشبوة وعدن كل فصيل وكيان له مشروع وهدف وهوية خاصه به ويعمل ضد المشروع الاخر ، بينما من اهم منجزات ثورة اكتوبر توحيد المناطق الجنوبية والسلطنات والمشيخات تحت راية وعلم واسم وهدف ومشروع وهوية واحده وكيان واحد.
اضافة الى تأسيس الجيش الوطني الجنوبي الذي كان يمثل تلك الراية وتلك الدولة الممتده من المهرة الى باب المندب والمحيط الهندي ، مقارنه اليوم بالوضع المخزي الان ، الذي تشكلت به المليشيات المتناحرة والفصائل التي تعمل حسب الدافع المالي والصرفه اليومية وليس حسب الولاء والانتماء للوطن والعقيدة..
وكذلك في المجالات الاساسية التي ترتكز عليها اي دولة من تعليم وصحة وصناعة وزراعة وموارد بشرية وغيرها ، كانت من منجزات الثورة واستطاع الجنوب ان ينهض ويطور تلك المجالات ويتقدم للامام ويسابق دول الجوار وينافس دول كبيرة كمصر والعراق وايران في مجالات عدة ، بينما الوضع التعيس والمؤسف الذي نعيشه الان من فساد وتجهيل وبطاله وتسيب ورشاوي وغلاء فاحش وفساد اداري ومالي واخلاقي ، والانفلات الامني ، والسقوط في مستنقع الرشوة والابتزاز ورهن مصير الشعب بيد حيتان الفساد وهوامير التهريب والمخدرات ، اضافة الى تفشي الامية والتخلف والجرائم المنظمة .
كل ذلك كوم ، والارتهان للخارج ومصادرة القرار السياسي والسيادي لدى المكونات الوطنية الباحثة عن وطن انطلقت من اجله ثورة يحتفلوا بذكراها اليوم ، علاوتاً ما تتعرض له الثروات من نهب ، والتحكم بالمنفذ والمياة الإقليمية من قبل دول الاستعمار القديمة - الجديدة وادواتها بالمنطقة ، والتي جائت بأسم الانقاذ والتعاون والاخوة كوم اخر ، وهم وجبال اخرى لم تنزاح على كاهل هذا الوطن والشعب لعشرات السنين القادمة...
كل ذلك وغيره يضعنا امام سؤال كبير ومؤلم ماذا تبقى من منجزات ثورة اكتوبر لكي نحتفل في ذكراها ال57 ؟
للاسف الشديد لم يتبقى منها سوا اسمها وذكرها على الالسن والورق ، فقد اصبحت من ماضي يقال عنه كان في قديم الزمن شي اسمه وطن وهوية وكرامة وعيش كريم ، وكانت هناك ثورة ومنجزات تحققت ، ولم يتبقى منها إلا الاطلال والذكريات لنبكي عليها ...
فالوطن والكيان اصبح من ماضي ليس له وجود على الخارطة ، وثورة مختطفه من قبل حكومات وانظمة متلاحقه ، كان عنوانها ومنجزاتها الفشل والفساد والتدمير والخراب ، لتنقلنا الى حاضر تعيس وواقع كله هزائم وانكسارات .