اصعب شيء على الانسان ان يجد اماله واحلامه تتهاوى امامه ويكتشف انه استغل ووظف من اجل مصلحة الاخر الذي لم يقم له وزنا او اعتبارا لتضحياته الجسام ويتعامل معه كمحرك لمرحلة جديدة هو وقودها ثم يركنها على الجانب متى اراد .. لا اريد ان احبط الثوار واقول لهم بأنكم استغليتم ابشع استغلال وان ثورتكم قد اختطفت الى ابد الابدين ذلك لان هناك املا في تاريخ شعب حر واملا اخر في قيادات حزبية ووطنية حرة وصادقة وبنفس الوقت لا اريد من الجميع ان يعول على حكام اليوم بالمطلق ذلك لان بعضهم جاءوا من رحم نظام فاسد حكمته قلة وكانت حكومته تحكم من قبل اللصوص ومن اجل اللصوص واخرون تعايشوا مع ذلك النظام بوهن وثالثهم ظل يراوح ويمرغ رأسه في الرمال ليس الا .
انه من السذاجة ان يسلم الثوار والشعب بأن النظام الحالي هو المنقذ الحقيقي والامثل لخياراتهم بل انه يعد اخطر من سابقه ان لم ننتبه لذلك لأنه نظام لمرحلة انتقالية ( ترانزيت) من اجل اعادة ترتيب البيت اليمني على اسس وطنية من اجل دولة مدنية حديثة .. الا ان الواقع يشير انها مرحلة تستغل فيها المواقف والاموال وترتب عليها الاوضاع بحسب محاصصة المنقذون ..وها انتم تلمسون حدود الوطن الجديد الذي المختزل في صنعاء وكادر صنعاء اما بقية المحافظات فحدث عنها ولا حرج .
لن يختلف اثنان ان الفساد مازال مكشرا عن انيابه كما انهما لن يتفقا اذا قيل ان هذه المرحلة تنتصر للإرادة الثورية لذلك فان هذه المرحلة تحتاج الى مساندة ورقابة شعبية صارمة ومواجهة حقيقية مع الفساد والمفسدين وعدم تغليب العاطفة .. تسالوا كيف لرجل مثل نصر طه عمل مع النظام السابق حتى النفس الاخير وعندما كشف له ترمومتر الفساد حتمية زوال النظام انقلب بين عشية وضحاها الى معتصم في الساحات ورافضا لذلك النظام الفاسد وامثاله عديدون .
تأملوا ماذا كسب وجنى اولئك المرتبطون بالنظام السابق من خيراته وعدوا كم سيارة فارهة تقبع في حوش قصره او فلته واحصوا كم حسابه في البنوك في الداخل والخارج.. مثل هؤلاء لا يؤتمنوا على وطن ولا ينبغي ان تسلم لهم الثورة لانهم ليسوا سوى لصوص من الزمن البائد.
ان سرطان الفساد الذي انتشر وتأصل خلال 33 عاما لن ينتهي بمجرد الآمال والاماني والاحلام او بالمبادرة الخليجية التي جاءت مخيبة لأمال قطاع واسع من ابناء الشعب اصحاب المصلحة الحقيقية في الثورة والتغيير و زادت الطين بلة ومنحت نظام الفساد ورموزه وتنابلته ضمانات ومتسعا من الوقت كي يعيدوا ترتيب اوراقهم ومواقفهم.
ان سرطان الفساد لن يبرح حياتنا الا وقد دمر كل قيمة انسانية للشعب اليمني وحوله الى كثلة مستسلمة لا حول لها ولا قوة .. كثلة انجلوسكسونية تسبح في حضن نظام فاسد اخر ولذلك فان الشعب والثوار مطالبون ن يكونوا يقضين وان ينتصروا للثورة والتغيير ولا يهادنوا او يتسامحوا مع المواقف والخطب الاعلامية العصماء..
اما قرار تعيين معاذ بجاش وامانة وذمة نصر طه مصطفى ليست الا انموذجا لذلك السرطان الكامن في جسد الشعب اليمني الذي وجد مناخا انتقاليا ينعشه ويحيه بسبب غياب الرقابة والمسألة والتنافس المحموم من اجل توسيع رقعة انتشاره وسيطرته ولعل السبب الاخر يكمن بسبب ثقة الرئيس به وتسليمه مقاليد الامر وليس ببعيد بفعل نشاط سرطان حزبي اخر يريد ان يهيمن على وزارة المالية والاجهزة الرقابية كي لا يسأل فيما بعد كما حدث له مع جمعية الوفاء الخيرية وهذه الواقعة ليست الا بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير.
ان الفاسدين والمفسدين في كل مكان وفي كل مرفق او مؤسسة تصدر فيها تعيينات غير مطابقة ينبغي رفضها وتعرية المسئولين عنها كما حصل مع نصر طه ..اما بجاش فهو الذي دفع الثمن بسبب تطلعه الغير مشروع .. نصر هو الاخطر وينبغي اقصائه من هذا المركز الحساس فان الذي يسوف يخدع مرة قادر يعملها مليون مرة وامثالهما كثيرون وخاصة حيثما يصنع القرار..
تأمل ايها الثائر الابي وانت ايها الشعب الطيب ماهو نصيب المحافظات الاخرى من التعيينات منذ ان اعتلى الرئيس هادي منصبه وكذلك حكومة الوفاق بل وماهي المعايير التي تمت على اساسها التعيينات و الاسواء ان هناك افواجا ترتب لهم المناصب وهم من ازلام النظام السابق انه باختصار نظام محاصة جائر بحسب قوة الاقوى وتأتي بعدها المناطقية ومراكز القوى .. ترى الى اين نحن ذاهبون .. هل كان هذا هو حلم الثوار والشهداء بأن يستبدلوا نظاما فاسدا باخر كل مؤشراته هي فاسدة ..
انها دعوة صادقة .. افعلوا مثل المصريين واخرجوا الى الشوارع لاستعادة ثورة الشعب المختطفة .. نفذوا عصيان مدني عام .. طالبوا بإقالة الفاسدين والغاء تعيينات الوظائف الغير مطابقة للمعايير .. اعيدوا نصب الخيام ولا تبرحوا الساحات حتى تستوي الامور .. لا تضيعوا الفرصة مازال العالم يراقب مايدور في اليمن .. هبوا جميعا بوقفة رجل واحد .. سيهتز اكبر كبير ان وقف ضد مصالحكم .. فهل انتم فاعلون