فالوضع الذي تعيشه الجنوب لا تنفع معه المراهنات على الحسابات الضيقة. وجميعكم تعلمون أن جميع الأطراف لا تريد إنهاء الحرب. فجميعهم يجوبون كل اليمن ويوزعون النار والدم والأحزان. لا يخفى عليكم وأنتم تعرفون الأمور قد وصلت ذروتها، والتجارب علمتكم أن النوايا الطيبة لا تصنع سلاما. إن صمتكم خلال اتفاق الرياض قد ساعد الأطراف المتحاربة على تعطيل المؤسسة الانتقاليه وساعد على الانقسام داخلها وأوجد شرخا سيكون وصمة عار في ذاكرة التاريخ عليكم وعلى الديمقراطية. إن إنقسامكم تحول إلى مخالب بيد المتحاربين ينهشون بها جسد الدولة ومزيدا من التعطيل والشلل الذي لا ينتج سوى إلغاء الجنوب من المشهد. لم يتبق من الشرعية سوى الاسم. وسيكون من الأهمية بمكان أن تدخلوا التاريخ من أوسع أبوابه أن تنتزعوا شرعية "الجنوب"المغتصبة . لابد من إعادة الاعتبار للجنوب. وذلك لن يكون إلا بإعلان المجلس الانتقالي فقط بل هذه حقوق أبناء الجنوب يقررون مصيرهم، والأحزاب الاخرى ومن معهم خارجين على الشرعية الدستورية ولابد من استعادتها منهم. إن ما يجري الإعداد له في المملكة لإعطاء شرعية لرئيس هادي شرعية ولم يستطيع تقديم أبسط مقومات الحياة البسيطة لابناء الجنوب، ستكون سابقة لم يسبق إليها أحد. وستكون عرضة لشجرة أزمات تدمر الوطن وما تبقى من النسيج الاجتماعي. إن الاستحقاق المطلوب هو إخراج من يتاجرون بأبناء الجنوب وتضييع حقوقهم، من المشهد ونقل السلطة وفق ما يطلبه أبناء الجنوب بتطبيقها. وعليها أن تحترم البنود الواردة فيها لكي تنقذ نفسها من تبعات شرعية من لا شرعية له والذي تحول إلى أزمة أصابت المنطقة برمتها. الشرعية منظومة من الإنجاز وليست شخصا بعينه. وأنا على يقين حينما تكون المصلحة الوطنية هي الدافع الرئيسي لكم فلن تتحسس الرئاسة المجلس الانتقالي . حينها سيكون مطلوب من القوى السياسية أن تشكل حكومة انتقالية بدلا من حكومتين وتنهون مناورة الأرقام لينتقل البلد نحو العمل. ستكونون عظماء هذه المرحلة حينما تنجزون وثيقة تفاهم من أجل إنقاذ الجنوب اليمني من الاستمرار في حرب أهلية لا نهاية لها. كونوا عظماء بحجم اللحظة ولا تتركونها تمر من بين أيديكم ليسجل عليكم التاريخ أنكم كنتم مجرد أتباع وأنكم بعتم أصوات الشعب بدراهم معدودات. العظماء تصنعهم الفرص المتاحة لهم. وهاهي الفرصة بين أيديكم. لتقولوا بصوت واحد، نحن نريد شرعيتنا. ويسقط الانقلاب الذي عرض الوطن لمخاطر لا نهاية لها. قولوا ذلك من أجل إنقاذ شرعية لكل أبناء الجنوب. من أجل الذين قتلوا أو جرحوا. من أجل الجياع والمصابين من أجل الأطفال المتعطشين لحياة آمنة. لأجل هولاء جميعا لابد ان يقول مجلس الانتقالي وبصوت واحد نعم للسلام في اليمن. لا نريد من يحدثنا عن شرعيته وهو غير قادر على أن يكون لليمنيين جميعا. ولا نريد من يحدثنا عن الدفاع عن الوطن وسيادته وهو يدمر الوطن ويسلب السيادة. نريد من يحدثنا عن الصحة والتعليم والوظيفة العامة والمرتبات وسبل المعيشة الآمنة. لا نريد من يحدثنا عن الماضي لأننا نريد المستقبل. الماضي يمكن قراءته في كتب التاريخ لكن المستقبل لا يمكن قراءته إلا في كتب العمل والإنجاز. لقد دار الزمان دورته وأعاد نصاب الأمور إليكم أيها الشعب الجنوبي وعن إرادته. فكونوا عند مستوى الحدث. فجميعهم كانوا يتحدثون عن الدولة المدنية لكنهم مدنوا الحرب وجعلوا كل معاركهم تدور داخل المدن. ينتظر اليمنيون والعالم منكم أن تضيؤا العتمة في طريق السلام والحفاظ على حقوق الشعب خاصة الحق في الحياة بوقف تدفق الدماء التي تسيل كل يوم. إن الوقوف إلى جانب السلام قضية ليست قابلة للمزايدة ولا تعني التراجع.