العدو بعد أن يعجز عبر سياسة الإخضاع بالقوة،أن يُحكم قبضته ويُبسط سيطرته على بلدٍما يكون شعبه متيقضاًصعب المراس قوي الترابط متين التماسك،يلجافي سبيل الوصول إلى ذات الغرض إلى عملية نخر هذا البلد من داخله،بأساليب متنوعة وطرق ملتوية غير مباشرة،تأثيراتها تدريجية لكن نتائجهاوخيمة كارثية،فإذا مانجح في تمريرها واستخدامها،بالتأكيد سوف يصل في النهاية إلى نفس الهدف دون الحاجة إلى طائرات الهيلوكابتر ولامدافع الهاوزر،بل سوف يعتمد من أجل بلوغ تلك الغاية السلاح الأفتك والأخطر والأقذر وهي المخدرات. ويصوب هذا السلاح عادةًبدرجةٍ رئيسيةٍإلى فئات النشئ والشباب عماد المستقبل،كونهم في مثل هذه المرحلة العمرية يكونون أكثر استجابةً وانجذاباًلتعاطي مثل هذه المواد الملعونة،كنوعٍ من التعبير عن اثبات الذات وما يعتريهم من فتوٌة وحيوية سن المراهقة،فتنتشر عادة تعاطي المخدرات في أوساطهم انتشار النار في الهشيم،وبالتالي تظل مافيا السياسة تتحكٌم بهم من بُعد،بواسطة شبكات سريٌة منوط بها تنفيذ مهمة ايقاع الشباب في هذا المستنقع الخبيث . وعندما ينغمس الشباب إلى حد الثمالة في تعاطي المخدرات تغدو متحكٌمة بمصائرهم تحكُم الجبان أو السلطان،فيصبحون رهنهاً لها،فلا يستطيعون القيام بأي نشاط اعتيادي مألوف إلابعد تناول جرعات كافية منه كأمرٍ ضروريٍ،وفي حالة تعذٌر الحصول عليه بسبب شحٌة وندرة المال اللازم لاقتنائه،تبدا المصيبة تُطِل بقرونها في المجتمع،حيث يُقدم الشباب على ارتكاب كل أنواع المصائب والجرائم؛القتل،التقطٌع التفجيرات السرقة،وربمالضرورة الحصول على مشروب الشيطان أن يُقدم بعضهم على التخلٌص من أقرب الناس إليهم . وهكذا يصل الشباب،بكل أسف، إلى مرحلة اللاعودة،حيث تتفسٌخ عندهم الروابط الأسريٌة والاجتماعيٌة وينعدم فيهم الوازع الديني والاخلاقي،وتنحدرلديهم القيم الانسانيٌة إلى أدنى مستوياتها فيصبحون بذلك أداة طيٌعة في أيدي مافيا السياسة والمال يُنفٌذ بهم مايُريدون من مآرب وغايات خبيثة ومن هنا يتطلٌب الأمرمن كل أبناء الجنوب كافةالشعوربالمسئولية في التصدٌي والوقوف الحازم ضد هذه الظاهرة المؤرقةالتي باتت تهدد شبابنا بالضياع،فإذا ما ضاع منٌا عماد المستقبل ضاعت علينا الأرض والقضيٌة،فالشعوب يمكن أن تنهض من تحت انقاض الحروب المدمٌرة،لكنها لايمكن أن تتخلٌص أو تتعافى من كارثةوآثار المواد المخدٌرة .