عقد مؤخراً مؤتمر للمسؤولين الأمنيين عن المخدرات في الوطن العربي، وهذا يعني أن شبابنا العربي مخترق بهذا الطاعون البغيض الذي يسري في جسد شبابنا سريان النار في الهشيم. وسمعت تقريراً من ال «B.B.C» على لسان مسؤول الأممالمتحدة عن المخدرات يقول فيه ان العالم أصبح معظمه ينتج هذا الطاعون ، وأبرز دولتين تصدران المخدرات في العالم هما افغانستانوأمريكا اللاتينية.. أما افغانستان فتصدر الهيروين، وأما أمريكا اللاتينية فتصدر الماريجوانا. وعجبت أن بعض المجاهدين الأفغان أصدر فتوى شرعية تبيح تجارة المخدرات لشراء الأسلحة لمحاربة الكافرين !!. وقرأت ان «الموساد» جهاز المخابرات العامة للكيان الاسرائىلي ينفق أكثر من عشرة مليارات دولار لترويج المخدرات في العالم، واستطاعت أجهزة أمنية لدول عربية مجاورة لفلسطين ان تفشل أكثر من محاولة تهريب مخدرات من فلسطينالمحتلة. ان المخدرات أصبحت تفتك بشبابنا، وهي أكثر فتكاً بالشباب المعطلة قواه وطاقاته .. الشباب الذي لا يجد عملاً يصبح فريسة سهلة لهذه الأوبئة الفتاكة.. والكيان الاسرائىلي هو الوحيد في الشرق الأوسط الذي يقيم أكبر مركز طبي في المنطقة لمعالجة الإدمان، ادمان المخدرات ، وينفق مليار «شيكل» لدعم الشباب الذي يقدم تجربته في الإدمان ويقترح سبل العلاج. أما الشباب في دول الخليج فقد انخرط معظمهم في العمل الطوعي، تثبيتاً لأفئدتهم ومحاربة للفراغ الذي يساعد شبح المخدرات على تدمير مستقبلهم وتقدم بعض الدول ارشادات ونصائح ليتعامل أفراد الأسرة مع ابنهم الذي أصبح مدمناً من تعاطي هذه السموم فالمدمن لا ينبغي ان يعامل كمجرم، بل لابد أن يعامل على انه مريض محتاج للرفق والعناية والحنان، كما أثبتت الدراسات ان المدمن ربما كان يشعر بحاجة إلى معاملة طيبة داخل الأسرة فهو لا يجدها، فيقوم برفض الأسرة والمجتمع ويحاول ان يلتمس عزاء في اللجوء لهذه المصيبة. بعبارة ثانية إن المدمن يحتاج إلى الرعاية وليس العقوبة ؛على أن هذه الأخيرة ينبغي أن تطال تجار هذه الأدواء القاتلة.. مؤتمر كهذا يستحق ان تحظى توصياته بالتطبيق لأن شباب العرب مهددون بالزوال.