أنت تشاهد مؤشرات النجاة في بلدك تتلاشى رويداً، تجد نفسك في أضيق زاوية تصول وتجول في بلد باهت الملامح، كئيب، مخيف بتكشيره الذي لا يتوقف، تصارع فيه نفسك بنفسك، القلق يتمدد على صدرك ويجد ضالته بالكثير من الإصرار، لذا أطلق تنهيدتك الأخيرة. لقد بلغ الوضع المعيشي بالناس مبلغه، لا رواتب تدفع منذ ما يقارب ثمانية أشهر، والأسعار مرتفعة وبشكل كبير جداً، حتى أن مسألة دفع المرتبات لشهر واحد لم تجدي نفعاً أمام تدهور الحالة المعيشية التي يعيشها المواطن اليوم، بات الجميع اليوم يشوي القراح؛ بعد أن بلغ الحزام الطبيين. الجميع خُذل وترك في حيص بيص، ترك على ناصية من وهم، وعلى سبيل المثال خذلان أصحاب الحقوق المشروعة من أبطال القوات المسلحة، حتى محافظ عدن نفسه خُذل وتُرك وحده يواجه الواقع المزري الذي أحدثته شرعية هادي والتحالف العربي. لذا لا عتب لو أطلقت تنهيدتك الأخيرة وأحرقتهم بها، نعم لا عتب، قلد بلغ السيل الزبى؛ ست سنوات مناطقنا المحررة تحولت فيها إلى خرابة وصارت مضرب مثل! ف إلى متى سيستمر هذا الوضع وإلى متى يستمر صمتك؟! أطلق تنهديتك الأخيرة فالكرامة خط أحمر، فلا ترضى بالمزيد من الهيانة.